كانت تفتقده نهاراً، و يعيده الليل إليها، كعاص تائه يطمع في رحمة إلهه! لكنه لا يريد التوبة ولا يعترف بأخطائه أبداً، مدجج دوماً بالأعذار، ممتليء بالغرور والأنانية والتكبر ، يُلقيها بسموم الكلمات ويطلق تثاؤباً كاذباً باخبارها ان الجلسة قد رفعت، وبأن قضيتها ممزقة الأطراف، لا سند لها ولا ميثاقاً، ثم يرحل متغافل كل الشهب التي أطلقها بصدرها، في محرقة الأرتياب الذي يشعلها ألماً وندماً، وسياط الكبرياء التي تجلدها، ويمر الليل ويأتي النهار فاذا بها لا تشعر بأنها تفتقده كما كان من قبل، وأنها بدأت تشعر بانسلاخه من قلبها، ربما تشعر لأول مرة طيلة حياتها معه بمعنى الراحة، وهو يأتيه الليل ساخراً مستهزئاً بكرامتها وقدرتها على الصراخ، وها هو حبهما قد أعلن افلاسه، ورصيده أصبح صفراً، فذات يوماً سيدرك أن صمتها هذا لم يكن استسلاماً ولا ضعفاً، بل من أجل أياماً قد توهمتها لبرهة وظنت أنها أحبته.
#حنان_أبو_زيد
#حنان_أبو_زيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق