الخميس، 1 ديسمبر 2022

قصيدة بعنوان (رحيل الأحبة) بقلم د. حنان أبو زيد

- رحـــلَ الأحبــة بـلا عتـبٍ ولا ذنـبْ

  تركـــوا صمتًـا وأنينًـا يُفــزعُ القلـبْ

- كانت طفولتهـم شمــــوعًا تُـدفـأنـي
  أين ألعابهــــم والأقــــلام والكُـتــبْ

- أين ضحكاتهم التي ملأت السـحبْ
  ومشاكستهــم بســببٍ وبـلا ســـببْ

- أين البـكــاء والفـــــرح والشــغــبْ؟
  أين الغنـــاء والأنغــــام والطــــربْ؟

- أين سباقهـم فـي حبي لـي يجـري؟
  أين الحــبُ لطـالمــا مـــلأ القــلــبْ؟

- أين زحامهــم مــن أجلــي بالحـبْ؟
  ومــن يفـــوز لإرضـــائي بالقــــربْ

- أين بـراءتهـم التي خطفـت العقــلُ
  أين نداؤهــــم  حينمــــا ارتعبـــــوا؟

- بالأمسِ كانوا هُنا واليـوم افترقـوا
  أين هـم مـن أحضانـي فقد ذهبوا؟

- كــم مـلأوا الــديارَ مرحًــا باللعــبُ
  قـد خـلت وبـات الحــزن والغضـبْ

- أصبـح منزلاً صامتاً مُرعـباً بالألـــمِ
  كريــحٍ سَكـنت باعصـارها الشُـهُـبْ

- أخـذوا إشراقهــم والضيـاء معهــم
  وأظلمـت الغـــرفُ حينمــا غَربـــوا

- أراهـــــم فــي صحـــوي ومنامـــي
  أرى لعبهــم وضحكاتهــم إن وثبـوا

- أبصرهــم فـي أحلامــي أناجيهـــم
  وأصحـو على ســرابٍ وبـي التعـبْ

- أسمـــع أقدامهــم الصغـيرة تحبــوا
  وكـل الأماكـن لهـم جميـل الصخبْ

- أيـن النوافــذ ولزجاجهــا كســـروا؟
  وجــدرانًا بألوانهــــم قـد شغبــــوا

- وعلـى الأبــــواب دائمًـــا رسمــــوا
  بالقلــــمِ حفــــــروها بمـــا كتبـــوا

- لمــوزٍ وقــــعَ أرضًــا وقــد دُهـــسَ
  فسقطـوا ضحكًا كثيـرًا وانتحبــوا

- لازال صحنهــم بـه بقــايا مأكلهــم
  لطالما عشقوا علبة حلواهم الذهبْ

- لـــم أعـــــد أرى بريــــق أعينهــــم
  ودموعهــم كلما حَزِنـوا أو غضبــوا

- أنـي أراهـــم كلــما أتيـت وأذهــبْ
  لي عْيُنٌ تلاحقهــم كصقـورٍ سَرِبـوا

- دمعــي كتمتــــه بالمقــــلِ حينمـــا
  رحلــوا، وبسيــارة الفــراق ركبـــوا

- بكيت كطفــلةٍ قــد أصـابـها اليتــمُ
  فصـــارت وحيــدة بـــلا أمَّ ولا أبْ

- أيا فلذات أكبـادي أنسيتم لكـم أمْ؟
  أأخترتـم أحضانًا ترضعكـم الحـبْ؟

- أواه يا قلبُ أأصابك جنونًا وكربْ؟
  أنُـزعَ مـن أضـلعك ثمـارك الرَطـبْ؟

- فلازالت الـروح تطوفهـم، وبالقلـبْ
  لهـم متسـعٌ، إن بعـدوا أو اقتربــوا.

فجر الجمعة ٢٠٢٢/١١/١٢

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...