الخميس، 4 أبريل 2019

"من قال أني قد حقدت عليه" 🖋 حنان أبوزيد

"من قال أني قد حقدت عليه"
وعانيت الألم ليلاً و نهار
فهوى الفراق وهجر الديار
فاخترت الصمت عبر الأسفار
و ليشاطرني قلمي له الأعذار
وأمنحه رمقاً من بين الأسوار
ليدون دمعي الأسود عبر الأمطار
فقد أدمعني وهماً يجري كالأنهار
كان معلمي خطوط الحب والأحبار
أول من سطرني مولاته بالأشعار
"من قال أني قد حقدت عليه"!
وهو لي عمراً بكل الأعمار
وقمراً بكل الأفلاك والأقمار
قد منحني وعداً وعهد الأخيار
وتجاوزنا سوياً كل الأخطار
وأكوام الأحقاد من الأشرار
اسمعني همساً وعزفاً من الأسرار
وتخطينا معاً جمرات لهيب النار
أمطرتني الأوجاع حرباً ودمار
وعكفت دهراً، و وليت الأدبار
فالجسد أضناه الوجع بالأفكار
ليتناثر على بساط صلوات الأسحار
وما يثير الفؤاد، أني التي أختار
ومن أعظم العذابات هو الخيارْ!
فقد منحَت أعمى القلب الأنوار
وقد هديتُهْ لنقاء الطريق
فلم أرى نجاة من صحبة غريق
وليس سوى الحزن منه صديق
فيعني أني قد خسِرتُ الرفيق
فهل أنْي أستعيدَ الآن شيئاً
وهل كنتُ قبلاً قد ملكتُهْ عشيق
هذا الذي أدري أنه كشواء الحريق
ومن المؤلمٌ أنْ كنتُ أدري!
وتلكَ أيسَرُها بمعانْي المواثيق
فرميتُ أحقابي ورائي
مثلَ أكوازٍ من الفَخّارْ
وأتيتُ، وكم قلت غير أتيةً
ومرَرَتُ من شوائك السِّوارْ
حسبت أرتجي نسيم الهواءْ
أو أشتهي من بائسٍ بعضَ الغناءْ
هذا فؤادي لا يبارحُ وهمَهُ
لكنهُ ذو حُجَّةٍ وقضاء
فلطالما في وهمهِ قاد المحاور
كالأسير نحو الأوكار
وقيد العواذل رغم حقدها الغليظ
لأصاحب النجم عبر الأسحار
ولو أن الأقمار تهوى البِحار
فضل الهلال عن فلكه بالمسار
فلا يغرنك عز الهوى لذكراه صار 
ولا تتيقن أن الخيال يحل ظل الدار
فعهود الهوى صارت أطلال وأثار
فما النفع وان جف الماء من الأبار
ثم قالوا: قد حَقدتُ عليه، وما أصابوا
فإذ حقدتُ حقاً، فأين من عشقهِ الفرار؟!
وهو الحب والحلم و هدية الأقدار
#حنان_أبو_زيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...