الاثنين، 30 مارس 2020

#سلوكيات_حنانيات.... حنان أبوزيد

هناك اشخاص لم يخلقوا ليكون لهم بديل، فهم إستثناء خاص لا يعوضهم أحد، ..نُحبّهم ونشتاق إليهم و هم لا يدرون..
هم يتركون في دواخلنا بصمتهم التي لا تنسى..
معهم تكتمل السعادة فندعوا لهم عن ظهر غيب بالخير وهم لا يعلمون...
فأسكناهم أرواحنا .. وصاروا دون أن نشعر الهواء الذي نتنفسه لتستمر حياتنا بهم ولكن دون وجودهم بدروبنا.. 
إذ كيف لهم الذين وجدناهم كل شيء بحياتنا ولم يكونوا يوماً إلا انعكاسا لأرواحنا..
و كنا ننافس العالم بهم ..
وبهم قد اكتفينا ولكننا لم نكتفي منهم وابتعدنا عن كل البشر لأجلهم..
كيف لهم أن يعودوا غرباء هكذا.. 
كيف أرادوا أن يُطفؤا نور قلوبنا بغيابهم..
لكنها هي حكمة الله كي يعلمنا معنى أن الأشياء تتغير .. ولا شيء يبقى ثابتاً كما عرفناه بهم ولا شئ يدوم وان الله سبحانه وتعالى هو الباقي الدائم الذي لا يتغير.
#الشاعرة_حنان_أبو_زيد

مدينة الأشباح.... بقلم/ حنان أبوزيد

أبحث عن أمل مفقود بين الضباب
وشوق يذيب حدود الظلال الباكية

حزينة تنظر طريق الفناء بالسحاب 
تحركها قبضة ماردة تدفعها للهاوية

وتهاويل أسقام مرسومة داخل السراب 
رُميت في الفراغ العويل مراتبه البالية 

وظل شفاه ظماء تهوم خلف النقاب 
على وقع أقدام أوجاع الأنين العارية

والبيد مرج عليها وشقت بقايا الشهاب
إلى مدينة الأشباح في دروب خالية

وتمزقت أساطير الأولين ببروج العذاب 
تحركها قبضة ماردة تسكنها صرخات عالية

معلنةً حركة أنات الليل وإيابها خلف الحجاب 
تلاوينها من دماء البائسين على أجساد خاوية
#الشاعرة_حنان_أبو_زيد

الأحد، 29 مارس 2020

من طرائف وحكم الحياة ... الغراب.... تنقلها لكم /حنان أبوزيد

ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻏﺮﺍﺏ .. ﺷﺎﻫﺪ ﺣﻤﺎﻣﺔ ﺗﻤﺸﻲ
ﻓﺄﻋﺠﺒﺘﻪ ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﻴﺔ
ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ..
ﻓﻔﻜﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻗﺎﺭﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ .. ﻭﻭﺟﺪﻫﺎ
ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ..
ﻓﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﺪ ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ .. ﺗﺪﺭﺏ ﻭﺗﺪﺭﺏ ..
ﻭﺣﺎﻭﻝ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻨﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ .. ﻓﺸﻞ ﻓﺸﻼً
ﺫﺭﻳﻌﺎً... ﺛﻢ ﺃﻧﻪ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺌﺲ ... ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻤﺸﻴﺘﻪ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ..
ﻓﺄﻛﺘﺸﻒ ﺃﻧﻪ ﻧﺴﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ..
ﺟﺮﺏ ﺃﻥ ﻳﻄﻴﺮ ﻓﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺮ
ﻟﻘﺪ ﻓﻘﺪ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻓﻼ ﻋﺎﺩ ﻏﺮﺍﺑﺎ ﻭﻻ
ﺻﺎﺭ ﺣﻤﺎﻣﺔ.
ﻫﻜﺬﺍ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺃﺻﻠﻪ ﻣﺒﻬﻮﺭﺍ ﺑﺒﺮﻳﻖ
ﻟﻴﺲ ﻟﻪ.
ﻛﻦ ﺃﻧﺖ ﻧﻔﺴﻚ .. ﻭﻻ ﺗﻜﻦ ﻏﻴﺮﻙ
#حنان

السبت، 28 مارس 2020

#ساعة_الأرض⏰2020 .... حنان أبوزيد


وكما أن الماء هو سر الحياة ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) فإن الكهرباء هي سر الكون , 
ماذا لو أن سر الكهرباء سُحب من البشر ؟ 
كيف ينبض القلب و كيف تحس و تشعر الأوتار و الأعصاب و الخلايا العصبية ؟
كيف تضيء لمبة أو تسير سيارة أو تدك حصون العدو دبابة أو نسمع أزيز طيارة أو يعمل تليفونك و تلفزيونك وجميع آلاتك بحياتك المنزلية أو العملية أو العلمية ؟
لذلك يحتفل اليوم السبت 28 مارس 2020 الموافق 4 شعبان 1441، في السبت الأخير من شهر آذار من كل عام ،في كل عام تتفق دول العالم اجمع على اطفاء الأنوار في هذا اليوم في المنازل والمدن والمكاتب من باب الاهتمام بالأرض ، ولكن هذه المرة ستكون مختلفة ساعة الأرض بسبب فايروس كورونا وسيتم الاحتفال بساعة الأرض في زمن الكورونا ، ساعة الرض هي حملة بيئية تقام من اجل الكرة الأرضية وحث جميع الناس من خفض استهلاك الكهرباء ، في محاولة لإنقاذ الكوكب من الانبعاثات الضارة لذا يلجأ العديد من دول العالم إلى المشاركة في ساعة الأرض من خلال إطفاء الأنوار لمدة ساعة..

ما هي ساعة الأرض...؟ وما هو الهدف منها؟
وما هو تاريخ الحملة ؟

1- بدأت ساعة الأرض، كمبادرة أطلقها الصندوق العالمي للطبيعة كفعاليّة رمزية لإطفاء الأضواء في سيدني فى عام 2007.

2- تهدف مبادرة ساعة الأرض إلى حث المواطنين بكافة دول العالم، إلى ترشيد استهلاك الطاقة، 
توحد شعوب العالم لدعم البيئة للحفاظ على كوكب الأرض.

3- يشارك بالمبادرة حاليا حوالى مليارين و2 مليون شخص فى أكثر من 7000 مدينة وقرية، بـ180 دولة وإقليم، حول العالم.

4- يتم الاحتفال بها فى السبت الأخير من شهر مارس سنويا.

5- يتم خلالها تشجيع الأفراد ووالشركات على إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية، لمدة ساعة واحدة من الساعة 8:30 حتى 9:30، في توقيت الدولة المحلي.

6- يتم إضاءة الشموع خلال ساعة الأرض، كرسالة رمزية لضرورة خفض استهلاك الكهرباء، للحد من انبعاثات الاحتباس الحرارى، المتسببة فى التغيرات المناخية.

7- بدأت مصر فى المشاركة بيوم الأرض فى عام 2009، كثانى دولة عربية تشارك بالمباردة العالمية.

8- تشارك مصر إطفاء أنوار الأهرامات وأبو الهول وبرج القاهرة ومكتبة الإسكندرية وقلعة قايتباى وبعض المعابد الأثرية بالأقصر كالكرنك، وبعض الفنادق الكبرى.

9- وفرت مصر فى ساعة الأرض فى عام 2019، نحو 425 ميجا وات/ ساعة، والمقدر بنحو 508 ألف جنيه، مقارنة بكمية وفر 242 ميجا وات/ ساعة خلال عام 2018.

10- تشارك دول العالم بإطفاء أبرز معالمها، من بينها: أوبرا سيدني في أستراليا، برج خليفة في دبي، برج إيفل في باريس، ناطحات السحاب في هونغ كونغ وسنغافورة.

ولذا نناشد الجميع بالمشاركة فى هذا الحدث العالمي السنوى ليعطي الأرض فرصة للتنفس واعادة إصلاح الضرر الناجم عن الغازات الكربونية والإضاءة المضرة للبيئة.
ولنغتنم هذه الساعة للإلتفات إلى العادات المستدامة في حياتنا اليومية.
#الشاعرة_حنان_أبو_زيد

الضحية..... بقلم/حنان أبوزيد

كفايا عذابك 
بمشاعر وهمية
وافهمي انها كانت
أدوار رواية هزلية 
كان دوره فيها بطل
ولا فارس السخرية
بحكاية خيالية
لبستي انتِ فيها
دور الضحية
والنزيف اللي غرق قلبك
كانت ألوان صناعية
ده دم عادي لزوم المسرحية
وبلاش بقى تصدقي انك
بطلة قلبه العذرية
ولا الحورية الجنية
هو كان محتاج حنانك
لفترة وراحت معدية
داق غباءك وكنت صيدة
سهلة وطرية..
شاف في عنيكي ضعف
الأنثى السطحية
وعرفتي ضحكته عليكي
وشفتي بعينكي غدره بيكي
وعملتي نفسك غبية
كنتي عارفة انه أناني
وانك بالنسباله مجرد
حاجة الطاهي للأواني
أو لعبة بلاستيكية
سهل يطويكي ويعملك
في جيبه ماديلية 
أوعي تصدقي انك فهمتيه
وانك أمامه ذكية
ده كان تعلب بعيون نمسية
دايما كان الخوف ماليكي
انه يبعد عنك ولا يسيبك
وهو من الأساس عمره
ما كان في يوم ليكي
وانتِ عارفة انه بيلعب بيكي
ولما ظهرت لعبته الجديدة 
قالك سلام بقى سعيدة
ورماكي وبقيتي وحيدة
محسش بألمك ولا انك
أصبحت من غيره شريدة
ومثل عليكي دور الضمير
وقالك ده قدر ومصير
ونزل دمعتين عشان
دور البطل يكون خطير
ونزلت الستارة 
بعد ما حطم كل 
حلو فيكي وأصيل
وجري بكل شطارة 
وتنظيم ابليس بمهارة
وراح للعبة تانية غيرك
يلعب بيها بخبث ومكارة
ولما يمل منها...
يبكي بمكر أمامها
انه مفيش غيرها حبها
وانها بنت قلبه..
ويضحك عليها ويقول لها:
انه فاق جواه الضمير
لأن الفراق ده كان مصير..
وتنتهي التمثيلية ..
بأوسكار لبطل الروايات الوهمية
ويمنحوه كمان شهادة فخرية
شفتي بقى انك مكنتيش
أبداً ضحية.
#حنان_أبو_زيد

#سلوكيات_حنانيات.... حنان أبوزيد

ما هو الذي يجعلنا بشر
ونمتلك أجمل الصفات؟
هو قوة القلب البشري
الذي يفرقنا عن الآلات
#الشاعرة_حنان_أبو_زيد

الجمعة، 27 مارس 2020

جمعة بلا إقامة.... حنان أبوزيد

جمعة بلا جماعة ولا إنسان 
وبلا إقامة نطق بالأنين الأذان
ومساجد باكية  إشتاقت للعمران 
قد خلت من الخطباء والمصلين
مدينة الألف مئذنة يسودها الأحزان
نادت مساجدنا وهي خاوية والمؤذن
وحده يبكي لأغلاق الأبواب والجدران
لم يقل حي عالصلاة بل صلوها بالكتمان
حتى الكعبة خلت من المعتمرين
أيا رسول الله أتبكي أمتك أم تشفع
لهم بالعفو والرحمة يانبي الحق والبيان
وما الذي أغضب الله وأغرقنا بالطوفان!؟
هل علو البشر في النفاق والعصيان؟!
إلهي رجوتك عفوك يا رحمن
يا خالق الكائنات والإنسان
يا لطيف انزل علينا لطفك بالغفران
ولا تسلط علينا المارد الشيطان
واعصمنا من أعوانه من الجان
وتب علينا أنت التواب الحنان المنان
#الشاعرة_حنان_أبو_زيد

الخميس، 26 مارس 2020

قراءة نقدية في قصيدة "أغداً ألقاك" للشاعرة حنان أبو زيد يكتبها الناقد الأدبي: حمدي الروبي


[ ترنيمة اللقاء ]
قراءة نقدية 
في قصيدة "أغداً ألقاك" للشاعرة حنان أبو زيد
يكتبها الناقد الأدبي: حمدي الروبي
..............................................


اللقاء .. حالة وجدانية شديدة الخصوصية .. تستهوي الشعراء على تعاقب عصور الأدب ، ومهما تنوعت مذاهبهم وتباينت مشاربهم .. فينسجون حوله ، ومن أجله ، أدبيات تتفاوت جودة وتفردا. فإذا تناولنا واحدا من تلك النصوص تذوقا ونقدا فلابد من مظاهر معينة تكشف عن مواطن الجودة ، ومعايير نحتكم إليها في تحديد معالم التفرد في النص .. على أن يتم ذلك التناول النقدي في إطار من التذوق الهادف.
وقبل أن أنقل للقارئ بعض ملامح رؤيتي لقصيدة " أغداً ألقاك" للشاعرة حنان أبوزيد ، أعرض وميضا من معاني "اللقاء" المتناثرة بين سطور هذا النص. فاللقاء في قصيدة " أغداً ألقاك" ليس مجرد إطار محدد وملموس في مكان و زمان بالمعنى المحسوس ، ولكنه حالة وجدانية صوفية ، مشبعة بالوله ، موشحة بالرجاء .. إنه تجربة روحية حاولت الشاعرة تجسيدها كيانا مدركا متذوقا من خلال معجمها

 الخاص وخيالها المتفرد وإحساسها الشفيف .. وهذا كله يتجلى الآن على بصر القارئ وبصيرته وأنا أصطحبه في نزهة روحية ممتعة.
إن اللقاء .. في قصيدة " أغداً ألقاك" .. حالة وجدانية .. جعلت " الفراق للروح عصيا " ، وبرغم أن هذا اللقاء يسبقه نداءات روحية ، فإن الشاعرة تقرر أنها تناديها  "هَمْساً وترْسلُ عشقاً نقيا " ، ثم تجعل عشقها النقي هذا مراقي للوجد تأسر الروح " فتطوي المَسافَات والبعد مكاناً قصيا " .. و "وجدانية" هذا "اللقاء" تجعل أنسام العشق تتهادى "َ كعود عنبر نَدِيّا " ، وتجسد عبير الوصال الناعم خمرا لا تدرك الشاعرة كنهه فتتعجل في رسمه حروفا وكلمات فتقول "يَرويني رَحيقَاً شَهيَا" ثم تخاله " شهداً ملَكيّا " "يروي نبضَه الروحَ والقلبَ" ولا تجد منه مهربا فتستسلم وهو يلقي بكيانها "في سويداء الوله نفياً شَقيا".

ومن الواضح أن الشاعرة تروقها هذه الحالة الوجدانية وتستغرقها حتى أنها تلح في وصفها بل وتطلبها من المحبوب كمعذب يهنأ ويستلذ بتعذيب المحبوب له فتناديه نداء الراجي المستغيث " هيا نلتقي لقاء العشاق بكرة وعشيا :: ونرتشف من كأس الهوى شراباً هنيا " ، وقبل أن يصدر جوابا أو رد فعل لطلبها تزيل من أمامه كل تردد فتقول له " أنا والحنين ظمئا فاسقني يا مقْلَتيَّا ."

واللقاء .. في قصيدة " أغداً ألقاك" .. حالة صوفية ، وليس مجرد تلاقي بين عاشقين .. تمازج يرقى إلى "مقام" الذوبان والتلاشي .. وصوفية الحب تشرق من ذلك الاتحاد الروحي والنفسي بين المحبين ، وهو ما نلمحه وميضا خفيا وظاهرا في قول الشاعرة "روحي و روحُكَ تنفسان الفَجْرَ سويا
"هلمَ إن نَجواكَ في الروحِ تُبقيني حَيَّا".
غير أن هذا الذوبان لا يطول ، وذلك الاتحاد الروحي لا يخلو من يقظة ووعي ، فسرعان ما تستعيد إدراكها الشخصي فتنفصل عن المحبوب ولو للحظات ، تعلن فيها غاية هذا العشق ، فتخاطب محبوبها في "مقام الشهود" بعبارات هامسة لازمت الشعر الصوفي في نماذجه المتفردة :
"أريدُكَ عاشقي ولمحرابي تظل وَفيَا
ونتلوا آية اللقاء تسبيحاً تكبيراً قُدسيَا"
وما أروع هذا الحب الذي لا ينفك عن تكبير وتقديس!.
والقصيدة تراها العين من بعيد غيمة تتزين بطقوس التصوف ومناسك أهل الحب الصوفي .. فشاعرتنا تقر في وضوح حين تقول "إذا التقينا عيناكَ تفصِحُ حُباً تَقيا" ، ولا ترى في أشواقها ذنبا تخجل منه أو تحاسب عليه وهي تناجي محبوبها معلنة "أتوق إلى رؤياكَ وما قُلْتُ غَيَّا".

واللقاء .. في قصيدة " أغداً ألقاك" .. ترنيمة صوفية ، مشبعة بالوله ، موشحة بالرجاء .. حتى أن العين لا تجد نوع عناء في رؤية مفردات هذا الوله أو إدراك صور ذلك الرجاء في قول شاعرتنا :
"الفراق عصيا" .. "تناديني هَمْساً" .. "يُناديني نسيم هواك" .. "يرميني نفياً شَقيا" .."هيا نلتقي" .. "نرتشف من كأس الهوى" .. "يَغدو وَليّا" .. "أنا والحنين ظمئا فاسقني يا مقْلَتيَّا" .. "أذوبُ همساً مَنْ لي سِواكَ يَحِنُو عَلَيَّا" .. "هيانَرْسُمُ حُلْمَاً بَهيَا" .. "أريدُكَ عاشقي ولمحرابي تظل وَفيَا" .. "َإن نَجواكَ تُبقيني حَيَّا".
وفي ختام إطلالتي على هذا النص الروحي المتميز ، آمل أن يجد فيه القارئ تحفيزا قويا لأن يقرأ نصوصا شعرية أخرى من هذا الطراز الروحي في عصور مختلفة ولشعراء مختلفين ؛ لعل ذلك يحقق له متعة روحية وعقلية نحتاجها جميعا اليوم في زحام الماديات وضجيج المحسوسات.
والآن أتركك عزيزي القارئ تعيد قراءة القصيدة مستمتعا ومتذوقا.

أغداً ألقاكَ إن الفراق للروح عصيا
أتوق إلى رؤياكَ وما قُلْتُ غَيَّا
إذا التقينا عيناكَ تفصِحُ حُباً تَقيا
تناديني هَمْساً وترْسلُ عشقاً نقيا
فتطوي المَسافَات والبعد مكاناً قصيا
يُناديني نسيم هواكَ كعود عنبر نَدِيّا
روحي و روحُكَ تنفسان الفَجْرَ سويا
وعبيرُ وصالكَ يَرويني رَحيقَاً شَهيَا 
فيروي نبضَه الروحَ والقلبَ شهداً ملَكيّا
ليرميني في سويداء الوله نفياً شَقيا
هيا نلتقي لقاء العشاق بكرة وعشيا
ونرتشف من كأس الهوى شراباً هنيا
وإن أتى حبك ينادي قلبي يَغدو وَليّا
لنعزف للحب لحناً يُهديكَ عطراً زكيا
أنا والحنين ظمئا فاسقني يا مقْلَتيَّا
نهَفوا نحوَ هواكَ ساقَنا الاشتياق حَفِيّا
أنتَ بجوار الماء تحبو و عيناكَ الثُّرَيّا
أذوبُ همساً مَنْ لي سِواكَ يَحِنُو عَلَيَّا 
هيا بالوصال شوقاً نَرْسُمُ حُلْمَاً بَهيَا 
حَنيني إليكَ كالدماء غذاءٌ لوريديا 
فَكُنْ أنتَ بالحُبِ وَصْلَاً وتقرباً لَدَيَا 
أريدُكَ عاشقي ولمحرابي تظل وَفيَا
ونتلوا آية اللقاء تسبيحاً تكبيراً قُدسيَا
لنَصل الأشواقَ إن الهجران أشد عتيا
أناجيك فى ظلام الدُجى نداءً خفيا
هلمَ إن نَجواكَ في الروحِ تُبقيني حَيَّا

الناقد الأدبي: حمـدي الروبـي


قراءة نقدية في ديوان الشاعرة المصرية حنان أبو زيد "ترانيم القلب"..يكتبها الناقد الأدبي: حمـــدي الروبـــي


( ترانيم في محراب الحب )
 قراءة نقدية 
"في ديوان الشاعرة المصرية حنان أبو زيد "ترانيم القلب
يكتبها الناقد الأدبي: حمـــدي الروبـــي
.............................................

المتابع لإبداع الشاعرة "حنان أبو زيد " المطلع على إسهماتها الأدبية في مجال الشعر خاصة قراءةً أو استماعا يُدركُ بغير جهد شديد أنه أمام عالمٍ متفردٍ من الشعر ذي خصائص متميزة ترقى به وتجعله أهلا للجذب والإمتاع. 
وفي مقدمة هذه الخصائص التدفق الشعوري الملازم لكل حرفها تراه جليا وتشعر به منذ أول 
كلمة تقرأها في أيه قصيدة من قصائدها ، ولا يجد المطلع على إبداع الشاعرة حنان أبو زيد الشعري  صعوبة أو مشقة في  سبر غور بعض أسرار العالم الإبداعي الخاص بها ؛ ذلك أنها تلبس مشاعرها ألفاظا وجملا قريبة المعنى أنيقة الترتيب راقية الدلالة.
فما إن تبدأ قراءة قصائدها تتسارع نبضاتك وأنت تقرأ ( اغتيال نبض ) .. وتزداد اقترابا من عالمها الإبداعي كلما قرأت ( لا تقترب ) .. وتحلق مع أبطال قصص الحب وأنت تترنم بـ ( حلما أراك ) .. وتتألم روحك عند ( احتضار حواء ) .. وتستبشر أملا هي تُوقِّع أمامك ( وثيقة السماء ) .. وتثمل عشقا بـ ( كؤس الأمل ) .. وتترقب معها الغائب ( قبل الأوان ) .. وعند ( أيا حبيبا ) تجيب الجوارح النداء .. وتنتفض روحك خوفا من (لعنة الذكريات) .. حتى تستقر عند ( نهر الحب والزهور الحمراء)
والشاعرة  حنان أبوزيد لا تكتب أو تبدع رفاهة أو تقليدا لكنها مبدعة تمتلك قلما متميزا ورؤية شاعرية متفردة ، ولذلك كثيرا ما تجدها تتحاور مع الأنثى والإنسانة داخلها أو تناجي محبوبها ، أو تتحدث إلى قلمها ، وتحدث هذه المناجاة الداخلية غالبا في غياب المحبوب أو وقت هجره وجفوته. تقول الشاعرة في ترنيمة "قلمي لا تعصاني" :
أيا قلمي الحائر الظامئ
لا تتكبر ولا تعصاني
وأطع أمر قلبي 
واكتب حروفي 
لأهبها عاشقاً يهواني"
فيا قلمي
طاوعني ولا تعصاني
وناجيه بحروف عشق أشجاني
فغيابه بالدمع أبكاني
وهذا المحبوب جدير بهذه المناجاة التي جعلت من القلم إنسانا يسمع ويشعر ويستجيب ؛ فهو 
 _أي المحبوب_
"كالرحيق يسري بدمائي
ياقلمي ... أخبره بمعاناتي
فهو كالماء ببحاري ومحيطاتي
والجنون اقترب من عقلي وذاتي
وهجره قطع الحياة عن ورداتي"
وإن كنت أرى أن الشاعرة هنا تناجي _ خلف هذا القلم_ قلبها العاشق الذي هو منبع إبداعها.
وشاعرتنا عندما تترنم للمحبوب وتناجيه وتناديه لا تنثر هذا فقط بين السطور بل إنها تفرد قصائد كاملة تناجي بها المحبوب أو تناديه أو تستعيده بين ذراعيها في ترانيم مرهفة شديدة الشاعرية والرقة ، كما فعلت في ترنيمة (مولاي العاشق)
"كيف تقلب زمناً وتاريخاً
وتدفع القلب أن يهواك
أصبحت السلطانة أسيرتك
لو شئتَ تكون أنثاك
مولاي الوردة لا تذكر
كيف توسطت الأشواك
وموج البحر لا يدرك
عناق الصخر فيه هلاك"
وفي قصيدة أخرى تجعل منه (جنينا) في كلمات رقراقة تذيب القلوب وهي تقول:
"أيا جنيني ..
يا منية الروح 
والناي الحزينِ 
سرقتني من ذاتي 
وأنت سر تكويني 
ومحيط عمري 
ونهر حبك يحتويني 
أغلق ذراعيك عليَّ 
بالشوق والحنينِ"


وعناوين القصائد في هذا الديوان تمثل فصولا كاملة من المشاعر وقصائد أخرى لم تكتب لكنها تختبئ خلف حروف كل عنوان ، فهذه الشاعرة تكتب القصيدة مرتين إحداهما ظاهرة في الأبيات والأخرى كامنة بين حروف العنوان ، ونظرة سريعة على فهرس الديوان تبين لك كم هي رائعة ومبتكرة تسميات الشاعرة لقصائدها.
وشاعرتنا المبدعة تتخذ من قصائدها وسيلة تأصَّلُ من خلالها نظريتها في الحب وترسم بحروفها عالما فريدا من العشق يجعلها بحق صاحبة نظرية رومانسية خاصة تسيطر على كل قصائد الديوان ، ولله درها وهي تترنم متولهةً عاشقةً وتقول:
"الحب كالوردة 
يحتاج دوماً الاعتناء
إن أهملت ذَبُلت 
وذَهب عنها الصفاء
وها قد أتى المساء 
وأنت بعد لم تأتي باللقاء
وعانقت كأس الجفاء
وباتت أنفاس أنوثتي جوفاء
وتركت سيدة النساء
في صحراء العمر والخلاء"
إن صاحبة الترانيم مؤمنة بالحب حدَّ التسليم ولا تتخلى عن حبها أبدا ؛ ويبدو هذا جليا فيما ترسمه من صور مبتكرة وما ترتله من أشعار حتى وإن " انتحر الحب العظيم .. وخرست جميل الآهات". لكن هذا لا يعني بالضرورة أن تتخلى عن غرور المرأة وكبرياء الأنثى ؛ فكثيرا ما تعلن في شموخ أنها قررت "الرحيل لزمن هادئ مريح..فيه صدق النقاء بالكون الفسيح"
وشاعرتنا المتميزة حنان أبوزيد شديدة العشق للمحبوب دائمة الوله به غير أنها لا تتوقف أبدا عن عتابه وتأنيبه ولها كل العذر لأن المرأة غالبا ما تعشق بصدق وقوة لذا تبذل قصارى جهدها دفاعا عن عشقها وحفاظا على حبه وحبها..ولنرى كل هذا جليا مشرقا في قصيدتها الرائعة(احتضار حواء)
 "تهجرنى وتقتل بداخلي حواء
فأي الدروب تصلك بحناني
تتوق لأحضان المطر الظماء
تذهب كما تأتي
وتسهر أشواقي
تعاتب فيك نجوم البيداء
ابعد ما شئت
فعزتي أغلى الكبرياء
ألست كنت حبيباً
يجالسني ويرتمي
بين ذراعي بالاحتواء
فأصبحت تجف رحيقاً
ونسيت اني كنت لك الدواء
حتما ستشتاق لنقائي
وتعرف أني أغلى الأشياء
تتركني وحيدة أسامر قمري
وتلومني الدنيا بالضجر والجفاء
تبتعد وتهجر أحضاني
وتمزق جفوني دمعات العزاء
وتتواري عن عيناي
كانت لك بالقريب الشفاء
قد كتب حروف الهجاء
لا عودة ولا استرجاء
ولن أتحسر بالعشق بالعناء
من يبيع ليس له بالقلب شراء"

وهي في كل حديثها عن الحب تحتفي به بما يجعل له عيدا دائما في قلوب المحبين، ومن أروع ما يؤكد كلامنا قولها في قصيدة(نهر الحب والزهور الحمراء" :
 "لنهر الحب دعاني 
حبيبي أمير الضياء
عيدي غير عيد كل الأحباء
ومسائي غير أي مساء 
طرزت وجه القمر ولمع بالفضاء 
وغزلت لحبيبي من العشق رداء
كان مساؤنا مختلف فجمعنا 
كل باقات الزهور الحمراء
وارتشفنا من نهر الحب هناء رواء
وأضأنا شموعاً تحترق بلهيب العشاق"
وتستمر ترسم مظاهر الاحتفاء حتى تجعلنا نظن أن
  "كل العشاق والشعراء
اختطفوا كل حروف الهجاء
فيتدلى طائر العنقاء
ليبارك قلبينا بماء السماء
حتى صار النبض لحنا وعزفا
لبى صراخ الاشتياق بالنداء"
حتى تتركنا ونحن
 "لا ندري هل مسنا سحرُ
أم خفقان ودقات قلبينا سواء
ولا ندري سر تبدل العصور
ولا نفرق بين صيف و شتاء"

وسوف يلاحظ المتابع لإبداع الشاعرة حنان أبو زيد وليس فقط القارئ لهذا الديوان أن الأناقة عنوان كبير يجب أن يذكر مع كل قصيدة تترنم بها ( حنان أبو زيد ) .. إنها الأنثى لا تتخلى عن أناقتها في كل مكونات القصيدة من حروف ومعانٍ وخيال وعاطفة:

"كان عشقنا لا تحسبه
عقارب الساعات
فتوقف الزمن في غفلةٍ 
بدقائق معدودات
وانتحر الحب العظيم 
وخرست جميل الآهات
وداعاً ياكل أحلامي البريئات"
 "قصورك من رمال حارقة
ليس فيها صروح خارقة 
لا .. لا تقترب ..
فكل الوديان هاوية 
وجبالك من صلصال تالفة"
 "عذرا أيها الأمير أو ما يسمونك سلطان
انا امرأة لست كباقي النساء الحسان
ولا أنت شهريار ولا فارس هذا الزمان"
 "هل أمحو معك كل أشعاري
أم أعيد بناء الروايات
كي تسكن بين القوافي
وتكتب أنت النهايات
أم أشطب من الكون عالمي
وأعيد تقسيم القارات
وأرصف كل المرافق
وأرسل عمق الجوابات" 


والتجربة الشعرية في هذا الديوان تسير في تدفق وانسيابية وتسلسل مما يمنحها ترابطا  شعوريا يريح عين القارئ وقلب المستمع، وهذا واضح جلي في كل الترانيم ولتأخذ مثلا قصبدة ( لعنة الذكريات ) .. فهذه الترنيمة تبدأ في المساء باستحضار مرير لذكريات كانت جنة القلب وسعادته ثم صارت جحيم الروح وشقائها  وهاهي الذكريات الملعونة
"مبعثرة أمامي كل أوراقي ..
أتجاذب مع نفسي أطراف ذكرياتي
وأنزوي أكثر .. فأكثر داخل ذاتي
في كهف صمتي .. بين وجع نبضاتي 
حين يمر شريط الذكرياتِ
حاملاً معه كل أنواع قسوة الأهاتِ"
لكن الشاعرة _ وهذا مكون أصيل من مكوناتها كأنثى وإنسانة ومبدعة_ لا تضعف ولا تفقد الأمل، بل تعيد ترتيب كل شتات يعتري مسيرتها وتقف شامخة وهي تقول لكل الدنيا:
"أحاول أن ألملم بعثراتي
وأسيج سوراً من العزلة عالي
أنسجُ نبضاً من شهقاتي 
ومن زفيري تخرج اللعناتِ
أطيلُ المكوث داخل قوقعة غلافي"
لكن لعنة الذكريات لا تتوقف عن مطاردتها واللحاق بها لعلها تصيبها بكبوة تعوق مسيرتها:
 "تعاودني الذكرى و تتسلق أسواري
تقتحم عزلتي وكياني ..
كشبح مفترس يطاردني
والخوف يزرعُ سيفه
في قلبي ويسكنني
حالة يأس وهلع أصابتني"
فتستعصم الشاعرة بالأمل وحبها للحياة وتعلن في إرادة جليةٍ:
 "فأهز رأسي وأتمتم....
لأغلق قوقعتي ...
وأحلم باحدى همساتي ...
 إنها بعيدة عني"
ولا يفوتني أن أشير إلى أن العاطفة الدينية مكوِّنٌ آخر أصيل في إبداع الشاعرة (حنان أبو زيد ) لا يفارقها حتى وهي تترنم عشقا وغراما ..
فهل بعد الذنبُ بالعشق ثوابا ؟
أنت للخطيئة داء سامحتك
وعلى الله إحتسابا
يا روعة العمر وهدية السماء
ما ذنبي آمنت بحرفك
وكفرت بجميع الصفحات
وأمثلة أخرى كثيرة متناثرة في أغلب الترانيم لا تغفلها أعين القارئ.


وعندما نتحدث عن الظواهر اللغوية والأسلوبية في شعر حنان أبو زيد نقول إنها وفيرة ومتنوعة جدا وتتميز بالبساطة والوضوح والأناقة والبعد عن التعقيد والتوحش اللفظي ؛ فهي مبدعة تهتم بالقارئ وتتمسط بالبساطة والوضوح مع الحفاظ  على الرونق ورقي التعبير ومن  الظواهر الشائعة في شعر حنان أبو زيد الاستفهام والتعجب والنداء والمقابلة والتضاد والنعت والإضافة والنهي والنفي
(أين أنت الآن مني ؟)
(وهل تدري عني ؟)
(أأظل أسأل الحروف
عنك وأجوب الطرقات)!!؟
(هل ما زلت جنيني ؟!
أم روحك فارقتني للممات!
هل مازلت تذكرني..
أم صوتي داخلك تلاشى)
(عقارب الساعات)
(بدقائق معدودات
وداعاً ياكل أحلامي البريئات)
(لا .. لا تقترب)
(فجسور الحلم مغلقة
والأماني والأمال معلقة
عروشي ليست خاوية
صنعت من براكين حامية
دعك من أحلام زائفة
وشعارات كاذبة هاتفة)
(اذهب لعالمك القبيح
لم يثمر غير داءُ قريح
فكفاك سحقاً بعصفور جريح..
وسراب ووعود عصفتها الريح)
(لن أخبرك مكاني
وكيف السبيل لعنواني
أيا أميراً ويامعشوق النساء)
(إن كان عشقي عليك هين
فعشقك دائم بأوصالي
يغتال رحيق زهرتي العذراء)
وقلما تخلو قصيدة من من هذه الظواهر وإن كان الاستفهام والنداء هما أكثر الأساليب شيوعا في قصائد الديوان مما يعكس في تقديري حيرة ومخاوف تنتاب الشاعرة غير أنها دائما ما تتغلب عليها وتتجاوزها.
ومن الملاحظ  أيضاً أن أسلوب الشاعرة يتنوع دوما ما بين الخبر والإنشاء غير أنها مولعة بالسجع وأحيانا تتحول بعض قصائدها إلى شطور مسجوعة سجعا متكلفا فقط لمجرد الحفاظ على القافية.


وأخيراً يطيب لي أن أتناول باختصار (الخيال) في هذه الترانيم حيث أرى أنه شديد الروعة ، كثير التجديد ، يصل القلوب بسهولة وتدفق واقتدار. واقرأ معي إن شئت كيف صورت الشاعرة سهم العشق وتأثيره في القلب والروح معاً :
"لكنَ سهماً في القلبِ
بالعشقً أصابَ
وسماً بالوريدِ
من نصلهِ صب لُعَابا
خِنجركَ يتسامىَ
تمايلاً وعذابَ
وعطرُ زهرِ الصبارَ
في الصحراء شابَ
فأصبحت في هواك صريعةً
محمومةً أعاني ألم الصبابه
أعاتب قلباً صار ترابا
ارتديت من العذاب ثيابا
ومقل عيني زهاها سوادً
لطخها السحابا"
أو انظر كيف جمعت بين شَعر الأنثى وكحل عينيها والليل في تصوير عجيب ورائع فقالت:
(لن أرخي لك شعري
صبغته بكحل الليلِ
وارتديت من الحزن حجابا)
غير أنها أحيانا ترسم لنا خيالا تقليديا غير مبتكر وإن كان يجيء دوما في حلةٍ جميلة المظهر. ومن ذلك قولها:
 "رجل مثعلب بصورة إنسان
وعزفت زيفا على أوتار الكمان
وظننت أني مازلت أتعبد بمحرابك
وأصلي لعشقك كالرهبان"



وفي ختام هذه الإطلالة النقدية على الديوان الأول للشاعرة حنان أبو زيد أقول إن هذا الديوان في تقديري يجسد إبداعاً تنحني لرقيه أقلام المبدعين وهو بالفعل تراتيل عشق .. وترانيم حب .. تشدو بها شاعرة الروائع الأستاذة حنان أبوزيد ، وقصائده زهرات يانعة أبدعتها شاعرة فنانة ؛ ففي كل قصيدة تجد نفسك أمام لوحة موسيقية  شديدة الإشعاع والبوح رسمتها مبدعتها لتفتح أمام القارئ أبوابَ أمل وحب ووصال لا تنتهي ، ومع كل ترنيمة من ترانيم الديوان تطلق الشاعرة شعاع عشق وسهم حبٍ جديد يخطف القلوب والأبصار .. ويشعل الأحاسيس والأفكار ، وكلمات الديوان على بساطتها وقرب مأخذها تروي بمعانيها ظمأ الروح للوصال.
وأخيرا أقول لها يا سيدتي ما أروع بوحك .. ونبض حرفك .. وسحر تصويرك ..  يا سيدتي .. من القلب والروح تقدير ومحبة لقلمك الراقي.

الناقد الأدبي: حمدي الروبي

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...