الأحد، 3 فبراير 2019

شويعرة و شاعر....قصيدة حوارية من نسج خيال حنان أبوزيد

شويعرة....
ها أنا قد جفت محبرتي
والقلم امتلأ بدمع مقلتي
لأكتب ثم أكتب لوعتي
فيموت داخلي الحُلم
ويحتضر حرفي والقلم
ينزف القلب... من الألم
ويملأ من دمائهِ الندم
أناجي أبياتي..
أستجدي كلماتي..
أن يظل نبع الحب..
في عباراتي..
ولا ينكسر قلمي بأناتي
أموت وأحيا ونهر الشعر 
لا يجف في صدري
حروفي تأخذني بعيداً
وقلبي يبحث عنك....
داخل أوراقي
داخل محبرتي
داخل صفحاتي

شاعر....
أخشى على دموعكِ من قلمي
أخشى أن تخذلكِ حروفي
أخشى عليكِ من انكساري
فداخل عينيكِ أجمل أقداري

شويعرة....
لا تجعل الخذلان يمنعك
لا تخجل من قلمك يرجعك
لملمني بأوراقك
عطرني بكلماتك
ولكن احذر...
أثامي داخل أشعارك
وخطيئتي عشقاً
بين حروف أبياتك
أكتب واخرج من عُدم أفكارك

شاعر ....
غربة الشعر في قلبي 
هي عدمي
ومن جفاف نهر الكلمِ 
يزداد ألمي
عشقي يتلاشى..
في إثم ترانيم النغم..
ما تبقى لديّ شيء 
أهديكِ إياه من العدم.

شويعرة....
بلا، عندك الكثير والغزير،
ملِّكني حروف أبياتك..
اجعلني مولاتك بأشعارك..
اجعل رسمي بين أوراقك..
احذر واعتصم وراء أفلاكك
واحتجب خلفي 
واجعلني مرآتك
لتدفن ألمك وأناتك
اخترت أن تكون 
متصوف الحسِ
وتعتصر بالألمِ
زينت ألمك ليُصبح محبرتك
التي تنير لكَ الكلمِ
لتصبح أنهار دموعك درراً
تُضئُ لكَ العتم
أكتب وناجيني بكلماتك
أكتب وحول حروف حبك 
أمطاراً وأنهاراً
أكتب ولا تأثم
فالكتابة تطهرك من ألامك

شاعر....
أقر بالاعتراف
ان عشقك معبدي
وهواكِ ترَهْبّنَ له قلبي
حُبكِ كبل وامتلك عقلي
وقيد جموح ألمي
فأقمت صلاتي داخل محرابك.

شويعرة....
إنصت وإستمع!!....
هل تسمع ؟
رنين الأجراس!  
يخرج من قلبي
أنا راهبة في معبدكَ
أصلي وأسجد داخل 
محراب قلبك
هلم، أركن بأركاني
فقلبي يترنم بتراتيل عشقك
أركن الى صدري
وأخرج الخوف من قلبك
فأنا ما عدت أنا
أهل تتساءل....
ما الذي يحتويك؟
ما الذي يكبلك؟
ألا تعرف؟!
أن بين يدي دنياك
وبين جوانحي نهر عيناك
فتسحرك عيناي
ويكبلك قلبي
فأنت سجيني 
وأنا سجينتك
أعشقت قبلي !!؟
أتذوقت الحب مع غيري!!؟
لا.......لا فقد خُلق حبُك لي
ولعشقك خُلقت أنا
فقبلك لم يقف أمامي 
محترفُاً بالعِشق.

شاعر....
فقط أحبك...
أحب عشقك لي
أحب ذوبان قلبي 
بين حنايا أشعارك
أحب سحر عينيكِ
عند تلاقيهما مع بريق عيني
بين يديكِ تورق جذور أغصاني
في صدرك سوف تحيا قصائدي
بأسرارك عانقت الحب الأبدي
يا مَنْيتي، مِنْ أجلك كتبت أشعاري
يا مَنْيتي، مِنْ أجلك صُنت فضائلي

شويعرة....
اذن إركع....لعظيم عشقي..
إركع وأعترف بين يدي..
إنك خُلقت من أجلي
ومن أجلي وحدي تكون
ولكنك تتفنن في مراوغتي
فتقول هذا لكل حواء بالكون
فقد أقتربت نهاية السكون
و تداعت أسوار الأمان
و دكت حصون الحنان
و هُزمت حيل السلطان
فقد انتحرت داخلي نعمة النسيان
تحطم القلب على أعتاب عشقك
أهديتني جمرة من نار
قبضت عليها بيدي
فأحرقت كفي
و ألهبت شراييني
و تجرعت كأس الهوان
نزعت عني رداء العشق
توجتني بتاج الاحزان
و أمرتني بانتظار نهاية الزمان
و حددت المكان والعنوان
الليل يحتضر والقهر يبتلع البيان
و تتوقف عقارب الزمان
ويبدأ غضب البركان...
يا ويح قلمي ...
سيسقط كأوراق الخريف
و تحترق حروفى و تندثر
و قصائدى تغرق على أجراس الطوفان
قلاعى ستهجرها عصافير البستان
فلمن تغني أيها القلب الصريع
لمن تصلي؟ 
وأنت تستسلم لنحر جلادك المريع
ها قد انتهيت...
و الدموع تملأ الدرب البعيد
الحبيب يشق صدري... 
وينزع قلباً كان حبه عتيد
آه.... لو حطمت قناديل الهوي 
قبل إشتعالي
آه ...لو لم يكن العناق والتلاقي!!
انتهيت...و ما جدوي كلماتي
دُفنت أشلائي بين حروفي
عبثاً أبكي!! و أخمد ناري
انصب هامتك يا قلب 
فوق قلمى و دفتري
ودع حبيباً تاجه حرقة وألم
و مسراه دموع و ندم
و اترك القلم يعلو 
فوق نفائس الشجن
و اجعل كفنك حروفي 
و أشعاري
فحيائي لنجواكَ كل حصوني 

شاعر....
لا... لا... أنا عاشقك منذ عصور
وتهمس لكِ عهودي زمناً
تهمس لكِ ورودي.. طرباً
فقط أحبيني...
ولا تتركيني....
فقد أحييت بك غصوني
وأردتك نقشاً في صدري
أردتك ملكة على عرشي
فقط أحبيني....
ولا تتركيني....
أحببت الفضيلة فيكِ
أحببت العشق فيكِ
أحببت كل النساء فيكِ
أحبيني...
ولا تتركيني....
فقد توجتك على صدري
وتوجتك على أشعاري
أحبيني....
ولا تنحريني....
فالقسوة منكِ تُبكيني...
فلا تسكبي الرماد فوق جبيني..
فلم أعهدك قاسية على وتيني...
فقط أحبيني....
أريدك عهداً
أريدك وعداً
أريدك قيثارة تعزف 
على قلبي بالحب نغماً
تعزف لي معزوفة عشقنا شجناً..
أريدك كلمة تشجيني
كلمة تنسيني الهجر بعد اللقاء
فقط أحبيني.....
جئتك أطلب الحب في زمن 
يعشقُ عذابَ الأبرياء
جئتك أطلب الراحة عَلي 
أجدها بعد طول عناء
أحبيني...أحبيني...
يا منية الروح وحنيني....

شويعرة....
هلم يا متصوفي العنيد....
لتُنسيني زمن الرهبنة العتيد
لتهبني حباً أقيم له كل يوم عيد
كي أحلم....
وأحلم معك بالحب الوليد
ونحيا في عالم ليس 
فيه أسياد ولا عبيد
فك قيودي وحررني..
ان استطعت فك قيود الكبرياء
فك قيودي فأنا حرة النساءٍ 
ومن اللواتي عشقنَّ..
همس الحب بالحياء..
انا امرأة عشقها للفضيلة 
جعلها تقهر كُلَ بلاء
انما عشقي لكَ هو الداء
ولم يعد منه الشفاء...
فهلم، فأنا لازلت أنثاك حواء.

شاعر....
أبشر أيها القلب....
ستمر لوعة رياح الصحر
كالنسمة الباردة 
على أوراق الشجر
و تتخطى حدود الألم..
وترقص موجة حانية بالنهر..
و ورود الربيع تورق و تزدهر..
انشد .... يا قلبي....
انشد واكتب حروف وتعويذة القدر.

شويعرة....
يا عاشقي ها أنت أعتنقت فراغي 
و اخترقت عروقي ونقاء وجداني
فهمس قلبك يحتويني 
و يشعل جمر الشوق بشرياني 
يوقد غرام نيراني
و يبعثر رحيق حسي وكياني
فتحتويني.. 
فتعتنقني .. 
فتتوحدني.

شاعر....
أحتاجك مولاتي....
لتحققي أحلامي 
و تيقني أعلامي
وتتوحد فيكِ أقلامي
هلمي اخمدي نيران أحزاني 
و اشعلي صومعة أفراحي
أرجوكِ دعيني أشهقك..
لتتسربين عبر مساماتي
لتتغللي أجزاء عمق نبراتي
و تستوطني سفوح أعماقي
فتمتلكيني برحم عاشقة 
لتجمح جنون طفل بصرخاتي

شويعرة....
أيا سيدُي العابد المتصوف..
فهناك عتاب خلف الأعتاب
تسقيني الشهد...أياماً..
بلا حساب...
وأجد نفسي ببساط الحلم
أطير فوق السحاب
وتتركني هناك.. 
لتتوارى بعيداً خلف الأبواب
تاركاً كلمةً حانيةً...
وذكرى عشق سامية...
بها رائحة العشق بركن الأحباب...
وكلمةً بقصيدة لتفتح لك النوافذ
سيدي أنا طفلة تحبو في هواكَ
أنا أملٌ خبا في انتظار شهد رضابكَ
أنا أعيش داخل مقل عيناكَ
امرأة أنا تنبثق منها الشمس 
لتحيي ذكراكَ
و كل الأشجار من حولي 
وارفة تنتظر أن ألقاك
لا أجد منك...دائماً....
سوى صوت شكواك..
وأنا أصرخ بصوت عال : 
أما كفاك...كفاك...كفاك !!
أضعت الهوى بقصيدتك العصماء!
((لا تصدقهم))....
يا من كتبت أن (الفراق موت) 
وادعيت كذباً انك اخترت موتك
لأجل أن أحيا أنا....
أجبني ..كيف تحيا الزهور بغير ماء
وكيف تحيا وتحتمي الطيور بلا حِماء
اذن كيف أحيا دونكَ وأنت لي الدواء..
وكيف أعيش الحب دونكَ كل مساء...
نعم، قد هويت أنا......
وأنت أين ؟ في السماء!!
أم في أرضاً جوفاء!؟
أتشعر اني تائهة دونكَ في البيداء؟
ويتملكني الأمل في لقياكَ وبه الشفاء...
أيا متصوف العشق....
ألا تجد غير الظن والشك هو الداء..
فتتنفسه في الهواء
على رسلك....
على رسلك..
ألا تذكر أو تتذكر من أنا!!؟
أنا من أتسمتُ بالفضيلة والعطاء
مهلاً سيد العشق والحروف الصماء..
مهلاً...مهلاً
لن أحيا بأرضك الجرداء..
ولن انتظر منك أي لقاء
فأنا مثلك لا أحب القيود
ولا أنا من الضعفاء..
فان كانت كرامتك شئ
فعزتي وكبريائي كل الأشياء
وان كنت شويعرة صغيرة
في رحاب العظماء
لكني أملك عشق كل الشعراء.

شاعر....
حبيبتي منكِ وعليكِ أخاف
فأرنو إليك تغمرني الذكريات
أبتلع آلامي....
باسمك ناديت كل الأسماء
منكِ ولكِ سرت
على درب الوفاء
في عينيكِ أسترجعت صلاتي
وتذكرت تسابيح حياتي
وعلى جبينكِ الناصع
ترقص فراشاتي..
و تتفتح زهراتي..
وبين أحضانك أضم عالمي..
أحلق مثل الطيور..
روحي تفر مني اليكِ..
وتهفو لأحيا بأنفاسك..
أرى كل الوجوه رسمك..
يرتسم داخلي دفئكِ..
فيجذبني بلهفة قلبك..
فتزهر حنايا قلبي
وروداً ورياحين
رباه.....
واقعي يعصف بأحلامى
يا نسائم خريفي، 
ها هو ربيعي،
يفر من بين أجفاني..
لن أرحل ، وسوف أعود
وسوف أستجيب لكل الوعود
وسوف أحيا بكِ
و نمضى سوياً أحلى العهود
ونعيد كتابة وثيقة السماء
بلا حواجز للحب ولا حدود
شفتاكِ، وعيناكِ ظامئتان لي
وأنا...... ما بي أنا !!؟
ها أنا عاشق ثمل بحبكِ
أريد صكوك الغفران بلا حساب
أيا حوائي، لا تنظرين لوجهي
أنظري الي قلبي الدامي الحزين..
يسألك الغفران الأمين..
فأنا أحبكِ .....أحبكِ
وأسأل القدر أن يستجيب
وأن ينفض عني ألمي الوهين.

