الجمعة، 29 نوفمبر 2019

شبيه إنسان...... حنان أبوزيد

أتى الرحيل وألبسني ثوب الأحزان
وأسكنني مدينته قهراً دون استئذان
دمر مدينتي وأحرق أوراق البستان
وهدم الأحجار وطرد جميع السكان
ليستوطن ويتربع على العرش سلطان
واحتلت جيوشه مستعمرة نقائي كانسان 
واخذ يزاحمني الأرض والفضاء والمكان
يتجدد بل يتلون في كل عصر وآوان
حزناً لا يبارح قصري ويشيد أعلى البُنيان
بالصباح يحمل حقائبه ويغادر بضع الثوان
وفي المساء يقيم احتفال لذبح الحملان
ويثمل ويترنح ويحتفي لحرقهِ الاغصان
يغتال ما تبقى من حروف الأشعار والأوزان
يحتل عزف الأفراح ويسمعني نوح الألحان
ويضيق مخدعي فتحتضني دمعة بين الأجفان.
هذا الحزن ياسيدي جعلني امرأة الأحزان
شردني خارج مملكتي وذاتي وتركني
على أرصفة الأشجان
استعطف الخوف واستجدي بعض الأمان
لُيكتب على جيدي أحيا بلا رفيق بلا عنوان
وبرحيل حبي الأوحد سرق معه خارطة الأكوان
فأصبحت ضالة تائهة لا أهتدي مرسىَّ ولا شطآن
فتركني وحيدة عارية المشاعر والوجدان
كشيئاً باهتاً شاحباً مخلوقاً شبيه إنسان.
#حنان_أبو_زيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...