الاثنين، 24 فبراير 2020

العذاب الفاخر.... حنان أبوزيد


يسقينا منه الزمان رواء زاخر
شرابُ حُدْجٍ علقمٌه مرار ضاجر
يُسكرُنا أنفاسُهُ بالألم الساخر
يباركُه الحب ويركعُ له
العشق المغادر
لا تعوِزهُ أدلَّة ولا يفتقرُ
إلى برهان معاصر
وبِخِنجَرِه النّاعمِ طعنته ناخر
يهزِمُ كلَّ مُقاوِم يقتل كلَّ 
رقيبٍ يحنو للمشاعر
يرمي بنا في عوالمه الخفية
قمره غائب وشمسه تغادر
ماؤه زُلال، نيرانه تعلو المنابر
فيه المقل لا تغفو والليل ساهر
يصنع نور شمعةً لا تنير المقابر
برزخٌ أريجُه بين القلب والخاطر
ما وجَدْنا بين أحضانِه غيرَ نايات
هَمٍ مضْني ودربه به كل المخاطر
أرسلني إليه الهوى بجرح غائر
ليتني أتوارى مِنه خلف أناتي 
وأسْلُكُ خطوطَ كف القدر الجابر
لأجمعُ بعضي فيذوب كلّي الصاخر
لتعزف على أوتار هواه السرائر
فينصهر الجليد ويحيا الرميمُ
ويتهلَّل الهشيمُ الكاسر
فهل آن لهذا الظلام ينجلي
إذ هو حاضر؟
نبضي داخلَ نبضِهِ سجينْ لا يغادر
أغفو في حبه يُفيقُني حنينْ المشاعر 
فعجباً من قدر يُصيبنا بالحبُ العاقر
إن شدوناه صبابة نشازاً يُعزفنا من
سُهاد أعيُنِنا فيصنع عقداً لِجيدنا
وطوقاً متيناً ناحر
وإن تجمعت حباته فرَّقَها قادر
فيا أيها العذاب المتثائب الفاخر
أهي عجلاتُ الوريدِ تَقودُنا إليكَ!؟
أمْ هو وقودُ عشقِك المثابر ؟
لن أنتظرك أيها العذاب المغامر
فقد حسمت أمري للرحيل المقامر
جزمتُ أن لا أسترخي على 
وسائدك المبللة بالدمع الغابر.
#حنان_أبو_زيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...