شويعرة....
أتدعي انك قلب يعرف الحب
قد رحلتُ من زمن بعيد إليكَ
وهربتُ الي عينيكَ
هاجرَني صقيعُ أحزاني 
لدفءِ أحضانكَ
رأيتُكَ وطني....
عندها أستوطنتُ بينَ ذراعيكَ
سكنتَ.....
وسكنتَ ألامي بشهدِ أحلامكَ
كَذَّبْتُ أنا.......
كَذَّبْتُ كلَ مَنْ كَذَّبَ حنانِكْ
وكتبت فيك وعنك....
وشَهِدَتْ عينايَ......
وشَهِدَ قلبِيَ أنَكَ بَيْنَ الرجال...
السين.. والياء.. والدال..
نعم...لا.... لا....
بَلْ سيدُ الرجالِ...والأسيادِ
نأيتَ........
نأيتَ بعيداً لحظاتٍ..
دقائقَ...
أياماً...
وظهرَ جفاؤكَ....
ظهرَ بِلا حدودٍ
لَهَوْتَ.....
تلاعبتَ ببراءتي دونِ قِيودٍ
أفقتُ .... وجدتَكَ....
تلقي بطريقي الأشواكَ منثور
تزرعُ بينَ كَفَيَّ صُباراً وكافور
كَسَرْتَ جناحي المُحَلِقِ بينَ الطيورِ
طَيَرْتَ عقليَ وقيدتَ 
قلبي بحبكَ المغرورِ
تُهْتْ........
تهتُ بينَ أحضانِكَ
وأنا أبحثُ عن ملجأٍ لي..
يحمينى مِنَ الشرورِ
تعثرتُ بقلبِكَ.....
فسرتُ بدربِكَ المرسومِ
عاشقةٌ....أنا
أمتلأتْ أجواءها بالحزنِ والغيومِ
حائرة..
تائهةٌ..
خائفةٌ..
تنشدُ العدلَ لِحُبِها المَكْلومِ
أستحلفكَ باللهْ ....
أنْ تتركَ حَنايا قلبي..
أنْ تهجرَ أحلامي..
فِكَ وِثاقَ ذراعيكَ مِنْ عنقي..
أستحلفكَ أنْ تُعِيْدَنيْ 
لِزَمَنٍ لا أجدُ فيهِ إثمي
لزمنٍ وَلَتْ مَعَةُ براءتي
ها هي الشمسُ..
تشقُ صَدْري وتُطَهرني 
مِنْ أدران ذنبي
تَعْسَاً لِقَلْبِكَ....
وطوبى لِقلبي دون وطن.

شاعر....
مولاتي وطنك في قلبي
وطنك في صدري
بين أحضاني
في زمهرير وعاصفة شتائي
تدفئك أنفاسي
وتضمك أشعاري
وتملأ قلبك همساتي
وتغمر يديكِ لمساتي
وفي إستعار لهيب الصيف
أغمرك.. وأرطبك بزفير نسماتي
وأجعلك تهيمين في نبع إحساسي
وتتوارين بين حنايا جنباتي
وتتظللين بظلال ورقاتي
من نارٍ، هي قاتلة لكِ ولي ولحبي
ها هي يدي فاحتضنيها....امتلكيها
وبحق الحب أطفئي بها 
حنينك.... ونار إشتياقي.

شويعرة....
ها أنا ...
أكتب أشعاري وخجلاً أتوارى 
كي لا تفضحني قسماتي
ويكتشفوا سركِ وأسراري
يا وطني وحصن دياري
انتظرني كي أرتشف 
رحيق عطركَ الجاني....
أتشبع بملامستي جلدك الفاني....
آه ثم آه ثم آه...
اذا نظرت حولي ولم أجدك
تجافيني أنفاسي... 
وتتلاشى في أنفاسك
أنا يا سيد الرجال أهيم في هواكَ
نعم أهواكَ....
والله يشهد أني أهواكَ
أهواكَ وأهواكَ....
وكاذبة أنا ...نعم كاذبة....
إن قلت أني لا أهواكَ....
أو أهوى سواكَ....
أقسم برسمك ومن سَوْاكَ.
أني أحيا على هُداكَ 
ومن أجل رضاكَ..
وأموت إن اقتضى أمري....
شهيدة العشق في هواكَ
بل أني ألف أهواكَ
يا وطن قلبي أنا فداكَ.
✍#حنان_أبو_زيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...