قال الشاعر..
عدت يا يوم مولدي ..
عدت يا أيها الشقي ..
وقلتُ..
ماذا تريد ؟!
ولِمَ عُدت بذكرى الردي؟!
هل.....؟
لتمنحني أملاً في غدي
أم لتعيد وجع يومي المجهدِ
أم لتُنير شموعاً أطفأها
زمنك المتعاندِ
وأعود مستسلمةٍ لقدراً موعدِ
فقد عانيت ما عانيت تمردي
وسيف السنوات..
مشيبٌ على مفرقي العربدِ
فقد أعطيتِه مجدافي المقودِ
لكنْ لم يَكنْ طريقي بيدِي
وحملت روحي على تسهدي
وقتلتُ إلهامي وأحرقت قصائدي
وكالحلم جأني ..وبوهم تقيدي
وأصبحت أنفض منه اليدِ
وألقي بها في مهاوي الردى
فطالَ الطريق والأنين في كبدي
وعدتُُ أسأله عن أمسي وغدي
لكنَّني لم أكدْ أخطو بساحته
حتى رأيتُ دليل السُّهدِ والجَلَدِ
رأيتُ وجهاً أحال الهجر نُضْرَتَهُ
إلى وهن .. لم يخفى على أحدِ
وقامتي كساها ثوب ضنىّ المتسهدِ
وغابَ عني ثنِّي عودي و تعضدي
فلا العيون بها ائتلفت تعهدي
ولا الوجوه نديَّاتٌ من الرَّغَدِ
كأنها لم تكنْ بالأمس ناعمةً
كالمها تأسر قلب الصبِّ بالغَيَدِ
وغرَّقتُ في عين الألم نظرةٌ
سفحتْ إليَّ بحديثٍ دار في خَلَدي
خبا حُسني فالحياة هدمت معبدي
فكانت تنظرُ ليّ نظرةَ المتصَّيَدِ
وجفَّ ثغريَ إثرَ وجع الكلم المتبلدِ
فكحلت عينايَ بعد بريق السحرِ بالرَّمدِ
فما نحوليَ إلا من سقم الزمان وما
ذبول ملامحي إلا من لهيب الكَبَدِ
وانطفأتْ الأنوارُ في محرابي
ولاحت العلل في جسدي
فهرعت إلى مرآةِ عمري أحطمها
وعاتبتَ نفسي إذ المرارة في كمدي
فجعلتُ الحب معبد تهجدي
أُقيم فيه صلاة الحب للأبدِ
ليظلُّ يُنعشُ روحي بطيفُ الرؤىّ
فسكبَ القلبُ مرار أوهاميَ الجُدُدِ
عشقتُ حناناً كان تشيدي
تحت زغب جناحِ طائرٍ مغَرِدِ
فلو سألتَ العمر ما ضننتُ به
على خطى الهوى وحقِّ الصمدِ الأحدِ
فقد نذرت حياتي لقدرِ موعدي
فلن يعود بعد اليوم براءة مولدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق