أيا منشدي في سحر هواي بالغزلْ
أنشدتم حديثكم عني بطيب الجُملْ
وهواكم بالعيون كان واضحاً ولَمْ يَزلْ
والحب فضاح لا يُخفىَّ كنهوض الجَملْ
وَالبَدرُ بالسماء لمَعاني الحروف اكتمَلْ
حتى ثملت الروح بارتعاشة الخَجَلْ
مَرَّت كسَحابَةِ لا ترَيثٌ فيها وَلا عَجَلْ
وفي مِثلِ ودكمُ الكريم فالجود لَم يُبخَلْ
فمن ذا صدقٍ في الحب بالقول والحيلْ
وقد فتحتم ما كان مُغلقاً وما قد قَفلْ
رفقاً بقلبي ليس لغيرَ سجناهم مُعتقلْ
فكم في سبيل الهوى قد ابتلىَّ وقُتلْ
إِذ وَثِقَ القلب بِالموعدِ الذي بعدهُ الأجلْ
وَقُلتُ بُشرايَ ها قد زالَ الهوان وَالوَجَلُ
وكاد من لطفهِم سالَ من الدمع المرتجل
فتبدلت القلوب بالجحود ونكران العملْ
فألبسوا القَلب من الأحزان رداءٌ سَمِلْ
يا مانع الصبر عن سوء حالي لا تسلْ
فصرت صريعة الهوى لا أعلم ما بي جهلْ
وأسرع إلى سهاد الليلٍ والنجمُ إذ احتفلْ
فيدبُ في أوصالي دبيباً مثل دبيبَ النّملْ
فيراني العاذل الدّاهي أني مازلتُ لم أُختلْ
لأهتدي لطريق الصواب فلا أغفو أو أضلْ
وَبِتُّ أُخفي وهم الحنين والجُرحَ لم يَندَمِلْ
حَمَّلتُ فؤادي بما لم يَحمِلُهُ جملٌ وَلا جَبَلْ
فأَمسَيتُ أَحسُدُ مَن كان بِالنومِ مُكتَحِلْ
وَأَكثِرُ الأنين والنَوحَ لِمن وارت معه الحِيَلْ
وَلَو شِئتُم نهضي لَخَفَّفتُم عَن عودي الثقَلْ
قَلبي لإِنشادكم أصم وَكَفّي بِجودكم مُمتَلْ
فَعَلتَم طيبِ ما لَم يقُل وَغيرُكَم قالَ وَلَم يَفعَلْ
رأيت منهم الأسى وَالدَمعُ كالشلال مُنهَمِلْ
وَأَثقَلُ ما في العمرُ خريفاً قد دنا و ذبُلْ
أعتدتُ من أحبتي هجراً بقطعهم الوَصَلْ
فخلت منهم الديار وأصبحت صَحرٌ ورملْ
وأصبحت جرداء المرعى بلا ثَورٌ وَلا حَمَلُ
وَوالَيتَ بالرحيل حَياءً لَولا الجَفا لَم أَرتحَلْ
فلا عزاء ولا مواساة أخترت كوني أرمِلْ
فما عاد شَفاءً للقَلب من الأسقام وَلا الغَلَل
فكفوا عن إنشاد اُنثى تُعاني ظلمة المَلَلْ
فأصبحت تذوب وتنصهر وتشوى كالمُهْلْ
ترانيم الهوى في ثَغرها ما عاد شدوها أملْ
فصار صوت أحزان ترنيمها شدواً من العِلَلْ
#حنان_أبو_زيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق