الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

رؤية روحانية في فلسفة الروح .... اجتهاد وبحث بقلم حنان أبوزيد

لم تخذلني يوماً فلسفتي الروحانية
فكانت بعثاً منيراً لسكناتي النبضية 
إنما أتشتت أحيانا بكينونتي الصمتية
وهناك جزءً لم يهدأ بعقيدتي النورانية
بقلم حنان أبوزيد
• دائما وأبدا تستوقفني ذاتي بالبحث في ماهية الروح ... وما سرها .. واتطلع شغفاً في التعمق أكثر وأكثر .. بتلك المسمى الأكسيري الفلسفي اللامرئي الذي يتحكم في تكوين كل كائن حي ..
ومن قبلنا سلفاً الباحثين والدارسين وكل إنسان يتفكر في الوجود وحقيقة تلك الروح ...
ومع البحث وجدت أن تلك الكلمة العظيمة من خالق أعظم .. هي كلمة ذات طابعٍ فلسفي يختلف كثير من الباحثين والدارسين في تحديد تعريفٍ موحدٍ لها، أو تحديد ماهيّة الروح على صعيد الفلسفات والأديان المختلفة،
لكن أجمع الكثيرون على أنها ذاتٌ قائمةٌ بنفسها ذات طبيعةٍ معنويّة غير محسوسة أو ملموسة، وعلى الرغم من هذا الإجماع بقي الأمر محلّ شك،
أمّا البعض الآخر فإنّه يَعتبر الروح مادةً (أثيريّة أساسيّة)، وهي من الخصائص المعجزة الفريدة في جميع الكائنات الحيّة.
وكلمة الروح بالعربيّة قريبة من كلمة ريح،
الأمر الذي جعل العديد يعطيها معنى الذات اللطيفةِ كالهواء، والتي تسري في الجسد كسريان الماء في عروق الأشجار،
والأمر الذي زاد من صحة هذا الاعتقاد لديهم هو أنّه يتم نفخ الروح في الجسد كالريح، لكنها لا تُعادل الريح بمفهومها.
وحسبما ذكرت الأديان والفلسفات المختلفة أن الروح مخلوقة من جنسٍ لا يوجد له نظير في العالم المحسوس (الموجودات)،
وإنّ هذه الروح هي أساس الوعي والشعور والإدراك، واستناداً للمعتقدات الدينيّة فإن الروح تختلف عن النفس،
ويعتقد البعض بأنّ النفس هي عبارة عن جسد وروح مجتمعين، وهناك آخرون يرونَ أنه لا وجود للنفس من الأساس،
ولكنهم يؤمنون بخلود الروح بعد موت الجسد.
لذلك فإن الإنسان يعتبر في حياته الدنيا جسد مادي له حواسه المادية البحتة وبداخله نفس حية وروح وهي كيان الإنسان وقيمته ،
وعند الوفاة تفارق الروح الجسد المادي بأن تنفصل عنه فتتعطل حواسه ويصبح جسداً بلا روح ، وفي تلك الأثناء تصبح الروح في عالم أخر أثيري وليس مادياً له قوانين أخرى تختلف كلية عن عالمنا المادي .
وظل الاختلاف بين الفلسفات والأديان حول الروح ..... والجدل الدائر حول الروح لا ينتهي بين الفلسفات والديانات على اختلافها،
وذلك بدءاً بتعريف الروح وماهيتها، مروراً بنشأتها ووظيفتها، انتهاءً إلى الدور الذي تقوم به خلال الحياة وبعد موت الجسد،
حيث يعتقد بأن الروح مستقلةٌ استقلالاً تاماً عن الجسد، ولا يوجد لها أيُّ ظهورٍ حسيّ أو جسديٍ ملموس، ويستحيل رؤية رحيل الروح ومفارقتها للجسد في لحظة الموت؛
حيث يعرف الموت على أنه (مفارقة الروح للجسد)،
ويرى آخرون أنَّ الروح تُغادر الجسد في حالتين هما النوم والموت؛
فعند النوم تقبض الروح مع بقاء الجسد حيّاً،
أما في حالة الموت فتقبض الروح وتنتهي الحياة في الجسد.
☆ ومفهوم الروح عند الفلاسفة ....
• ومنهم أفلاطون الذي اعتبر بأن الروح هي الأساس لكينونة الإنسان، وهي المحرّك الأساسي له؛ حيث اعتبر بأن الروح تتكون من ثلاثة أجزاء
هي النفس والعقل والرغبة،
واعتقد بأن النفس هي المتطلبات الشعوريّة أو العاطفيّة،
أما الرغبة فهي متطلبات الجسد، وضرب مثال العربة التي يقودها حصانان لتوضيح هذا المقصد، فالذي يُحرّك الحصانين من وجهة نظره هما قوتا النفس والرغبة،
ووظيفة العقل هنا حفظ التوازن للعربة.
• أمّا أرسطو فقد اعتبر بأنّ الروح هي محور الوجود الأساسي، لكنه لم يعتبرها مستقلةً عن الجسد أو أنها شيئاً غير ملموس؛
حيث اعتبرها مرادفةً للكينونة، ولكنه لم يعتبرها كينونةً مستقلة تسكن الجسد،
وعلى هذا الأساس فإن أرسطو قد أنكر خلود الروح.
• ورينيه ديكارت حاول أن يثبت بأنّ الروح تقع في منطقة محددة في الدماغ ..
• أمّا (إيمانويل كانت) فقد قال بأنّ مُحاولات الإنسان لمعرفة ماهية الروح وفهمها ينطلق من محاولة عقله الوصول لنظرةٍ شاملة حول طريقة التفكير، أي إنّ العقل الذي يُحاول الوصول لتفسير على أسسٍ عمليّة سيواجه العديد من التساؤلات حول الأمور غير الملموسة والمجهولة.
☆ ومن ناحية أخري علماء الفيزياء لهم رأي أخر وهو أن الطاقة الكونية الغير ظاهرة تمثل 72% ، حتي أن علوم "الفيدا" القديمة تقول أيضا بأن الوجود غير الظاهر يمثل ثلاثة أرباع الكون لذلك لابد للظواهر أن تكون مرتبطة بما هو غير ظاهر وبالتالي فهي مرتبطة بالطاقة الكونية غير المحددة التي هي الروح الإلهية والتي تسير الوجود كله بنظام دقيق وذكي..
أما ما يربط بين الظاهر وغير الظاهر فهو الروح.
• ويؤكد البروفوسير Dürr علي ان هذا الجزء الغير ظاهر هو الطاقة المشفرة QUNTEN CODE
وهي حقيقة فيزيائية ثابتة وبها يرتبط الوجود الإنساني سواء للاحياء او للاموات ..
• أما البروفوسير" Markolf H.Niemz" من جامعة هايديلبرج الالمانية يؤكد علي تفسيرات البروفوسير" Dürr" ومن خلاله أبحاثة التي استمرت أعواما طويلة ودراساته في الطب الحديث فانه يؤكد علي حقيقة أن الروح موجودة وأنها بعد الموت تفارق الجسد بسرعة مساوية لسرعة الضوء عائدة الي الطاقة الكونية الالهية..
• وبحث أيضا في هذا الأمر أحد علماء المسلمين وهو الدكتور منصور حسب النبي أستاذ علم الفيزياء بجامعة عين شمس وضمنها في كتابه الاعجاز العلمي في القرأن ..
وقال أن سرعة الروح اثناء الانتقال الي العالم الخارجي تقدر خمسون مرة بسرعة الضوء واستنبط معادلة حسابية من أيتين من القرأن الكريم
ـ الأولى في سورة السجدة الآية الخامسة حيث يقول الله تعالى:
(يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) ..
ومعنى هذه الآية: أن المسافة التي يقطعها ( الأمر الكوني ) في زمن يوم أرضي تساوي في الحد والمقدار المسافة التي يقطعها القمر في مداره حول الأرض في زمن ألف سنة قمرية، وقوله: مما تعدون. أي: في الكون المشاهد لكم وفي الأمور الخاضعة لقياسكم.
وبحل هذه المعادلة القرآنية الأولى ينتج لنا سرعة 299792.5 كم/ث مساوية تماماً لسرعة الضوء في الفراغ المعلنة دولياً، والمتفقة مع مبدأ اينشتاين.
- أما الآية الثانية فتتحدث عن سرعة الروح والملائكة في عالم الغيب وتقدرها بأنها تعادل خمسين مرة × السرعة السابقة
أي: خمسين مرة سرعة الضوء وفي ذلك يقول الله تعالى في سورة المعراج الآية الرابعة:
(تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )
ومعنى ذلك: أن سرعة الروح تساوي 299792.5 × 50 كم / ث ...
• وهناك تفسير لعالم الفيزياء " ديفيد بوم" قد يفسر ارتباط الروح بالجسد فالدالة الموجية الكونية هي التي تسمح للجزيئات البعيدة بأن تتفاعل مع بعضها بشكل فوري دون الاخذ في الاعتبار المسافة ، ولتبسيط ذلك فان افتراض وجود جسم غير مقيد حر الحركة .. يعني امكانية تمثيل حالته الكمية بموجة ذات شكل افتراضي غير معين وتمتد علي كامل الفضاء ، علي سبيل المثال فان الاجسام الصلبة اذا سخنت لدرجات حرارة مختلفة فانها تبعث شعاعا يغطي مدي واسع من الاطوال الموجية وبذلك يكون التوهج الاحمر الباهت للسخان الكهربي والضوء الابيض الناصع لمصباح التنجيستين تمثلان اشعة منبعثة من اجسام صلبة سخنت لدرجة حرارة مختلفة اما القياسات التي اخذت لهذه الاجسام الساخنة فانها تؤكد علي حقيقة ان طاقة الشعاع المنبعثة منها تعتمد علي الطول الموجي ..
اذن فاختلاف الطول الموجي للطاقة لاينفي مصدر الطاقة الاساسي ولكنه قد يفسر وجود الكائنات الحية الاخري من نبات وحيوان.
البروفوسيرChristian Hellweg الذي درس الطب والفيزياء وعمل في معهد ماكس بلانك للكيمياء الفيزيائية الحيوية في مدينة جوتنجن الالمانية ارتكزت ابحاثه علي مخ الانسان ووفق تأكيداته فإن روح الانسان الشخصية تتأثر بالطاقة الكونية مثلا عند اجراء تجربة وارسال طاقة من جسم ا الي جسم ب فان الجسم ب يتاثر بها ولا تلعب المسافة اي دور في هذا التاثير ولايهم اذا كانت مقدرة ب100 كيلومتر او الف اوحتي مقدرة بالسنة الضوئية او الي مالانهاية وهو الامر الذي يفسر بأن لكل عنصر وجودي روحا فردية تربطه بالروح الالهية كي تستمد منها دفع الانبعاث في الولادة والحياة والموت..
وهكذا نرى أن الروح الكونية تعطي روحاً فردية معينة لكل عنصر وجودي. بالرغم من أن هذه الروح الفردية هي جزء من الروح الإلهية وفيها صفات الكل،
إلا أن غايتها محددة بالشكل المادي الذي تظهر فيه.. مثلاً إذا ظهرت الروح الفردية في الشجرة تكون غاية وجودها أن تحقق الشجرة غايتها.. وهكذا على الروح الفردية أن تحقق الدور الكامل لظهورها المادي..
فالآلات لا تعمل أبداً بدون الطاقة الكهربائية، فتكون مجرد خردة بلا نفع،
وكذلك لا تحيى المخلوقات بلا روح، فتكون أجساماً ميتة سرعان ما تضمحل وتزول ، إن الطاقة الكهربائية هي ذاتها في كل الآلات، ولكن كل آلة تعمل طبقاً لتصميمها الخاص،
كذلك الروح التي هي من المصدر ذاته في كل المخلوقات ولكن كل مخلوق يعمل طبقاً لوظيفة الجهاز العصبي الذي يكوّنه. ربما تختلف الطاقة الكهربائية المستخدمة، من حيث قوتها وكميتها، بين آلة وأخرى، وكذلك قد تختلف الروح من حيث التطوّر بين مخلوق وآخر.
وأخيراً ....
من أبرز هذه الكلمات التي التبست على العلماء وعلى الناس النفس والروح،
فقد حصل خلط أدى إلى التباس المعاني،
وتفسير الروح على أنها هي النفس،
ولكن الظاهر أن النفس هي ذات الإنسان التي تموت وتحيا وتعذب وتنعم، وتغتم وتحزن وتفرح وتسعد،
وهي ذاتها موجودة عند جميع الكائنات الحية التي خلقها الله تعالى.
ولكن الله تعالى اختص الإنسان بالروح،
فالروح هي التي أهلته لأن يكون إنساناً وأن يمتلك شغف المعرفة والاطلاع والبحث والسير و في الأرض وحب الاطلاع على الغيبيات والماورائيات،
و لقد شرف الله تعالى الروح حين ردها إليه،
كما أنه شرف بني آدم بان خصه بها،
فالروح بخلاصة هي حقيقة الإنسان التي جعلته إنساناً.
حينما نفخ الله من روحه في أدم بعد أن سواه هيكل من أديم الأرض صلصالي .. وقد ذكر لنا الله تعالى في كتابه الكريم اختصاص وانفراد أدم وذريته بروح منه سبحانه وتعالى دون باقي خلقه ... وقال تعالى ذلك  بسورة (ص)
( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ ﴿71﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿72﴾ ص) ..
وفي نهاية القول اذن لايبدو ان هناك مجالاً للجدال أمام ماذكره القرأن الكريم بصدد مسألة الروح في سورة الاسراء( 85)
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَيَسئلونك عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) ...
صدق الله العظيم
فالعلم يؤكد حقيقة الوجود الإلهي من منظور يعتمد علي قوانين الطبيعة التي لازال الكثير منه مجهولاً

مع تحياتي
اجتهاد كتابة وبحث 
#حنان أبو زيد (حنان أبوزيد)

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...