(رسالة نبض عاشقة)
لوحة أدبية من وحي الخيال
للأديبة د. حنان أبو زيد
===================
الصفحة (١)
★ كانت دوماً تتأمل عشقه و هو ينظر لنافذة روحها، في بعض مساءات العمر
فكانت تهيم بحروف هذا العشق الرائع و تفكر، تفكر فيما هو أبعد..
تُرى...
أيّ رسالة قد تحملها تلك الذرات اللؤلؤية الجميلة
من المشاعر الفطرية ..!
أي كلمات يريد أن يلقيها في كفيها ..!
و عَلمت أنها رسالة العشق الخالد المطلق و العفوية اللامحدودة باللاوجود..
فطرةٌ لن تقوى العولمة على حدها أو تحديدها..
رسالة نبض عاشقة،
و روح هائمة، حالمة،
لا تحتاج لرجال بريد كي تصل كلماتها .
و لا تحتاج لثورات الكون لإحداث ثورة صدق بينهما، فكانت هى نفس الثورة كما عَرفته حين التقيا أول مرة.
وذات إشراق عند قمة سماء الروح،
تتمتم داخلها بهمسات:
💬 أتذكر....!
أنت أمير ضيائي، المجرد من كل الظلال،
و كنت أنا تلك الهالة التي تحاول أن تحمي نفسها من نور الكون إلا من ضيائك،
💬 أتذكر،...!
ذلك العناق، وطائر سنونو الحب يحلّق حولنا، و ينثر تغريداته الهائمة لنا،
و تظل أنت كما أنت،
كما عرفتك،
كما أحببتك،
وعشقك كما هو،
العابد العاشق الهائم ببحر عشقي،
و تظل بوصلةُ القلب، تعشق شمالك،
أيا شمال القلب، تبحر إليك زوارق مشاعري،
لترفع راياتها البيضاء لتكمل تلك الهمسات:
💬 هل أكون حقا كما تراني،..!
أأكون لكَ نبضاً تمايل بشقاوة طفلة على أرجوحة فؤادك،.!
أأكون تلك الياسمينة المعرشة على بستان قلبكَ الوارف في رياض العشق التي أنتَ عنوانها الأوحد،..!
💬 هل تعلم...!
إن تأججت في روحي رغبة البكاء،
فلا تتعجب،
فلكم كنت أراكَ بعيداً كالجبل الشامخ،
و كان قلبي الصغير يتلصص ذات عشقٍ دفين على أبواب مهرجانات حروف همسكَ المقامة كل ليلةٍ في ساحات الشعر الجميل،
كان قلبي الصغير ينظر مشتاقاً من خلف بابك المغلق،
و كان يتمنى لو ينال من شجرة تفاحكَ
و لو ثمرة واحدة، تشعرني بطعم الحياة،
ثم تفيق من غفلة البوح داخلها لتهذي:
💬 يا ويحي...!
💬 ويح قلبي، ماذا فعلت، هل أهذي...!
💬 أتُرى...،!!!!
قد فضحت تاريخي القديم في الحرمان منكَ، و قد كان سراً بيني و بين قلبي و الليل الطويل،
💬 حبيبي،
ستتغافل عمّا قرأته الآن،
و ستظل تكتب لي حول عذابكَ الطويل،
و عنائكَ المرير، حتى علمت أني أحبك أنت،.! نعم أحبك أنت دون سواك،
💬صحيحاً،.!
ستنسى أني تولهتُ فيك قبل اللقاء بألف عام، لتظل حبيبي قادراً على إرضاء كبرياء الأنثى داخلي، رغم تلك السعادة الدفينة التي تغمرني
و أنا أتذكر شقائي فيك الآن،
أبعدما كنتَ حلما خلف الليالي،
صرتَ أنتَ قدري كله بالمدى مسكوناً
بنجوم الغرام و العشق،.!
💬 حبيبي،
أعشق أن أناديك، شمال القلب...!
أتسمع نداء الروح تتعمق وجدانكَ.
=====================
الصفحة (٢)
فإذا به ينطق همساً بعد صمت طويل:
🗯 أيا منية الروح لا تظنين أني أنقطع عن تدوين رسائلي إليكِ، كل ليلة أناديكِ بها،
أفلا تعلمين أن رسائلي إليكِ هي أنبوب الأكسوجين الذي أسعف به قلبي في غرفة انعاش أشواقي،
حين لا أنعم إلا بنسيم أنفاسكِ حولي،!
فكيف أنا دونكِ،
أأكتب موتاً جبرياً لقلبي إليكِ حتى تيقني أنه لا يحيا إلا على نبضاتكِ.
تجد ذاتها تسبح في اللاوجود مع همساته الولهة التي لا حدود لها لتقول:
💬 أيها النائم منذ الخليقة في بتلات القلب، ملتحفا بوردي الدماء..
أيا المتنعم بتوهجٍ دائمٍ في أفق الروح،
إليكَ أكتب، وحديثي عنكَ لكل القلوب،
ذاكَ العالم الرحيب الذي يسع كل مخلوقات الأكوان، ما نعرفه و ما نجهله، والقلوب التي انتفضت منذ الولادة،
عندما تدفق تيار العشق فيها لحظة اندلاع نار الغرام، حينما أشرقت شمس الحياة فوق جليد الأكوان الأولى،
و تطايرت كرات الأشواق الملتهبة لتنير آفاق الظلام الذي استبد عصوراً بدنيا البشر.
يستدير لها بكل عشق ليقول:
🗯 أيا حبيبتي،
تُدين لكِ كل حضاراتي،
و كل انتصاراتي،
و كل أمجادي،
أميرتي هي منكِ، لكِ، بكِ، و معكِ،
ما زالت صناديق الأسرار مغلقةً على الكثير، و لا يُستباح إلا لكِ أنتِ وحدكِ،
فتهيم في سماء الروح وهي تتلهف شوقاً لمناجاته دوماً لتقول:
💬 أيا شمال القلب،
أتعلم...؟؟
أنني أقف سراً من وراء هواكَ، عامدةً، متعمدة، أمام مرآتي،
أتفحص ملامحي في لحيظاتٍ صغيرة
أتمكن فيها من احتمال غربتي عن هواكَ الساكن فيّ حتى التغلغل و الإدمان،
فأكتشف أني فشلت تماما في الهروب من رفيق هواكَ،
حين أتأمل ملامحي، أراكَ نائماً،
مبتسماً في بحيرات عيوني،
مترفلاً في سكينتي،
مترغداً في سكون كوني،
و أنا التي منكَ أستمد كل جمالي،
و أمعن النظر في مرآة روحي،
فإذا هي فقط مرآة هواكَ النقي الذي سكنني باقتدار و رضا،
و قمر عشقك سكن الجبين فأنار بكل درجات الضياء حتى هابتني كل الشموس
فغارت من ضعفها أمام بهائي فاستجارت.
=====================
الصفحة (٣)
💬 أيها المتنعم بوجودكَ في رياض عمري
فأزهرت كل الزهور الإكليكية بهاءاً ورقة و توليب سحرٍ و جمال،
صرتُ زنبقةً واحدة في روض حياتكَ،
متفردةً فقط في هواكَ،
وهنا يخبرها بما يكنه لها منذ قديم العصور قبل ميلادهما بدهور:
🗯 أهواكِ، نعم أهواكِ وما عشقت بالكون غيركَ، أيتها القادمة من عمق عالم ليس له وجود،
أه، كم كان انتظاري طويلاً،
و كم كنت أشعر بعد لقائنا الأول أني ما انتظرتُ برهةً واحدة،
فكأننا يا حبيبتي توحدنا يوم وُلدنا في دنيا الغرام و معا كنا توأمين، خرجنا سويا من رحم الحياة،
فأنارت من بهاء العشق سحراً لا يزول،
إليكِ يا أنتِ،
يا ساكنة الروح و المبحرة مستريحة في مجرى دمي،
حاولتُ تجميع حروفي لأكتب لكِ كلمةً واحدة، و عجزت كل الحروف،
فكأني بالثمانية و عشرين حرفاً لا يكفوني، و لا يكتفي بهم غرامكِ وصفاً،
فاسمحي لي حبيبتي،
سأنتظر هناك قليلاً،
على أبواب البلاغة معلناً أني أريد اختراع مزيداً من الحروف، علهم يمنحوني الحرف التائه منذ عمر ويزيد الحرف التاسع و العشرين،
لأوشي به قصيدة هواكِ،
فاسمحي لي،
و اعذري تقصيري إليكِ، فقط،
هذا القلم بين أصابعي يرتجف،
و يختلس النظرات إلى قلبي و كأنه يريد أن يحصل منه على تأشيرة المرور و جواز الدخول إلى عالم البوح الصريح،
و الكلام المبيح،
الذي يطمئن القلب به ويستريح،
و القلب هناك ما بين، .... و بين،....
وكيف له بالتصريح،؟
بما أخفاه عنكِ عصوراً منذ آلاف السنين،
منذ كان البدء هناك تحت شمس الوجود التي أشرقت في جبين الحياة،
و كيف له أن يخفي ما لم يعد يقبل الإخفاء،
فمن له أن يحجب ضوء الشموس حين يفيض، ليملأ الآفاق و ما بعدها،..!
هل تَرين ما أعاني من أرجحةٍ، صدقاً أحبك، ما بين ال .. اليقين، و عمق اليقين،
و يتفقا عليّ متمردان .. فعشقت دوما تمردهما،
هما قلبي، و قلمي،..
قاما بتحريضٍ صريح من هواكِ المتربع متفرداَ فوق عرش العمر...!
تريني أتمكن من القرار هنا في تلك الرياض لترهقني جمالاً و إبداعاً،!
أو ألوذ بفرارٍ لن يكون سوى بوابةٍ على عالم الأحزان المغلق منذ عصور أسطورة عشقنا،..
حين التقينا أول مرة بجوار عجلات العشق التي دهست ومزجت قلبينا عشقاً فانصهرنا شوقاً.
===================
الصفحة (٤)
هنا تهيم اشتياقاً معه لتعود لهذا الهذيان الذي تشبع منه روحها وكيانها:
💬 أيها الحبيب،
أعلم أن هذياني أرهقك،
فاعذرني حبيبي و أعلم أنك تفعل دوماً،
فلربما لا يعلم الكون رغم رحابته أنه ضيقٌ عليَّ أنه يسع كل ما بي من سعادةٍ نلتها يوم فاجأني عشقك لي،
عرفت يومها كم أنا جميلةٌ بكَ،
و راق لي أن أتسلق قمم الغرور والكبرياء لأبقى هناك،
ممسكةً بنجم عشقك اللامنتهي الساكن كبد الأفق بكل العنفوان،
💬 حبيبي،
سأعلن اليوم أني، باقيةٌ هناك في سُحب السماوات،
لا يطال قلبي غيركَ،
فأنت أيها الجميل،
لا يليق بك سوى الكبرياء،
💬 حبيبي،
دوما تحملني كلماتك المنسوجة من حروفٍ ليست كالتي نعرفها و نتداولها،
تحملني إلى عالمٍ شفيفٍ، رائع الألوان به عمق المشاعر،
فأتسلق جبال الشعاع المتدفق من كلماتك،
إلى عالم الأمن الجميل المنبثق من عينيكَ،
عينيكَ حبيبي اللتان تحملاني إلى سحر مطلق،
فأبتعد عن الأرض بكل ما فيها من المادة و الحدود إلى اللامحدود من كل شيء، وإلى اللاشئ،
و أظل أنعم في نرجسيتي ورومانسيتي التي فسرتها بكل منطقية و روعة،
و يبقى الحنين هو الحبيب إلينا و إن أنكرنا...
فقط من يعلمون الحقيقة يفعلون.
