(البرواز العربي) بقلم الأديب: د.معمر محمد بدوي

وأنا.... المأسور حينا 
والبرتقالة السجينة 
والزيتون دمعا... وطينا 
يا هذه الأمانة 
والرهينة...!
وقميص أنفه الماضي حزينا 
وحقائبي 
دواليب.... المنفى وتجهلينا
ليلى..
على البرواز ترسمينا 
وعلى أبواب بلقيس 

تستقبلينا 
شوقا 
كالصلصال من زمزم 

الفرات تسقينا
أيا.... ليلى 
أرسمينا .... ولونينا 
لماضي 
كان الشرف يستبق إلينا 
وهوى من خلاصة 
على باب القيامة كنا عابدينا
ومن يافا 
إلى الأنبار كنا... 

سواسية وتساهرينا 
وعلى خصر الحب 
كانت البلابل تهفو 

حنينا وتراقصينا 
كعناق نيلين 
الأبيض والأزرق 
على مقرن الخرطوم... 

تراسلينا 
وأرسمينا
أما آن الذكريات 
كأشباح ... الخيول تلاحقينا 
وأنا أهرع إلى حضن دياري 
هناك على تونس... توالفينا 
كأمرأة أمازيغية 
تسطر السلاف... وتروينا
وإذ.. جندلنا جلل الكروب 
لهفا من كأس الهوى 

وفودا تبعثينا 
وأنا أغار 
أنسى وقار الماضي 
أجثو على عكاز الحاضر... 

وتحاصرينا
هناك...
وهنا لوحات من ... 

غبن الضياع... ألا تذكرينا 
يا هذه ... كلما هبطنا مصرا 
هزنا الشوق لطنطا وتلاعبينا
وكلما سافرنا... شمالا 
أوثقنا العهود ... مهور وفاء 
وللجزائر ظلال من ... 

حسان ومسكرينا 
كجميلة للذكرى نالت 

الشهادة ونحن صابرينا
الآن نبكي 
على جزع يمننا... الخصيب 
والهوية...
والبطاقة دمي العربي... 
الخيل 
والسيف ... بدرا 

واحدا شاهدينا 
أيا امرأة 
من زلفى سلسبيل 

جذوري تعاودينا
يا ... ليلى أرسمينا 
على البرواز العربي أشهرينا 

بقلمي/د.معمر محمد بدوي 
السودان 
26/6/2024