الاثنين، 2 سبتمبر 2019

ألف تذكارِ.... حنان أبوزيد

مرَّ العمر كسراب وهم بلا صحاري
فما جَنيت سوى أحزاني وأوزاري 
ولن أسألك لِمَ حطَّمتُ أسواري
فسكن حبِّكَ لم تُبنى وليست دياري
وسعيتَ للفراق فأنَ له قيثاري
وترنيمة لحن هواكَ لم تعزفها أوتاري
مر العديد من الأعوام أكتبك بأشعاري
بين دموع الهجر وقسوة أقداري
أعاقر أوهامي حتى كادت تقتلني
بكؤوس من لهيب وبراكين ناري
كنتَ معاقَ الحسِ حين جمعني بك نهاري
وكان لقاءاً عقيم فتبدلت كلُّ أزهاري 
وقفتُ بمحرابِ عشقك به كل الأخطارِ 
و واريت عني وتعمَّدتِ إهمالي وإنكاري 
فتَبسمت سخرياً فأخجلني حُمق مساري 
سقط الوهم فقتلتُ حبَّكَ عن عمدٍ وإصرارِ 
وتحممت بآمالي كي أزيل غبار أسراري
ليزهو أملٌ جديد في ومضِات أشعاري
كي تنتشي الترانيم في عزف مزماري
وقد يطول سهاد ليلي لأروي بعضَ أخباري
وحسبُ قلبيَ ودَّع أغصاني وأوهامُ ثمَّاري
فأحتسيتُ خمرةَ إلهامِي الحالي والجاري
لأسكن عالم صبابتي وقضاء أوطاري* 
وعزفت لحن الخلود بإحساسي وأفكاري 
أعيشُ فيه وحيدةً لا أنيس معي جواري 
فضاعت معالم دربي في عواصف إعصاري
فأينما ذهبت يمحو الريح بالشكُّ غباري
زرعتُ في رماله بريق الحلم فنبتت أعماق آثاري 
أفنيتُ فيه صِبايا فتسلل مشيبي بلا إنذارِ 
حتى لاح بريق عينيهِ نور الهوى بأقماري
وسقاني خمراً من غيمهِ وأمطاري 
ورحبت بالهوى العذري بخفق حالمٍ ساري
وأتت نسمةٌ عذراء حانية كأنّها وحياً لمشواري
مسحت سيلَ دموعي وفي عيني منه ألف تَذكارِ
#حنان_أبو_زيد
*أوطاري: الحاجة أو البغية

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...