رفيق الروح أنت،
وحدك تعرفني، و تعرف ما في روحي و نبضي،
و معكَ لا أحتاج لتفسيراتٍ أو شروحٍ أذيل بها ما أكتب،
فأنا أعلم أنك تقرؤني كلي كما أنا،
و تفهمني كما أحب،
فأنت مني و أنا منك،
منذ البدء خلقنا توأمين،
و في المدى حلقنا نسمتين،
و للأبد سنبقى ذرتين،
من لهيب العشق متعانقتين،
و نستمر في ملحمة الخلود الذي لا يُفنى،
كلماتك حبيبي تفتح لي بوابة الشمس العتيقة،
فأعرف ما ورائها من عوالم السحر
و أكون هناك فينوس الجمال،
لأبقى عصوراً ألملم حباً خالداً في الروح،
يعصى عليَّ الفناء،
أيها الرائع هطولاً كمزن العشق حين تغمر صحرائي ماءاً،
كن لي دوما شمس قلبي التي لا تشرق إلا على مهد يديكَ،
و تحت نعيم أنفاسكَ المغدقة بحنان صدركَ،
💬 حبيبي،
أرجوك، لا تتوقف عن تلك الرسائل التي تبني لي عالمي الذي أعشق،
فتلك الكلمات يبدو أنها أصبحت ذرات الأوكسجين التي تغسل النفس لترسل لروحي نبضات الحياة،
فلا تحرمني حبيبي من فيضها،
و دم كما أنتَ، الرائع الجميل.
=====================
الصفحة (٥)
وهنا يصعد معها إلى سماء الأحلام ليحلق معها في اللاوجود، وعشق الخلود، ليقول:
🗯 حبيبتي الساحرة أيتها السارقة للقلب في أفاق الكون،
يا فينقة العشق المنتفض من رماد الديمومة،
المنهمرة من سماوات الروعة،
أيتها الحالمة التي وُلد من أجلها جنين عشقي الأول،
يا نبع الغرام المتفجر من عمق الأرض ليروي بيداء خريفي خصباً و عطاءاً،
🗯 حبيبتي...
من أجلك تنتعش الحروف، وتتراقص على دروب الفتنة و الجمال،
لترسم أبهى اللوحات لعينيكِ حين تعانقها نظراتكِ،
فتبعث فيها قبلات عينيكِ لها نسيم الحياة، فتعود لتؤدي رقصتها الأبدية احتفالاً بدبيب الروح فيها،
من أجلكِ تتبارى الصور و تتماوج المعاني، هادرةً في بحور اللغة،
لتشكل من أجل بهائكِ أنتِ أروع لوحة من الجمال، علّها تليق بالمثول بين يديكِِ،
و تنعم بقبلة من عينيكِ،
أو لمسةَ حنان حين تنام بلينٍ على راحتيكِ.
ولتكمل معه هذا العشق الخالد بحديث أبدي لروحهما الهائمة في سماء الهوى،:
💬 أيها الساحر عشقاً،
يا رفيق الروح و توأم ميلادي،
يا أنت المولود لي ومن نبضاتي،
لا أفكر في حروفي حين تكون لكَ أنتَ،
إلا فقط أنها لكَ أنتَ،
سأستعير كثيراً من كلماتك لأكتب لكَ:
🗯"فليس أروع منكِ إلا أنتِ إبنة قلبي".
💬 ألا تعلم شمال القلب،..!
حين تصفني بهذا الوصف الأخاذ، تتنامى نرجسيتي، حتى أخالني انكفأت في بحيرة الحياة،
لكن روحك التي تلازمني دوماً،
تضمني في حنان و ترفعني أعلى مراتب الضياء، وروبى الهيام..
فقد أرسلت إليكَ الروح ممهورةً بالعشق الخالد،
لتعلم كيف يكون اللقاء بين روحك و هدية القدر..
ولتعلم دوما أني أختزل رموز اسمينا في كل قصيد..
