الخميس، 20 ديسمبر 2018

بعد الرحيل .... بقلم حنان أبوزيد

في لحظات رحيل الروح ... 
ترهقني الكلمات بالجروح .. 
ويدركني الوهن فلا أستريح .. 
ليبقى الألم .. يعزف الأنين 
على أوتار وعواصف الريح .. 
وألحان الدهر يتيمة تَستبيح.. 
الألم لعصفور جريح.. 
فكل المواكب بها أحزاني .. 
وتقترب منها فناء أيامي .. 
الأمل يستفيق من صدمته .. 
فيصرخ في فضاء غربته .. 
ويرتد صداه بكل قسوته .. 
معلناً احتضاره ونهايته .. 
ويبقى ذلك الحب .. 
معلنا رفضه وتمرده .. 
ها قد اكتمل الوداع ملامحه .. 
وأسدل للرحيل ستائره .. 
انكسر الزمن في لحظة فراقه .. 
وتبعثر الحنين على أرصفته .. 

بعد الرحيل ..!! 
ماذا أقول لتلك الطرقات ؟؟؟!!! 
وكل الأماكن والنبضات ؟؟؟!! 
التى شاركتنا همس الخطوات.... 

بعد الرحيل....!! 
ماذا أفعل ؟؟ 
إن خانتني قوتي على النسيان ..؟؟ 
وهزلت قدرتي بالخُطىَّ كإنسان .. 
وأصبحت الذكرى مأوى الندمان ..؟؟ 

بعد الرحيل....!! 
ماذا أفعل ؟؟ 
ان وضعت رأسي على وسادة ركامي؟؟.. 
واستحضرت وجهك في ظلامي .. 
فكيف أستطرد وجودك من أحلامي .. 
وأعيش ما بقىَّ من العمر و أيامي؟؟ 

بعد الرحيل....!! 
ماذا أفعل ؟؟ 
هل أبكي ؟؟ 
نعم .. سوف أبكي .. 
ثم أسكت .. 
ثم أنتحب .. 
وأصمت .. 
ثم أكتب .. تناهيدي .. 
وأعزف ترانيمي 
فرغم أوجاعي .. 
سأبقى .. 
رغم أحزاني .. 
رغم جراحي .. 
سأبقى .. 
ربما أُبعث من جديد .. 
فأبحث عن آثار قدميك.. 
بين خطوات قلبي... 
وعن ملامحك بين قسمات رسمي.. 
سوف أصنع وأغزل ثوب المستحيل.. 
من نسيج نبضي .. 
فلا يزال نبضك يسري بدمي 
بل هو قدري .. 
سوف أحرص عالبقاء دون انسحاب .. 
وان أتى الموت دون أسباب .. 
فأبحث عن بقاياي بين التراب 
ورغم كل هذا .. 
سوف أتأهب في حزم حقائبي 
تلك الحقائب .. 
التي حملت معك كل دفاتري.. 
كل آمالي .. 
وكل ذكرياتي .. 
بل معها و معك هويتي 
سترحل وترحل صورتك عني 
مقتلع جذورك من أعماقي 
معلنا ذبول أوراقي .. 
وموت سنابل إشراقي .. 
والوهن يسكن أشواقي .. 
وأبقى .... بصمت خفي .. 
يشاطرني بكائي .. 
أبحث عن حنين .. 
يغوص في عروقي .. 
عن همس يلون أغصاني .. 
سوف أمسك دائما قلمي .. 
وأفتح مراسم دفاتري .... 
لا .. لأكتب صمتاً .. 
بل لأدون ترانيمي ذكرى .. 
وألون بك أحلامي 
مع تحياتي .... 
لأحلام لا تنتهي 
وموت لا ينتهي 
#حنان_أبوزيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...