الخميس، 10 فبراير 2022

الوجد النبيل..... بقلم الأديبة الشاعرة/ د. حنان أبو زيد

أصارعٌ حزني وليلي الطَويل
سِقمُ ألمي بينَ الحنايا ثَقيل
طالت غربة الروح بلا سبيل
عاندني عقلي والقلب عليل
تبحر نفسي بشراع حلم عَقِيل¹
تهذي بين الواصل والوصيل
تتخبط بين الباطل والأصيل
وبين بحاري وجبالي تهيل²
فتغرق وتُهدم بوديان الويل
فليس بها بَحَار عتيد نبيل
لترحل معه سفني العُطَيْل³
وعنه فلن تحيدُ أبدًا أو تَميل
وحِين تشتد رياحه بالرحيل
تُسحق عواصف أحلام الليل
والانتظار فوقَ تل الأمل يطيل
فلَم يرحَم أوجاعي رفيق خَليل
لتشتعل الذكريات بالوجد النبيل
وتصرع الفؤاد وترديه قتيل
فتعقر جياد أحلامي بلا صهيل 
وشمس عمري غاب منها الدليل
لم أَبصر إلا صحراء بلا ظليل
وجبال سراب ولىَّ منها القليل
فهل أغَشتنيَ البصيرة بالمستحيل؟
أم دروب أوهامي، ركضت ركضاً هزيل!
لأبحث ظامئة: أينَ الطريق والسبيل؟
فتسخر مني أقداري وأجن كذُهَيْل⁴
وحصار المَرايا تمحي ملامحي وتُزيل
أهي روحي حقًا أم قريني الدخيل؟
تبعثرت أطيافي، فهل من ثبات بديل؟
وفي مسامعي زاد الأنين، فأينَ العليل؟ 
فكم صُنت في فؤادي زمناً جميل
نجواه لأذني لازالت على قلبي صَليل
رحل كطيف نسيم ولم يبقى إلا العويل
جفت عنودي وهد عودي بعشقٍ جليل 
فتاهت خطاي وأصبحت دونه كُهَيْل⁵
وأصبحت كعود هالك مُسن أُثَيْل⁶.
د. حنان أبو زيد
سفيرة السلام الدولي 
في ٢٠٢١/٦/١٧
مرادافات--------------
¹- عَقِيل: معقول، مربوط
²- تهيل: سَقَط وانصبّ بعضُه في إثر بعض.. ك"تَهيَّلت كومة تُراب"
³- العُطَيْل: حالت حركته وتعطل.
⁴- ذُهَيْل: مصدر ذهَلَ - بمعنى (ذهِل من شِدِّة الانفعال)
⁵- كُهَيْل: الجذر: كهل - (سِنّ الإنسان ما بَين الثلاثين والخمسين أو مرحلة العُمر بين الفتوّة والشيخوخة).
⁶- أُثَيْل: جذره: ءثل وهو كالجمل العظيم.
الوزن العروضي  //o/o .. فعيل

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...