ياطيبة أين النور و البريق؟
أين ظلك؟ هل ضل الطريق؟
أين خطواتك أغُرست برملٍ سحيق؟
صُرِّيها في منديل واحكمي الغليق
و ابسطيها على الدروب والمضيق
والعُشرة والدم والنسب العريق
هيا سوياً ندخل النور للرفيق
من الصباح حتى الشفق
ومن الشفق حتى الغسق
و القمر إذا اتسق
لابد مروره من النفق
ونستعيذ برب الفلق
هيا ياطيبة....
نجلس سوياً بظل العطر الرميق
نتعاطى ضحكات اسطورية
و نحتسي كأسين من الرحيق
نتبادل الحب الرحيم الرقيق
نقرأ عليها باسم الذى خلق
ونقرأ حرف هجاء قد سبق
ونسكب عليها صهيل الألم
في سكون صمت زهق
و نلقيها في عصف مرق
بسنينِ يانعة كخضرة الورق
وقلوب زهقت شهق
ونلقاها على ظهر جياد
فزعت من حوافرها الصعق
تهرع كلّما اشتدّ رهان السبق
وظهرت ملامحها في آخر النفق
ياطيبة هيا نلقاها
في وجوه الحاضرين
والفرحة كلما الباب طَرَقْ
نلقاها في الشوق والحلم
في الهجعة وإن طال الأرق
نلقاها في ظل ضياء شرق
لنجفف الدموع من غدر رشق
ونلقاها بآخر رمق
وقفت بحد الكفاف
فأتت ظلمة السنين
نهضت على ذات النسق
بسطت يديها على الحنين
ونثرت على الجارحين النبق
ياطيبة هيا....
لِملميني على ثراكِ الحزين
واعفيني من هذا الرهق
وابعثي سلاماً صفق
على الراحلين..
الطيبين..
الصادقين..
الذين جمّلوا العالم هناك
وبراءة طفلة وملامحها من رؤاك
موؤدة أيتها الطيبة على التراب
موؤدة براءتها كانت فى حشاكِ
رأيتك تضمدي عليها أحزانك براك
و رأيتك ..
في البعث في هيئة ملاك
في جيدك باقات النجوم
و في يديك أغصان الأراك
أنا رأيتك بأحلامي..
في ذلك اليوم العظيم
فرحة ونشوة أردّد غُناكِ
بترنيمك العازف الرخيم
فتحت معها في الضيق
نافذة النسيم ..
لتمرق الأرض من رحم الأديم
تفتح مصابيح النقاء الحليم
في عَتمة الليل البهيم
ورأيتك....
وقد عبرتُ معكِ ..
حبل الصراط المستقيم
و مرقت أجمل ما يكون
روحاً على كف النَّعَشْ الكريم
مرقت معكِ اكثر الحسنات
وسار وراكِ نعوش الطيبات
ركّنوا على أنهار الغروب
ردحّن على حِس الهبوب
فغشّاني ماءً رهيب
و شنقّنِّي حبل ظمأ مغيب
وأفاقني....
ضحكات الحزن الغريب
والنجمة تشبهك من قريب
بين الطريق العسيس
والرؤى بصيص حسيس
رُدمت من خوفي الرميس
وبكيت من دواعي الخيبة
و الحظ تعيس..
ياطيبة...
قد سرقوا صهول الوجع
من خلف الكواليس
فردتي يديكِ للحريق
فأصبحت أصابعكِ شموع
والقلب كان جزاء الونيس
و بكيتي والدم مطروح
تضحكي والفؤاد مجروح
لمعَت دياج الأرض
بضياء الفوانيس
فلا تلبسي ثوب العطش
وتلفحى بالفرح للونيس
و ادخُلينى معكِ في حنين
يا طيبة من باب الطيبين
مفتوحة أبواب الفراديس
#حنان_أبوزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق