أنا لست عصفوراً يُطرب الآذان...
ولا ضمادةً لكلِ جريحٍ بالعشق ولهان
أنا طائرُُ بلا جناحين تحملاه للطيران
ستار اليأس بنى وكرهِ، بعقداً مع الزمان
على شجرة خريف عمري الحيران
وأوراق العمر أحرقها غدر عشق قد كان
بنار عالية مشيدة بالألام والأحزان
قد أهلكتها الأيام كيفما تشاء دون نقصان
وبكيت قهراً ووجعاً من ظلم الإنسان
فلم يكن دمعي فقط من الأحزان
إنما الدمع يفرج الهم ويظهر البيان
ويشفي الصدور في بعض الأحيان
إنما أردت الرحيل بوادي النسيان
ها قد جفت أقلامي حبرها ولكن....
أهل لدفاتري وهي من لقاء ..؟
قطاري توقف بمحطة ظلماء ..
كرياح نهايتها إبتداء ..
وظلام فسيح بغير إنتهاء ..
كلماتي تقيدها لغة صماء ..
ويراق لها من الترف البكاءُ ..
فلا عزاء للملكات ولا رثاءُ ..
فالقلب وءدَ معه عظيم الأشياءُ
رجوتك سيدي .. لا تقترب...
ولا تحرك داخلي الهمسات
ولا تُنبش ركام دفنتها الذكريات
ففيها ما يؤلم ويوجع بالآهات
لا أصلح للحب ولن أكون ثانياً
من الحالمات العاشقات
لم أعد أغرد كالعصفور النغمات
والعمر يسافرني برحلات ومشقات
أبحر معه بلا إراده هو مقدرات
فعذراً سيدي أذيتك بأليم العبارات
أيا سيدتي .. ست الحسن والجمال
حاولت ألا أجيب فى التو والحال
ولكن نقاء قلبك ولؤلؤ حرفك الرنان
لامس شغاف قلبي بالسحر والدلال
هوى قلبي صريعاً وأعلن عشقه بالحال
سيدتي.. أنا لا يستهويني الجمال
ولا كثرة النساء ولا أبحث عن المحال
فأنا يكفيني قلبك النقي من حلال
وتتربعين على عرش مملكة قلبي
متوجة باللؤلؤ والمرجان
أميرتي لو بعدت بيننا البوادى
والصحارى والجبال
ولو انشقت البحور والأنهار والشلال
سأكون لكِ يافرسة السباق خَّيِال
يامن تخافين وتخشين كل الرجال
فليس في كثرة الرجال تُعني نضال
وليس كل رجلُُ تمنى الخيل خيال
فطلقي الدنيا ثلاث وقولي لها محال
أيا دنيا اسحري غيري فصبري عليكِ طال
قولي لها...
أنا لست دمية تُباع وتُشترى بالمال
أنا حرة هاشمية زيدية صعبة المنال
اشتريني بكلمة حب صادقة واحتويني
بالعشق والحنان وطيب الخصال
سيدتي أريدك شريكة عمري بلا جدال
سوف تجديني أخاً، أباً، صديقاً، وعاشقاً
وفارساً لك فى كل الأحلام خيال
عندها سأفتح لطيار حبك
فى قلبى كل المجال
وألتحف الرعود بالسماء والأهوال
فحلقي فى سمائي وعانقيني
واحتضني هواي واجمعي الوصال
سيدتي....
يكفيني نظرة من عينيكِ بها كل الحنان
ومهرك غالي يا صاحبة الجمال الفتان
لا يضاهيه أموال ولا جاه السلطان
كوني داعية لله فى كل أرض ومكان
فالقناعة فى القلب كنز ورضى
من ربي الحنان المنان
فسبحان من زرعك فى قلبي
زهرة يانعة في البستان
ويجعلني دواءً لروحك ولجيدك الظمئان
وأنا عابد حسنك والعاشق الولهان
يا شهرزاد العصر والآوان
أأتيني كما أتت شهرزاد لشهريارها السلطان
ولا تجعليني في الإنتظار ظمئان حيران
فلم أعد أطيق صبراً لليالي الحرمان
مَالي أَرَاكِ مولاتي صَامتة شامخة كالجبال!
يا سيدي بماذا أجيب...
أمَا وَجَدْتُ ندائي من الصمت
و ألسِنَه جرحت حبي وهجرت
وَ حروف كبريائي بِالصْمتِ قَيَدتُ
كلٌ بِالحَدِيثِ يفهمُ وقد أجبتُ
بِمَا لَيسَ لك عِلمٌ و قد عَلمْتُ
ما ضر لِسَانِ له صُنت وحُفظت
أيا سيدي...
قد أصبحت موشومة بالصدمات
أعوام خريفي لم تكف عن
سقوط أوراق تلك الشجرات
أردت أن تحمل عصاها
وترحل كالذكريات
اني أخشاها تلك الأعوام الباليات
بإطلالتها علي سنيني المُهلكات
كي لا تصبغ عليها ألوان كاحلات
أو تطفئ رونقي بتلك الصبغات
فكانت عليَّ صارمة قاسية بالحسرات
أريد رحيلها فلن أفتقد منها المسرات
مهما طالت غيبتها وبَعدت المسافات
قيودي وأغلالي كانت قيوداً عاريات
فهى أغلال من نار تكوي أضلعي البائسات
فتشتعل فيها شمسي بنارُُ مُحرقات
وأشعر بكهولة وإنتهاء أيامي المعدودات
رغم أنها لازالت كالزهور اليانعات
إنما للحديث بقية وليالي قادمات
ربما تجيب لكَ عني التساؤلات
وليالي الحرمان وإن طالت قاصرات..
#حنان_أبوزيد
الخميس ١ نوفمبر ٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق