أكتب الحرف أو ما يدور بذهني وإحساسي ولا أهتم كثيرًا بالمسميات لقصيدي وما إذ كان على بحر الظلمات أو أوزان وأثقال وأحمال .. سواء نثرًا أو مقفى أو شعبي أو قصة، خاطرة كانت أم رواية، لكن اهتمامي بأن أكتب وأكتب فقط كي أتحرر من قيود العقل المغلق والمسجون داخل أفكار وعادات موروثة ربما لا تتوافق مع زمني، أكتب إحساسي أيًا ما كان كان، فأجد روحي هي التي تكتب وكأنها تغوص بعالم من الأمواج العالية والتي تتلاطم تارة وأخرى تسكن وتهدأ، فكل ما أكتبه ليس مجرد خطوط ونقش أقلام إنما أكتبه على جدران القلب ليدون عبر الأزمان سيرتي القلبية ونبضاتي الثائرة، المرتجفة، والرعدية أحياناً وتارة أخرى هادئة ناعمة.
دومًا أجدني في معركة مشاكسة وصريحة مع قلمي بالصباح والمساء، والغالب بتلك المعركة هو قلمي الذي يعرفني جيدًا لأنه صديقٌ حميم منذ نعومة أظافري، يصاحبني أينما ذهبت، وأحيانًا يوقظني من نومي على كلمة أو عنوان لرواية أو قصة أو قصيدة ترددت وتناغمت في غفوتي وحين سُباتي،
وربما أكتب لأتحدث مع قلمي حين يغيب عني من تمنيت الحديث معهم، في لحظات حزني العميق، وخيبات الأمل المتكررة معهم، لأنني أستفيق فلا أجدهم وقت إحتياجي لهم، فلا أجد غير رفيق دربي ومؤنس وحشتي قلمي.
فلا زلتُ أشعر بطفولتي لأبكي أمامه بلا أسباب واضحة المعالم، وأضحك لأبسط المواقف، وأشعر بكهولتي أيضًا تعبر من بين براثن شيب الزمن، ويأتي صراعي كل ليلة بين طفولتي وكهولتي،
وربما من يرى دموعي الآن وهي تنساب عبر حروفي الممتزجة بتجاعيد قلمي يقول أنني على حافة الجنون ، ولكن هل أعبأ الأن برأي الأخرين في ، لا .. فكم حرصت دومًا على ذلك، وحرصت على مشاعر الأخرين أيضًا وأراءهم وأهملت مشاعري ورأيي أنا، فلا يهم الآن، والأهم أن يكون هناك مجنون صادق أعمق وأنبل من عاقلٍ كذوب، فأصبحت الأمور كلها بالنسبة لي متشابهة حتى صدقي مع نفسي قد لا يكون صدقًا مطلق.. لأنه لا يوجد صدقًا مطلق أو كذبًا مطلق، حتى الحب وهو أسمى عاطفة من بداية خلق الكون فلا يوجد هناك حبًا مطلق، ولكن إيماني أن هناك حبًا كذوبًا مطلق، فلا يهمني حتى إعتقاداتي ليست مطلقة أيضًا، والأهم لي أن أكتب وأضل أكتب حتى يتوقف نبضي بالتحالف مع قلمي.
د. حنان أبو زيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق