الأربعاء، 14 أغسطس 2019

الأبواب المغلقة.... حنان أبوزيد

عزفتَ تسامي الحبَّ في أشعاري  
وصنعَت الخلودُ له بعزف الرَّباب 
وبين القلب والعقل سؤال بلا جواب
حائراً فؤادي بين الخطأ والصواب
يشكو من هجراً أدماني وقد أصاب
فتغنيت لحن عمري من ترانيم العذاب
وقصصاً من أنين خلف أنهار الغياب
فتلحفت السماء والشواطئَ والعُباب
أسأل عن حلم صار في عيني سراب
اعطاني حنانَه ناياً قديماً كالغاب
فسمِعَت منه وبه العَجَبَ العُجاب
كان نبيَّ حرفي إمامي صل بي وأناب
بعد عشقٍ جفاني حينَ بَدْرُ العُمْرِ غابْ
أيا رفيقَ العمر رفقاً و لا تبادِرْ بالعِتابْ 
فقد رامَيت بالابْتِعاد جاحداً أيَّ اقْتِرابْ 
غرِست بالجيد رمحاً فنكرت شَهْدَ الرِّضابْ
شَربت خمر حناني ثملاً ونِلت فيك الثواب
ظنّنتُ العيبَ في حبِّي، فأتهمتني بالمعاب
وكلُّ العيبِ بقلبك الضبابي عاشق الضباب
كنتُ لك كالزهر المثمر جعلتني حقلاً للعَذابْ 
وجَفَّت بساتين عشقي وذوى زهْرُ الشبابْ 
وصار عمري صحراء يرجو عَطْفَ السَّحابْ 
فقد عشقتَ الأرضَ أن توارينا التراب
وتلدغُ باليراعِ وعروسُ الشعرِ تَملك اللُّباب
وحفرت أبار القوافي لعشاق الفكرِ تَرويهم شراب
وبتار الشعرِ في دمها قوافٍ فهلْ حَسَبت لقافيتها حِساب
وإنْ صَدِئتْ سيوفُ حروفها ستجليها بلسانها احتساب
لكن تُسمِّمُ منك شهدَ رحيقها الحُلوَ العذب المُذاب 
خشيت أن تَلِدَ اللَّيالي عقاربَ تُسقي السُّمَّ انسكاب 
وكتبُ ألفَ ملحمةٍ للغدر فاخترقُ الحجاب
تركتَ لهُ سماواتِ حبي فطافَ بها وآب 
فتطاولَ فاستَرقْ السمعَ فلم يجِدْ رَصَد شِهاب
و خسر من كانت ترفده نبعُ سِّحرِ حبها انسياب
فهيا ابْتعِدْ وغادِرْ قلبي وانتظر الاكتساب
فلم أرضى بالذُّلَّ يَوْماً وحان وقت الحساب 
ها أنا بعرشي أميرة لسْتُ أخشى من ذِئابْ
لم أعُدْ أخشى اشتياقاً أو رحيلاً واغتراب 
سوف أبقى ترانيم الحُبٍّ وألحان الرَبابْ
وقد ثَكلَ القلب فيك وصار كهلاً لا شبابَ
وصرفُني حبي لك عن ذاتي وفتنني الرِّغاب 
اذهب إبن عُمْري كما تشاء فلسْتُ مَنْ تتمنى الإيابْ 
فلن يعاودُني الحنينُ ولن أمسى لياليَّ رهاب
كنت داراً غير أمنة بحياتي وحانَ غلق الأبواب. 
#حنان_أبو_زيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...