الأحد، 19 مايو 2019

أنا والشعر... بقلم/حنان أبوزيد



☆ الشعر هو رسالة وجدانية واجتماعية وسياسية يترجمها للواقع الذي نعيشه بأتراحه وأفراحه.
فالشِّعرُ هو ذاك النَّبضُ الذي يسري في نّفسي كما يسري فيَّ الدمُ، وتتشرّبُهُ رُّوحُي صِرْفاً كما لو أنه يجري في أعماقِ أعماقِي.. فمِنْ أينَ أبدأ؟ وأين تُراني سأنتهي؟

سردت الشعر في الحب أنادي
وكم سبحت في بحره الهادي
و نثرت سحر الهوى بفؤادي
وترنمت الروح همساً لإنشادي
#حنان_أبو_زيد

☆ فالشعر أحياناً له نَفْسٌ إذا أَحبّتْ فرحت وصمتت..
وأحيانا إذا أضناها الحُبّ أبدعَتْ و تألقت!!
وعندما يهبُّ وحيُ الشعر الغزلي
في غربةٍ من عمق الأرض ووطنٍ في القلب.. تنطلق الكلمات وتفيض نهراٌ يروي ظمأة الروح..

قصصت لروحي أقاصيص الهوى
وكم تطايرت بالهوى كالدخان
كتبت عن أبطال وأساطير الزمان
لأحيا بالخيال والحب وأبقيته عنوان
وعن ذكريات بقلبي وعقلي والمكان
وكأن ما قد مضى ما مضى ولا كان
وحكيت عن العشق وما به من هوان
وعن عشاق استباح الفراق لقائهم 
فعصف الهجر بقلوبهم والوجدان
وكنتُ كشهرزاد أروي قصصي للسلطان
وأعزف على أوتار الحرف كَعَزْفِ الكَمانِ
سأضل شهيدة الهوى وقلمي فيه متفانِ
#حنان_أبو_زيد

☆ ولذلك أنَّ ثَراءَ الشعر يُغني عَن كثيرِ الَكلام.. وأنَّ فراغَ القلبِ لا تملؤه إلا تلكَ الهَمَسات والنّبضات التي يبُّثها في أروع كلمات تتلألأ.. لترتدي من الحروف أجمل الأثواب..
وكأنّ الشعر في حقّه ماهو إلا نوعٌ مِن التعويض عن الفراغ الشاسع.. وجَبْرٌ لخاطرٍ حالِمٍ تكسّرتْ على ألواحه الأمواجُ، وألقَتْهُ إلى ساحلٍ بعيد.
فالشاعر الوجداني في حَيْرةٍ من أمره؛ 
هل يقضي وقته في عيش ذلك السحر ووصفِه؟! 
أم يُمضي وقتَهُ في استنقاذ نفسه من مأزقه ومنفاه؟! ثم تراه يفضّل الخيار الأول.. ويبثّ بقايا رمقه في استجمامٍ في عوالمِ الشعر وفنونه والأدب وسِحر البيان..
ثُمّ إذا أتاه وحي الشعر نسي العالم الخارجي ، وأسكتَهُ حقيقةُ الإلهام المُنجي عن التفّوه بكلمات ويغرق بالخيال.. بكلماتٍ عن الحب لا تكاد تُعبّرُ عن الحقيقة إلا بمقدار ما يغرِفُ الطائرُ من بحر.. ويصمتُ كما صمتت شهرزاد إذ طلع عليها الفجر! أو كما اختصر نزار قباني ذاتَ قصيدةٍ فقال:  كلماتُنا في الحُبِّ تقتل حبُّنا.. إن الحُروف تموتُ حين تُقالُ.. والصمتُ في حرمِ الجمال جمالُ..

ان خواطري تفصح بعض ما كان
فتستأذن الفؤاد عما خفي أو بان
وأعذبُ الشِّعرِ أصدقُهُ وأنطقه اللسان
وان ظنوا الصدقَ في جفاء محبيهم
فقد كذبوا وكان جحودهم بهتان ونكران
وحسبوا ان الكذب بالهوى هو التبيان
والحُبٌّ طُهْرٌ، و من أحب بعفةٍ ما خانَ
والغدر بالهوى يشعلَ في القلب النيران
فلا يستطِبُّ القلب إلا مع من يهواه فرحان
#حنان_أبو_زيد

☆ وأنَّ أصدقَ الشِّعرِ عفو الخاطر..
إنّه الإلهامُ الأصفى.. والبيانُ الأوفى..
وأكثر الشعر إخلاصاً هو ما يأتي مملوءاً بالدّمعِ..
دمعِ قائله الذي نطقَ قلبُهُ قبل نُطْقِ لسانه
وأكثرَ الشِّعرِ حياءً هو ما يأتي ليواري الدُّموع..
دُموعَ قائِله، ودُموعَ قارئِه.. معاً.
والخوفُ من الفراق في الحب يُضفي للمحبّةِ من مشاعرنا الرهيفة والرهيبة..
لولاهُ ما زادتْ محبَّتُنا، وما فعَلَتْ بنا الأشواقُ فِعلَتَها العجيبة!

سأقول آخرَ كِلْمَةٍ في السطرْ..
وأنا المُحبة للهوى والشعر
أضمُّ حروفي بقوة في الصَّدرْ
لتكُون كالعروس الجميلةَ 
بعيدة عن كُلَّ خوف أو قهر
فتتجمل كنجوم الليل والقمر
كأجمل قصيدة وأروع نثر
#حنان_أبو_زيد

وأخيراً
هل يَرى الشَّاعِرُ صورته في مرآة الحقيقة، حينَ يخلو بنفسه برحلته الإبداعية بقطار العمر بعيداً عن منغصات الحياة؟
حنان أبوزيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...