الأربعاء، 12 ديسمبر 2018

مُحَاكمة عَاشقْ.... بقلم حنان أبوزيد

حكم بعد مداولة العشق الغاسق
قد أعلنا الحكم عليك أيها العاشقْ
بالنفي خارج نبضات قلبي الخافقْ
فأجب، أحقاً كنت في رِحابِ عشقك غَارِقْ!؟ 
وأَيْقَظَتْ بِالطَّرْفِ قَلْبِي وتسللتُ كسَارِقْ
فأزهرتَ عمري في نَشْوَةٌ مِنْ أريج عَابِقْ
وأغشيت روحي بغفلة كنِسْمَةٌ ليلٍ مُعَانِقْ
وَتَعَلَّلْتُ بِهجرٍ يألمني فَلَهِيبُ الفراق حَارِقْ
سَائلتكَ لُطْفَ الثَّوَانِي وأن تتَأَنَّى الدَّقَائِقْ
ناشدتكَ الأشعار حين أصوغها وألا تفارق
رعشة الهجر اعْتَرَتْ أَوْصَالَي، وَعشقكَ وَاقْ
جِئْتَني يوماً بالشِعْرِ تُغَنِّي نَابِعاً مِنْ القَلْبِ وَاثِقْ
فشَهْقَت أَضْلَعِي صرخاً وَارتِعَشُ الجيد نَاطِقْ 
قد قُلْتُ شاءت الأَقْدارِ وسهمك بالقَلْبِ راشقْ 
أيا وحي إلهامي وشموخ قافيتي وحرفي الرَّاقْ
أتعجب مِنْ بحرِ هواكَ وإختفاء وَلهَكَ الساحقْ
يا منتهى ألمي , وجنون أوهام رَّجائي الباقْ
أشكو منكَ إليكَ يانوري وضياء شهابي الصاعقْ
قد عشقتك فارساً متألق اللَّمحاتِ كنجم شارقْ 
مقدام الحضور سلطاناً مترنماً بمشاعر عاشقْ
فَجَرَّتْ دمعي فَهَل يُلْاقَى الحَبِيب مَا أُراهق؟!
يا عاشقي حِينَ وَلَّيت عني لَمْ يَعُدْ للحُبِّ شافقْ
إِنَّي قد سُقَيت بِكَأسٍ الحرمان المُرٍّ اللاعق
أَدْمَيتُ خَافِقِي مِنْ فَرْطِ الجَوَى من ماء زاعق
وسرقت نور عيني وتركت لي ظلام الليل بَارِقْ
مَاذا أَضْنَاكَ؟ أنسيت سحري الخاطف السارقْ؟
أأموت ظمئا وحبكَ فيضهُ يروِ القلبُ بكأس رامقُ؟ 
حبلُ وصالنا من الأديم موصولاً بمشيئة الخَالِقْ 
ذَاكَ اشْتِيَاقِي يدنو إليك إسمع نَدَاهُ السابق
يشتعل وهجاً إذ لَامَسْتَني ويرويني رضابك الدافَقِ 
يطْرُقُ طيفكَ بِروحي ويعود كشهابٍ طَارِقْ
فتُقْبَلُ وتَخْتالُ بأحلامي وتتَهَادَى فِي تَنَاسُقْ
لتَدَاعَب جيدي ثُمَّ تنطق بحنان لَا.. لا لن نفَارِقْ
لتهبني مِنْ كَفِّيْكِ دِفْئًا جميلاً بالِإحْسَاسِ رَائِقْ 
فَيعود حَنَيْنِك لنَبْضٌي يَسْكُنُ وتيني تَائِقْ 
وينام كَفِّي بكفيكَ في هيام كلُ منا يُسَابِقْ 
كطيور الأشَّواقِ تستنشق بَيْنَ أَنْفَاسِ الحَدَائِقْ 
وغُرْبَةُ المشتاق تلاشت وآنَسَتْ قَلبِي الَمشَارِقْ
لتنتهي المحاكمة بالعفو عن العاشق الوامقْ
ليدخل قفص الهوى معانقاً بالسوار الشاهقْ
#حنان_أبوزيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...