الأربعاء، 22 يناير 2020

لِمَ عُدت....؟ حنان أبوزيد


قال الشاعر..
عدت يا يوم مولدي ..
عدت يا أيها الشقي ..
وقلتُ أنا..
ماذا تريد ؟!
ولِمَ عُدت بذكراكِ الردي؟!
هل.....؟
لتمنحني أملاً في غدي
أم لتعيد وجع يومي المجهدِ
أم لتُنير شموعاً أطفأها
زمنك المتعاندِ
وأعود مستسلمةٍ لقدرٍ موعدِ
فقد عانيت ما عانيت تمردي
وسيف السنوات.. 
مشيبٌ على مفرقي المعربدِ
فقد أعطيتِه مجدافي مقودِ
وأسفاه لم يَكنْ طريقي بيدِي
فحملت روحي على كتف تسهدي
وقتلتُ إلهامي وأحرقت قصائدي
وكالحُلم أتاني قام بالقسوة تقيدي
وأصبحت أنفض منه الغبار من يدي 
وألقي بها في مهاوي الريح الردى
فطالَ الطريق والأنين سائر في كبدي
وعدتُُ أسأله عن أمسي وغدي
لكنَّني لم أكدْ أخطو بساحته
حتى رأيتُ دليل الوجد والجَلَدِ
رأيتُ وجهاً أحال الهجر نُضْرَتَهُ
إلى وهنٍ لم يخفى على أحدِ
وقامتي كساها ثوب ضنىّ المتسهدِ
وغابَ عني ثنِّي عودي و تعضدي
فلا العيون بها ألفت تعهدي
ولا الوجوه ناضرات من الرَّغَدِ
كأنها لم تكنْ بالأمس ناعمةً
كالمها تأسر قلب الصبِّ بالغَيَدِ
وغرَّقتُ في عين الألم نظرةٌ 
سفحتْ إليَّ بحديثٍ دارَ في خَلَدي
خبا حُسني فالحياة هدمت معبدي
فكانت تنظرُ ليّ نظرةَ المتصَّيَدِ
وجفَّ ثغريَ إثرَ وجع الكلم المتبلدِ
فكحلت عينايَ بعد بريق السحرِ بالرَّمدِ
فما نحوليَ إلا من سقم الزمان وما 
ذبول ملامحي إلا من لهيب الكَبَدِ
وانطفأتْ الأنوارُ في محرابي المتوسدِ
وقد لاحت العللِ في جسدي 
فهرعتُ إلى مرآةِ عمري أحطمها
وعاتبتَ نفسي إذ المرارة في كمدي
فجعلتُ الحب معبد تهجدي
أُقيم فيه صلاة الحب للأبدِ
ليظلُّ يُنعشُ روحي بطيفُ الرؤىّ
فسكبَ القلبُ مرار أوهاميَ الجُدُدِ
عشقتُ هوى ظننت به تخلدي
تحت زغب جناحِ طائرٍ مغَرِدِ
فلو سألتَ العمر ما ضننتُ به
على خطاي وحقِّ الصمدِ الأحدِ
فقد نذرت حياتي لنصيبي وموعدي
فلن يعود بعد اليوم براء مولدي
#حنان_أبو_زيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...