(1)
تنهد الصبح من صدر الليل الموحش ومازال السور عاليا .
دنوت من السور ، اترقب صغيري ، اتوشح بوشاحي ،
استند الى عصاتي ، احمل قرأني
بدا الفناء خاليا حتي من دبيب النمل
زاغت عيناى ، وتاهت افكاري
اين صغيري ؟ اين صغيري ؟
(2)
تسللت ايادي الظلم في ظلمة الليل الى فراشك
كبلوك بالحديد ، حطموا كل شئ أمامهم
ابواب الدار ، اريكتك ، سريرك الصغير ،
انتزعوك من أحشائي ، انتزعوا كل شئ وجدوه
الا صلواتك ، رائحة كتبك ، ايمانك
فمازالت عالقة بداخلك
(3)
بني لا تخرج فمازلت صغير . الحرب ما خلقت لمثلك
الدار يا أماه صارت للغريب والاسر يقتلني مع الليل الكئيب
بني لا تخرج فلا تملك سوى الحجر الصغير
النار يا أماه تحرق مهجتي وليس لنا مجير
وفلسطين تجري في عروقي من لها غيري نصير
بني تمهل فللبيت رب يحميه
الذئب يا أماه ينهش في الدماء في النساء في الصغير
والناس تصرخ والكبير يدوس أشلاء الصغير
بني لننتظر مؤتمر السلام
أماه قد حرموني من أرض الخليل
وقالوا أنها أرض لهم وما جاءوا يوما بالدليل
بني عد الى صلاتك وادعوا الله يكفيك
المسجد الأقصى يئن بحرقة وتبكي في سناياه السنين
وضاعت الصلوات مني عندما دنسوا بالكفر أرض العابدين
اتركيني يا أماه أرحل وفي المساء أعود
الله يرعاك
(4)
و أفقت من افكاري على صوت الصغير أماه .... أماه
نظرت صوب الصوت خلف السور
مازال السور عاليا
حدقت من بين فتحات السور
مازال الفناء خاليا
الصوت يجلجل في أذني ، يقترب مني ، يهمس لي
" عودي الى الدار يا أماه فأخبري أخوتي
أن الشيب قد غدا شعر الوليد
أماه مازلنا نضحي بحياتنا لكي نعيش من جديد
أماه لا تحزني فأنا شهيد "
تراجع الصوت شيئا فشيئا الى الوراء
حتي تاه وسط صوت البنادق
أصوات الرصاص تعالت في الفضاء ثم سكنت فجأه
سمعت صوت خلف الباب
جريت نحو السور اترقب ما يحدث
تعالت صوت النعال تهز الأرض .... لا أرى غير النعال
فتح الباب ، خرج اثنان من جنود العدو يلقون بشئ في الخارج
اغلق الباب تعالت الضحكات تثاقلت قدماى
اقتربت من الشئ
انها جثت ابني .
" كلماتى ........... اشرف حسن "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق