الاثنين، 23 أكتوبر 2017

حرف النعاس .... بقلم الشاعر المبدع محمد علي الشعار

يخيط القوافي صوت البلابل 
وبالقلب ترعى صبايا الأيائل 
أناجيك ليﻻ بحرف النعاس 
و أربط نجما بذيل الجدائل
قطرت بكفك حب الندى 
ولي في بريد الشموس رسائل 
و تلقين عرجون ليل صغير 
ليسهر في الحبر رمش المغازل 
تعالي نولد صدى من رؤى 
كما سرت أمس بماء الجداول
سأسكن كوخا بليل ضرير 
و للروح أعلى البدور منازل  
يسرح ظلك ظل الغروب 
و صلت على مرفقيك السنابل 
تسلمت منك كتاب الأثير
بجنحي سﻻم و منقار زاجل
لبست حفيفا بنجوى الحرير
و من لمس ثوبيك هبت خمائل 
و أنفش ريشي و ريحي أسير 
ليلمع بالقيد وجه المناضل
سأطعم ثلجي لظى مشتهى 
و أغمس ضلعي بتلك السوائل
لبست خضارا بخضر العيون 
و خلفك للنخل حجت قبائل 
تعبت و أفلت كل الحبال
فليس لجمري و نارك حائل 
نكذب ألف شراع رسول 
و ما من وراء اﻷكاذيب طائل 
هربت ﻷقصى منافي الوجود 
و ظل علي خيالك مائل 
ركبنا الغياب زوارق ذكرى 
و مجدافها بعد جفني المفاصل 
و يا أفق ' لو تنحني مرة 
لعطفي لثما' فقال : أحاول 
يدل العبور على من سرى
و باق بمغناك يا روح زائل 
ذويت ولم يبق غير الخيال 
على برد صار و طرفي جائل 
سترجع من واهياتي الذرا
و للخيط نور على الفجر هائل
و زائرك اليوم حتى السحاب
و كم صاعد في السموات نازل ؟!
و ماذا سيبقى لمن في السفين 
أهداك بحرا و أهداك ساحل ؟! 
نروي دواما مدى بالمنى 
و حق لنا أن نكون البدائل 
إذا بلغ الحلم طرف الوساد
تﻻشى ولم تبق منه مراحل
نفذت وراء المحال المهيب 
و دونت رسمي على الباب سائل 
هجرت الصحارى و ما زال يجري
بحادي السراب ندي القوافل 
و هذي الغواني رقصن احتفاء 
على روسهن كؤوس اﻷوائل 
تكاشف غيب فيوض و ما أب 
جدياتك البيض إﻻ وسائل
خفقت فراشا و عريت روحا 
و رديت نورا بريشة ذاهل 
و لم تدر من سكرة أين تمشي 
على اﻷرض أم في الفضاءات ناعل 
تفتش عن سرب ذاك اﻷصيل 
و من جمع ورديهما أنت حاصل
تنوء الجبال بحمل الفؤاد 
فزكيت ياء المنادى بكاهل
ستدخر الشوط بعد الرماد 
و آخر دعوى رياحك صاهل 
منحت يدا و يدا ﻻ ترى 
و عدت بأكمام فقدك نائل
ستسمع همسا أنين الورق 
وإن أنت من قبل عن آه غافل 
سأخلع بزة جابي الرحيق 
لتعلم سلماي من كان عاسل . 

محمد علي الشعار

21/10/2017

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...