الثلاثاء، 30 يوليو 2024

(هيّا لنلعب النرد سويًّا) بقلم الأديب محمد سيد الهواري

 هيّا لنلعب النرد سويًّا 
أربحُ مرةً وسأخسرُ لك مرتينْ 
لنلعب على قافيةٍ 
نستنطقُ النردَ ، حتى ينشد قصيدتينْ 
الأولى للغريبين،  أنا وأنتَ
حيثُ لا هوية ولا وطنْ 
والأخرى تتغزلُ في تُرابنا الوطني 
لا حاجة لي في الليمون
أريد قهوة مُشبعة برائحة الهال
حتى  أظل محتفظًا بطعم عروبتي 
"الوحيُ حظُّ المهارة إذ تجتهدْ"
فماذا إذا إنقطع الوحي؟
هل ستموت المفردات ويظل الشعر 
روحًا تبحث عن جسدْ 
هذا النشيج الذي يسري بداخلنا 
كالنَفسْ
هو ذاته الوحي الذي يبعث الشعر 
فيُخْفضُ من غلواء الحزن، ويجعل 
للروح مُتنفّسْ 
ها قد ربحت الجولة الأولى ، فاجتهد 
لأخسر لك الجولتينْ
وما أن تشرب كأس نبيذك
حتى نمضي ونسير في دروب المجاز
لعلنا نجد مجاز وطنٍ نعيش فيه بكامل حريتنا 
أجد فيه نيلًا فأجلس على ضفافه 
أرتجل شعرًا ، أتغزل في حبيبة سابقةْ
وأرجم فيه قمرًا يضحك لي كالغبيّ 
وتجد فيه  سور عكة بلا سياج
وتجلس على بحيرة طبرية أو تنزل من الكَرْملْ
وتتدحرج من عليه وأنت تلهو 
حتى تسقط مغشيًا عليك كريشة على الرملْ 
إن المجاز فسحة لمن فقد الحضنَ والوطنْ
نسير في دروبه نتقلب بين البلاغة والسردْ
نربح حينًا ونخسرُ حينًا تمامًا كلاعبِ النردْ
بقلمي محمد سيد الهواري

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...