الخميس، 4 يناير 2018

كان ياما ياكان .... قصة من وحي الخيال لحنان أبوزيد

أنه في حديث العصر والآوان
كانت هناك أميرة الحب شهرزان
بها قلباً نقياً يملئه الطيبة والحنان
واسمها مرسوم على ملامحها بإتقان
عاشت عمرها مع صغارها تنادي الأمان
راضية قنوعة بما يعطيها الزمان 
تعيش أحلام الرضا والعطاء بفضل الرحمن
وفجأة .. وبغير حسبان ..
ظهر لها كائن جميل لا هو إنس ولا جان 
خدرها بهمس الكلام 
وعلمها الحب مدعي الأمان
ولم تعرف عنه إلا أنه 
ملاكاً في صورة إنسان 
وجهلت عنه أنه يبدل النساء 
كل فترة من الزمان 
ولم تدرك يوما أنها سوف يأتي دورها 
في قائمة النسيان
وعاشت معه في أحلام وردية 
وقصور عروشها زهور وأشجار البستان
جعلها تتمرد على كل حياتها 
بفك القيود بالعصيان
ثم كتبت معه بدمها وقلبها 
وثيقة السماء بكل اتقان
وأصبحا عاشقان زوجان 
ليس لهما بالعشق مثيلان 
ولم تدرك أنه يخفي بمكنونه الماكر 
انها نزيلة لوقت قليل وسوف 
يرميها في بئر الأحزان 
مثلها كباقي المجروحات 
قبلها من الحملان
وعاشت معه بكل صدق 
وأذاقته من السعادة ألوان
ثم أتت لتخبرها العرافة 
حليمان سمراء الخدان
فقالت لها أفيقي انتبهي 
هذا ذئب له نابان حادان 
لا يعرف غريب من حبيب 
ووريثاً للشيطان
فقد أحرق قبلك قلوباً 
من جنس حواء بالنيران
لا يبالي غيره ونفسه متخفية 
في صورة ملاك محروماً 
من العشق حيران 
إلى أن ينتهي من فريسته 
ويرتوي من نهرها الفتان
ثم يلقيها بدمائها تنزف 
القلب والروح والعينان
غير مبالي بآلامها وأنين 
قلبها الذي كان
ثم قطفه بغفلة منها 
بقناع العاشق الولهان 
فزعت الأميرة وشعرت 
بمرارة الحزن والغثيان
وقبل أن تفيق تهامست 
مع روحها المعذبة 
هل هذا حقا الحبيب 
العاشق لروحي بكل مكان ؟ 
هل هذا هو ما سمعته 
صدقا عن هذا الإنسان ؟
أهو هذا الذي قاسمها 
عشقها ومنامها وأحلامها 
ووقعا بدمائهما ميثاق 
العشق الحلال المرصع 
بماس التيجان ؟ 
هل كان بارعا لهذا الحد 
في خداعي بالعشق الخالد 
واني بنظره ملكة الصولجان ؟
ودقت طبول الفراق وقضيىَّ العامان
وانتهت المهلة التي أخبرتها بها 
العرافة حليمان سمراء الخدان
وتحققت النبوءة الملعونة بالزيف والغدر 
واكتفى شبعاً بإرتوائه 
من دم الأميرة ولاذَ فراراً بالهجران .. 
مدعي بأن الفراق هو 
لسلامة حبنا ولهما يحافظان
ثم يخبرها بهذا نصيب ووجب الفراق الآن
وبسره المكنون الخافي عن العيون ....
هو ذهابه وهجرانه لإستعداده التام ....
لإلتهام فريسة أخرى من نساء الحملان ....
وأدركت الأميرة المكلومة بعد فوات الأوان
أنها وقعت بعشق رجلاً من عائلة الشيطان 
يتلون في أكثر من قناع وعنده الحُجة والبيان
لأنه بارع الحرف فقيه في الكلمِ حلو اللسان
يسحر فريسته بجميل العشق ويدعونه سلطان
ولم تدرك أنها تستيقظ يوما على غدر ذلك الإنسان 
وعادت الأميرة المنكوبة تجر خيبة الآمال 
لتسقط مريضة هزيلة في غيبوبة ألم التوهان 
ونسأل هنا .... هل ..... ؟
عند إفاقة الأميرة من دائها المغلف بالهذيان 
ستعود للعمر الذي كان كما كان ....
وتحتضن عمرها وكل من أحبها 
باخلاص وحنان 
لهذا العمر الذي تمردت عليه 
بجهل منها وعصيان
من أجل حلم وسراب متلاشي خسران 
فكانت تحت تأثير سحر سم العاشق الثعبان
الذي تخلى عنها وتركها تحتضر وهو فرحان
هل ..... شهرزان ؟
ستقاوم أميرة الحب وترانيم الحنان
السقوط من سماء الأحلام ومن أعلى الوديان 
وتعود ثانياً لتحتضن الحياة بالأمل والغفران
وما تبقى منها كامرأة نالت كثيراً من الحرمان
أم ستغلق عينيها وروحها وتذهب لعظيم المكان 
ليس به ألاعيب الأفاعي وسموم الثعبان 
مكان ليس فيه الشيطان بصورة إنسان 
هو نقاء الحب الخالد الخالص بالعنوان
أو يعود الزمان لصفوه ونغدو كما كنا وكان
أم آن لتلك الريح العاتية المرهقة 
تحتضن بإبتسام القلب بكل الحب والإمتنان
فتعزف الأحلام عزف الحياة ويزدهر الورد بالبستان
وبيقين بهذا المكان هو بحضن الرحمن 
حنان أبوزيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...