السبت، 31 مارس 2018

في شريعة الحب .....تكتبها حنان أبوزيد

في شريعة الحُب....
عندما يشيخ الحب وتكهل المشاعر
نهرع إلى دستور الحب.... ونفتح صفحة
(شريعة الحُب) ونستبيح منها الغفران
وكلما يضيق صدر الحُلم والحب بفؤادي
أجدني أخلع ثوب وقاري وأدون أفكاري 
دون رتوش لليلي ونهاري.. 
وربما أواجه فيها كل أوزاري
فأعيد هيكلتي وأطواري 
من حيث شئت وكيف شاءت أقداري
أعيد بها رسم خطوطي البيانية ..
وأسفاري التكوينية ..
وأمنياتي البلاغية ..
وأحلامي الزمنية .. 
وأكتبني كيفما مالت النفس وشاء الهوى 
أنثرني بين طيات أحرفي لأتصفحني بعد حين...
لأختلي بنفسي وريشتي ومحبرتي
فألتقي بهم فوق ساعة الزمن والفكر
أتشرد وأتهور وأبكي وأختزل و أصافح وأبتسم
أحتضن وأتشذر وأنحني وأرتوي وأرتفع و أفتخر،
وتُسائلني نفسي عن ضفيرة الإحلام
لأحملق في الظلام 
وأعي الغاية في التصالح 
مع الذات ونقيض الفصام 
أعجن الحروف وأتفرد بالرد وما يؤول به خافقي ..
فعند تمازج الأرواح لتسبح في عمق الذات..ترتفع عبق الكلمات..
حيث اللامكان واللازمان ..
فخفقان القلب بالقلم تعبير عن عَجز ألسُننا
ولإنكساراتنا حكايات طويلة تؤلمنا 
تُضيف لحياتنا نكهة العلقمّ في حناجرنا
لتتغذّى على روح 
سلبها "السئم" فرحاً .. وكسر وعداً بالصمود .. 
أمام كل رحيل للقلب
فيرتوي من دموعنا
ويستمد قوته من إراقة دماء أخر شريان لبريق الأمل.
وفي زحمة الظلام والدروب الوعرة
في اليقظة .. وفي المنام
أبحث عنك أيها الحب ولا أجدك
لماذا وأنت أقرب إلي مني
ألا أنني خبأتك في حنايا قلبي
أم أنك تختبئي مني بداخلي ؟
وفي حضرة الحُب نحن لا نكون نحن .. !
تتَجمد بنا تصرفاتنا ونتعامل باللاوعي ..
يشفق بنا ويغفُر لنا ... وكما قلت سلفاً
في شريعة الحُب نستبيح منها الغفران .
وها قد شاخ القلب من الجفاء
وهرم النبض من غيم الهوى السوداء
وقد أفل وجه النور والضياء
وقُضّ مضجع الحلم بقلب العذراء
إلى متى نكابر ؟
ومازلنا عاشقين حد الثمالة
نتوهَّم خطوات القدر في خط زمنٍ آتٍ 
من خلف فصول الغياب والرحيل
فيُداهمني تشتت ينفث في جسدي كل ارتباكات القلق والبعد والمستحيل
ليبسط كفيهِ لدموعٍ من جوف الأرق
وفي محاولةٍ لفصل النفس عن مداراتي الكونية والحسية
أتجرد من هواجسي وظنوني الفكرية 
وأذلِّل سُبل الارتقاء إلى سماء ثامنة خيالية
تُزف فيها الروح إلى مخادع الثبوت والراحة الأزلية
و لأسبابٍ في نفسي ..
أستبيحُ حرمة العشق وأُنيبُ إليه كرةً أُخرى .. رغم نكاية عهده وتواريخه الجغرافيّة 
لطِباعه ومبرراته الغير منطقية 
لأعلِّق فوقَ صدرِ الغيم الغموضَ والحيرة
فأتيمم مسالكه وأتوخى شطّْر تأوقِه
وأبسط جناح الحب تيمناً بخطوات إيابه
لأتهاوى بين يديه طفلةً لا تهوى الفِطام
وعاشقة لا تخشى لومة اللئام
فنجد أننا ننثر في وجه الريح بقايا الرماد
ونسحقُ الظنون برحى الحُب
ونسكب مواجعنا في جبِّ النسيان
فأهذي به وأتكاثر هياماً يرتله الخنوع
فهذا الضجيج المعربد بين دفتي الشك واليقين
وتلكَ الأوهام التي تمارس سطوة التلعثم والاضطراب
لأبتسم ابتسامة حمقاء فوق ثغر الوهم
محاولةً فك طلاسم غرام هذا العاشق وأمضي في سحرِ عشقه الآسر
فهذا الحب الذي وُلد وشاخَ بين حنايا الخافق به .. قد أصابني بالهشاشة والوهن في ديدنة إدمانه وتواتر الحنين لأدلفْ دبيب حبه 
واقتربْ ألملمْ بعثرتي وأجبرْ انكساري
وأدوزنْ آلة الآه في حنجرة السكون المتمرس في انتظاره في شكلْ ملامح أشجاني
وأغزلْ من خيوطِ الفجر وشاح الأمنيات 
المتملمة فوق نمارق الحظ والنصيب
كي أؤمن به روحاً وليس عقلاً
هو قلب رجلٍ أبصره كل الرجال
وأزفني إليه فوق هودج اللهفة 
عاشقةً لا ترى من الكون سواه
فلم يعد في إمكاني إبتلاع أمواج الحنين 
ولا غياب السنين
فقد مارستُ دوري بعده بقوة العشق الحزين
وابتسمت في كل الوجوه والدموع تملأ عيني أنين
وتضاحكت معهم والحزن يفتت قلبي 
ويشطره شطرين
أشاركهم طعامهم والحرقة تمزق أوردتي وشهيتي
وسرت على قدمي والوهن يسري في أوصالي
لأرسم ضحكة على الورق وقلبي ينوح داخل أوتاري
لأنام ليلي وعقلي مستيقظ يبحث في آللآوعي عنه بأفكاري
أبكي تحت الماء..وجسدي يرتعش قلقًا عليه ..
وها أنا قد سئمت ذلك الغياب الذي يأخذه بعيداً عني .. ولعبة الشوق والحنين
لأرتدي ثوب اللامبالاة 
وأتجمل بكبريائي المزيف
وأدعي النسيان
ليجذبني رغماً عني همسه
وصدى صوته
فأعود محملة بالألم
أجرُّ أذيال خيبتي
لأتوارى خلف أهداب السهد
وأسامر نجماً لم يأفل بعد
وقمراً شهد ولادة حبنا ذات يوم
فأبكي انكساراتي .. 
على جثمان حماقتي
وتشيخ مشاعري قبل وفاتي .. 
ويكهل العشق ليسير على عكاز ذكرياتي 
المعكوفة .. كما عُكفت معه أشعاري .. 
وليصمت عن عزف أوتاري
ليسكن داخل شريعة الحب 
لتمحى معه كل ألحاني 
#حنان_أبو_زيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...