الجمعة، 6 مارس 2020

ما بعد الأربعين.... بقلم/ حنان أبوزيد


- أيا سيدي.....
اذهب فلن أكون من الحالمين
ها هى قد ولت ومضت السنين 
وعلى طريق العمر أكتب حروفي 
تارة كأس من الأفراح والحنين
وتارة كؤوس من الأتراح والأنين

- قال: ربيع قلبي لا تقولين..
قد مضى عمرك..وعاثت
بأحلامك السنين
وانقضى عهد صباكِ..
وغدوتِ من اليائسين
فشتاء العمر يذهب..
والخريف للعمر يرحل..
ويثمر ربيع الحب فينا
ويتحلى بالإشتياق المبين
فربيع العمر حصاد ثماره
بعد نضوج الأربعين

- أيا سيدي.....
مذ كنت في صباي..!!
كان زهر الهوى ينمو في قلبي
وضفائري الذهبية تعتلي
أكتافي من الشمال واليمين 
وبراءتي..... 
تتراقص فوق ملامحي 
على عزف العذارى ...
ونقاء زهر الياسمين!
والأن جف غصن عشقي 
وذبلت عناقيد البساتين

- حسنائي لا تقولين ..
جف غصنك وتجرد عشقك
فشباب روحك بحبك يتجدد
وزهرة الحب وان تتجمد
تدفأ من جديد وتتورد
لا يموت الحُسن فيمن
يتحدى اليأس ويتمرد
أنا التقيتك ...
وكنت حلمي الدفين
عيناكِ سهم طاف وعرج بي
لسماء العابدين
نبضك الحنون انتظرت ضمه 
أنتِ قدر رجوته من سنين 
كي يزين رحلتي بحبكِ وأستزين 
حتى أذوب بنار عشقك فلا تتمنعين 
وملكتني وآسرتني ....!
في قلبك الدريّ رسمت عالمي 
ومعالمي حفرتها فوق غصنك 
لتغوصين بأعماقي وتسبحين
وسطرت حروف اسمك عالجبين
كُتبت بذهب شموخ كبريائك الثمين

- أيا سيدي .....
لا تيقظ داخلي أملاً لعين
الحب كان طيفاً من بعيد أرقبه 
والحلم حملني لأمل خشيت أسكنه 
وحينما دنوت منه صفعني وقسمني
إلى نصفين.

- أيا سكني وحبي..
سكناً وجدتك فاسكنيني..
لنبني عشنا الجميل 
ليصبح قصراً شامخاً مثلك
والقصر من لهيب الحب
لا يهدمه حصناً متين
الحب كالبحر.. تارة
لحظات ثائر الأمواج
وتارة يستكين..!! 
هو كطفلاً صغيراً يبكي
وتارة من الفرح يطير
يعلو كفجر العمر يوقظ أحلامنا 
يطير ويغرّد بيننا لحن العازفين
أنا بعضاً من أنفاس كل العاشقين
فلن أفتقدك... يا أملي
حين غلفك الصمت أبكيتِ الوجود
وقلبي ظمأ الى الاحساس 
في ليل البرود..
ملل أعيشه دونك؟؟
فلا بنبضي تستهينين؟؟ 

- أيا سيدي .....
ان الحب يسكننا نعم ....
لكنه به الألم الحزين!
يشكو من السجان 
ويهفو للسجين
فما ذنبي ان مست خيوط
الثلج بعض ضفائرئ؟ 
وما ذنب قلبي في خريفه 
قد كان كالربيع المزهرُ
أو لست امرأة مثلي تحمل جنين
عمرها المشوه من شبح السنين؟ 
عذراً سيدي ..
فلن أذوق الموت كرتين..

- ثمرة عمري.. اخبريني
ما ذنب قلبي أميرتي
وقد نمت أوراقه على أشجار 
عشقك وتحلى بالورود والرياحين
ما ذنبي وان ظل نجم حسنك
يشع ضياء ولم يأفل مع الأفلين
فمن قال أن العشق يتوارى  
أو يخبو بعد سن الأربعين ....؟
هَلُمي جميلتي....
نتحدى ظلام السنين..
ونقتل الشك من جسد اليقين
و نجن.. جنون الحالمين 
فدعيني أحصد وأتذوق 
ثمارك الناضجة وتنعمين
ونسعد معاً بعد الأربعين
والخمسين والستين 
وكل أيام السنين.
#حنان_أبو_زيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...