الثلاثاء، 10 أبريل 2018

وحيٍ زائر.... بقلم حنان أبوزيد

الأناقة في أشعاري.. تستوطن أركاني..
وتسمو في أفاقي.. تتحلى بأشجاني ..
لتحفر اسمي وعنواني
ودون إبداعي ..الروح ضالة من كياني .. 
وتعود بأن أمسك قلمي ويحضرني ملاك أشعاري... وليس شيطاني.... 
كما يقولون أنه (شيطان الشعر) لأنه موهبة من الخالق الباري... وكل هبه يمنحها الخالق لمخلوقاته هي منحة ونفحة ملائكية.... 
وعندما زارني وحي الشِعرُ للمرة الأولى…
شعرت بنشوة غريبة تسري في عروقي 
لتتحول في كل خلية من خلايا جسدي 
إلى حرفا …ثم كلمة ثم قصيدة…
لم أدرك حينها مصدر أو ماهية ذاك الشعور الغريب الذي بات يعتصر قلبي 
ومخيلتي نازعاً منها روح الحياة… 
متجسداً فوق ورقة… أو قصاصة صغيرة… بأبيات لا أستطيع الآن أن أدعوها شعراً 
لما فيها من اختلال بالعروض وزنا ..
وعندما نضجت فكراً شيئاً فشيئا
وجدت بأن الشعر على صاحبه نقما … 
يقلب ليله نهارا ... ونهاره ليلا ...
يقرّح جفنه ويقض مضجعه… 
ويردي به في نهاية المطاف سهدا
وكانت البداية… 
وبدأت المعاناة تتجلى بصورتها الحقيقية… 
ولكني ورغم ذلك ما مللت يوماً عن استقبال وحي ذلك الزائر الموحي 
وفي أية ساعة شاء … 
ومهما كانت حالتي النفسية ...
أو الصحيّة … 
إلى أني أصبحت وإياه صديقين لا نفترق أبدا، إلا حين يرثي لحالتي ..
فيدعني أستسلم للنوم لساعات قليلة 
يطوف خلالها أحلامي ليعودني صباحاً 
بحجة جديدة يبرر بها سبب زيارته … 
ومرت على صداقتنا أعوام كثيرة 
ولا زلت حتى هذه الساعة 
لاأستطيع أن أفهم مزاجه وتقلباته… 
ولكننّي أحببته رغم كل شيء… 
عشقت سهره وآلامه ولياليه المضنية… 
بل ازددت ولعاً به في زمان 
بات فيه الصدق تملقاً… 
والعشق حلّة قديمة مهملة
في خزائن مغبرة مغلقة 
ننفض غبارها حيناً لنستخدمها 
في حفلات الخداع والمراوغة … 
بالشعر وحده دخلت رياض النقاء 
والعذوبة والأصالة … 
فحولت الكره والهجر والغدر والفقر والجوع والقتل والدمار والظلم والخيانة… 
إلى مدينة فاضلة تنأى عن سمائها أدران الظلام 
وواجهت مصاعب الدنيا … 
وأنا لا أملك إلا دفتري الصغير من الأمل 
ويراعاً من الصدق مع الذات 
كلما نضب مداده أترعته 
بقطرات من دمي أو دموعي …
بالشعر وحده قبلت خد محبوبي 
وأسكرني رضاب شفتيه… 
واختصرت له روعة الكون وعظمته 
في جورية زرعتها بين أهداب عينيه …
وارتشفت معه نهر الحب وقطفنا زهور ربيعيه 
حتى أمست مشاعر الغضب والكره عندي … عتاباّ رقيقاً … 
أو صرخةً صادقةً… 
أو رجاءً واسترحاماً ونجوى … 
لقد اخترت قصائدي وحاولت قدر الإمكان 
أن تكون منوعة في مواضيعها وبحورها … وقوافيها… 
علماً أن الطابع الرومانسي والوجداني هو السمة الغالبة فيها… 
وقلّما هّمني شكل القصيدة التي سأصور بها أخيلتي ودفقتي الشعرية … 
طالما أن هناك إطاراً فنياً سأرسم ضمنه لوحتي الإبداعية … 
ولكن هذا لم يمنع أن تكون الصفة الغالبة على حروفي وقصائدي 
هي الصفة الاتباعية " الكلاسيكية " وكثيرا من السجعية للمحافظة على القوافي والنغم الموسيقي بالقصيد وانطلاقاً من إيماني بقدرة لغتنا العربية في كل زمان ومكان على تجسيد أحلى الصور حتى باستخدام 
ألفاظ ربما تكون سهلة في مخاطبة القلوب بصورة مباشرة .. أو مؤثرة بالاحساس .. 
وبات من الأحرى بنا إعادة رونق ونفض غبار السنين عن لغتنا العربية الأصيلة لتصبح محببة لكل الفئات والعامة سواء من المثقفين وغير المثقفين … 
لأنها دم يسري في عروق كل عربيّ أصيل.
أتمنى أن تنال قصائدي وحروفي المتواضعة هذه جانباً من إعجابكم … 
علماً أن كل ما ورد في حديثي وقصائدي وجهة نظر عامة وبعضها شخصية في العشق والجمال والطموح والأمنيات وقرب أو بعد المسافات 
وهي قد تصيب في مواضع لتخطئ في أخرى 
وجلّ سبحانه وتعالى الذي لا يخطئ أبداً .

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...