ليكمل معها العشق الخالد:
🗯 أيا منية الروح حبيبتي،
لتكن الشمس تاجك، التي تزدان بكِ،
و من الشفق ثوباً هو يتسربل لكِ،
أيا امتدادي الأخضر في صحرائي،
أسبح في الأزرق فيزداد وقارًا معكِ،
و أنعم بالنوم في رياض قلبكِ،
تستظل بفيء روحكِ فأنعم أنا بالحياة،
أخشى عليكِ من رفة حزن تطال روحك البريئة وأكون أنا سببها يوماً، فقد خلقت لأكون معكِ ولكِ حتى انقضاء العمر.
=====================
الصفحة (٦)
وهنا يأخذها بساط العشق لأعلى مراتب الوله:
💬 حبيبي،...
أينع الحرف حين رأى سبيله إليكَ،
يا رقيق الحضور، تغمر الروح في مطرك المانح معنى الحياة،
يا وجها يختصر النور، و يولد على أبسطة حضورك كل أملٍ جميل،
ليحمل منكَ بعضاً من صفاته الأزلية،
💬 حبيبي،،
قلت لك يا سيد العمر، والأركان و الجهات بقلبي أنه لم يكن قدرَنا صدفة، و ما كان مجرد عشقاً،
و أنا في الحزن ربما لا أعرفني،
فحزني غريبٌ حدَّ أني أكون في عالمٍ آخر، لا ينتمي لعالمٍ يزخر بالجمال فقط لأنكَ فيه،
و كم قلت لكَ يا رفيق الروح أني أخشى لحظات حزني التي تغتالني فجأة،
و قد أكون هشة، ضعيفة حيث لا أقاوم حزن بعادنا، و أعلم أن حزني قاهرٌ، طاغ،
لكن يا حبيب الروح، و انتفاضةَ الحياة في عروقي،
كيف تظن أنك تكون سبب أحزاني يوماً؟!
و أنتَ الشمس التي أشرقت في حياتي، فاغتالت ظلاماً دام قرونا و قرون،.!
و أنت من نثرت بذور الفرح، فنمت أشجار السعادة و الهناء في غابة عمري التي كانت موحشةً قبلك،
يا حبيبي و سيد نبضاتي،
قد بحت لكَ بسر أحزاني،
و أنت تعلم أني لا أملك فيه شيئاً،
و أعلم أنك تعذرني، و تتفهم ما أنا فيه و ما يعتريني،
لهذا حبيبي فكل ما أريده فقط أن تبقى نبراس النور بظلمة عمري،
و قبس النار الذي به يستدفيء برد نبضي،
فكن الصدر الذي يحتويني فيعيد تكويني من جديد.
=====================
الصفحة (٧)
💬 حبيبي،،،،
لا تترك عشقك الطاغي لي يحملكَ ذنوباً لم تقترفها، فقط لأنني حزنت لبعض الوقت،
أعلم يا رفيق الروح، و سيد النبض،
أنكَ أنتَ الحبيب،
و أنتَ الذي أهوى الوجود لوجوده،
سأكتب اليوم فقط لأخبركَ،
بأن شتاء هذا العام يخذلني كثيراً،
يلهو بي، كما لم يفعل في أي عامٍ سابق،
ينثر حولي أزاهيره إشتياقاً وحنيناً،
و من ثم يغسلني برذاذ دموعي،
خوفاً و ألماً و جراحاً تدمي كأنما مزن الشتاء تحوم في سماواتي،
لا أدري بأي حروفٍ سأكتب اليوم لكَ و عنكَ،
وهذا الخريف اليابس الذي فاجأني،
لا أعلم، و أنا أرقبني مقتولةً على دروب الزهر، يسيل الرحيق،
وكيف أصدق أنه فعل،؟!
كيف سأسامح فصول هذا العام،؟!
كيف سأعاود الشدو بترانيمي من جديد؟!
لا أدري؟،
لا أعلم، لكن ما أعلمه تماماً هو أن شتائي هذا العام، مختلف،،،
و كل ما يمكنني قوله،؛
أني سأركن نفسي قليلاً تحت شجرة الروح،
فلا تتعجل عودتي، ربما لن أعود،
فإليكَ يا بهائي أكتب،،،
لعلها تسعفني حروفي، و تتمكن من إرتداء زيّ مشاعري تماما كما هي،
لكني أعلم أني حين أختم رسالتي
سأشعر باللارضا، أو التقصير،
و ربما العجز،
فعذرا منكَ أيها العاشق، الذي نما على أغصاني،
التي طالما بكت حدةَ الخريف و صفعاته،
حتى أمطرتني السماء بوابلٍ منكَ أنتَ،
كنتَ دهشة الكون في روحي،
حين انبثق الفجر من قلب الظلام،
كان شعوراً غريباً اعتراني،
فكأني من تحت التراب نهضت،
أو كظمآنٍ فاجأه المطر في البيداء،
تعلمت في وجودكَ أن أكون أنا،
بل و أحببت هذا الكون الذي أصبحتُه
و أزهر روضي بكل أنواع الزنابق و الأقاحي،
و تعربش الياسمين في أوردتي،
صرتَ وحدك النسيم و الأنفاس،
النبض و الخفقات،
زفيري الذي أطلقه فتفرح به الدنيا،
و شهيقي الذي أستافه برغبة العشق
فتبتسم له الأزهار،
و تجري بدمائي لتعانق البحار.
======================
الصفحة (٨)
💬 فقل لي أميري،
أيها الكون الذي صار لي،
كيف أتقبل واقعاً يقول أنه عليّ أن أستيقظ ذات صباح لأجدكَ خارج كوني،
أو لأجدني بلا كوني الذي هو أنتَ...؟؟
من قال أن الفراق منطق الحياة...؟
من قال أن الحياة لا تستقيم إلا بالألم...؟؟
من قال أننا لا نعي معنى الفرح
إلا عندما تكوينا نار الحزن....؟؟
كيف أتقبل هذا،
بعدما صدقت فيك أقداري،
و أنك كل أكوْاني،
أعلم أني أفرطت حديثي عن ألمي
لكنها ظلت عاجزة عن تعبير نبضي
إليك،،،
و أنت على ضفة الروح تقف،
تتلقى رسائل النبضات و الخفقات،
أكتب لكَ رسالتي:
الآن، و أنا أقف في شرفة أحلامي التي تطل على أريج عمري،
تعانق عيناي لوحةً أبديةَ الجمال،
إنه الغسق الرائع في أوجه شمسٌ تمشي الهوينى للقاء الحبيب، و ثوبها يتطاير على وجه الأفق أرجوانا و جمر،
و البحر المنتظر على درب اللهفة،
يتماوج عشقاً و اشتياقاً،
لوحةٌ ، بارعة التفاصيل،
كلما نظرت إليها أدخل في ديمومتها،
تصيبني منها لوثة الجمال،
لتهفو إليكَ الروح حيث الألوان الحية للعشق الأبدي،
لكن الجمال أبداً لا يدوم،
حين يتم العناق في لحظته الأعلى،
يسدل الليل ستاره المرصع بالنجوم،
تذهب لوحة فتأتي لوحة أخرى،
فقط في هذه الحالة أعشق اللون الداكن،
إنه متشبع بالنور الحالك،
مرصعٌ بحبات الدر،
انظر يا شقيق الروح، هنا،
قارن ما بين اللوحتين،
و اختر أيهما أجمل...!!!
أشفق عليكَ فلسوف تحارُ،
هكذا نحن يا ممسكاً بطرف نبضي،
هكذا نحن،
لوحتان جميلتان،
يقسمهما الكون وكليهما أجمل من الأخرى
لكن الاختيار محال،
لكني أظل أؤمن، أن،
مع كل ألم لفراق عنيد
من رحم الدموع شريد
يشرق معه بداية أمل وليد
ينير ظلام الروح من جديد
ربما يمنح القدر يومًا بلقاءً سعيد.
فكانت تلك رسالة نبض عاشقة عبر مدارية الأكوان، لتعبر الأزمنة، والأماكن لتستقر في نبض وروح العابد العاشق.
كانت لوحة أدبية من خيال الأديبة
د. #حنان_أبو_زيد
هناك تعليق واحد:
حقا مبد
إرسال تعليق