الأحد، 16 يونيو 2019

استعادة الذات... بقلم الشاعر المبدع حسن منصور 

اسْـكُـــني فـالفـــؤادُ بَــرُّ أَمـــــانِ || إنَّـهُ لـلأحْـــبـابِ خـــيْــرُ مَــكانِ
وَاسْرَحي وَامْـرَحي بِكلِّ هُـــدوءٍ || في رُبــوعٍ خَـلَـتْ مِــنَ السُّــكّانِ
أنْتِ مِـلْءُ المَـكانِ مِـلْءُ فُـــؤادي || وَإِهــابي، وَأنتِ فــوْقَ الـزَّمــان 
طالَـما كُـنـْتِ في خَـيالِيَ طَــيْـفــاً || راوَدَ الـعَــيـْنَ عـابِراً غــيْرَ وانِ 
وَمْـضَـةً أوْ شِـهـابَ نــورٍ تَـدَلّـى || لـمْ يَغِــبْ لَحْـظَـةً عَـنِ الأَذْهــانِ
أنْتِ حُـــلْــمٌ مُجَــنَّـحٌ ظَــلَّ حَـــيّاً || في فـؤادي، وَذِكْــرُهُ في لِســاني 
طالَما قُـلـتُ أَقْـبِـلي وَاسْـمَعــيـني || أوْ فَــثـوبي إِلَيّ بَـعْـــضَ ثَـــوانِ 
فَـأنا مُـحْـــتاجٌ إِلَـــيْـكِ وَأَهْــــفــو || باشْـتـِيـاقٍ إلى الـلِّـقــاءِ الْحـــاني
مُـنْذُ أنْ مَـسَّنا الفِــراقُ فَضِـعْـــنا || في زَمـانِ الشَّــقــاءِ وَالأَحْـــزانِ 
في قِــفـــارٍ بِلا مَـعـــالِــمَ تَـبْــدو || فَــكِلانــا يَســيـرُ في كُــــثْـــبـانِ 
حَــوْلِيَ النّـاسُ إِنَّما لَسْـتُ أَلْـــقى || في وُجـــوهٍ مَـــلامِــحَ الإنْــسان
بَلْ دُمىً أوْ وُحـوشُ غابٍ تَلاقَتْ || فهْيَ تَحْــيا بِالـظُّــلْـمِ وَالـعُــدْوانِ

********* 
أَخَــذَتْــني سـودُ الـلَّـيالي بَعــيـداً || فَــأنــا تــائِــهٌ، وَحـــيـداً أَرانــي
لَسْتُ أدْري كيفَ افْـتقَـدْتُكِ يَوْماً || في زِحــامِ الأضْـدادِ وَالأقْــــرانِ
فَـفـقَـدْتُ السّبيلَ وَاخْـتَلَّ سَـيْري || وَأَنـا لي عَــيْـنانِ مَـفْــتـوحَــــتان 
آهِ كـمْ في تَـأَوُّهــي مِـنْ دُمــوعٍ || صامِــتاتٍ سِــتارُهـا عُـــنْـفُـواني
غُـصَصٌ لَـوْ خَـنـقْـتُـها لـتَلاشَتْ || إنَّـما وَقْـعُـهـا يَـضــيـر جَــــناني 
وَتَــراني مُــكابِـراً في عِــنـادي || وَكَــيـاني مُـضَـعْــضَعُ الـبُـنْــيـانِ
فَـأنـا مَــيّــتٌ وَإنْ كُــنْـتُ حَـــيّـاً || مــا حَــياةٌ تَغَــصُّ بِـالأَشْـجــانِ؟!
********
فَــلْـتَعـــودي إِلَيَّ أيَّـتُـــهــا الــــذاّتُ، فَــأَنْـتِ الّــتي سَــتُحْــيي كَـياني
وَلْـتَـعُـدْ بَهْــجَةُ الرّبيعِ لِـروحــي || فَـــأَنا ظــامِــئٌ لِـنَـيْــلِ الْأَمــانـي
وَأَرى العُــمْــرَ وَالزَّمانَ خَــيـالاً || رَقَـمـاً يَخْـلو مِنْ عَميقِ الْمَـعانـي
إنّـمـا نحْـــنُ مَـنْ نُـتَـرْجِـــمُ فــيهِ || ما تُـكِـنُّ النّــفـوسُ أوْ مـا نُعـانـي
أَقْــــبِـلي يـا ذاتِي إِلَـيَّ وَثــوبــي || وَامْنَحيني بَعْضَ الرِّضى وَالْأَمان
لا تَـقــولي أَراكَ قَـحْـمـاً كَـبـيراً || وَغَـــــداً أنْـتَ ذاهِــــبٌ أوْ فـــــانِ
فَـفُـــؤادي فَــتىً يَـظَــلُّ عَــفِــيـاً || بِـكِ دَوْمــــاً مُـحَـــصَّـنَ الأَرْكــان
فَـاسْـكُـبي نــورَكِ السَّمـاوِيَّ فيه || وَاسْـتَمِــرّي سَـخِــيَّـةَ الإِحْـســــانِ 
ليـسَ يَـكْـبـو وَلا يَـشـيخُ وَفـــيـهِ || فَـيْـضُ نــورٍ يَشِــعُّ بـالإيــمـــــانِ 
في صَقيعِ المَشيبِ يَلْـقـاكِ مأْوى || فــيهِ دِفْءٌ يَـقــيـهِ مِـنْ رَجَـــفـــان
******************************************
الشاعر حسن منصور 
من المجموعة الثالثة عشرة (ديوان جديد) ص 50

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...