الاثنين، 20 أغسطس 2018

( قلعة العشق ) بقلم حنان أبوزيد من ديوان ترانيم القلب


قُلتُ :
يا أَمير روحي
يا أنا .. بحنايا صروحي
أين أنا من روحك ؟
قالَ :
يا أَنَا وكيف أكون أَنَا ؟
وأنا مسكنك ومحرابك
وحنيني يزْرَعُ عَلَى جَبِينِكِ
خضوع تَراتيل عشقي وصلاتي
تَخَبَّرَكَ  إنكِ طقوس مناسكي
قُلتُ :
يا أَنت الذي احتلني
من كل الكون
وأصبحت الشراع والْحُصُونَ
لِمَ عِشْقِكَ يأتيني
بهمسات الشُجونَ !؟
والفؤاد بِكَ لمجنون؟
ولِمَ تشتاق لك أنتَ الْعَيُونْ ؟
قَالَ :
يا مِنْ صُلبت عَلَى قلعتك حُصُوني
لتستقر فِي عَيِنيكِ بشَوَّقَ جُفوني
والحنين ينساب مَعَ دمع عُيوني
ليدق بَابُ محرابك
وقلعتيِ أَرهقها الْظمأَ
فهَلْ ترويهاُ دَفءُ أحضانك ؟
حَتَّى تورق بفؤادي أزهارك
قُلتُ :
أَحضاني تأنُ بجنين أحشائيِ
وتبعثرت في الأفق أجوائي
وتناثرت بين الآهات أشلائي
والاختناق علا في أرجائي
لا رحيق لا حياة لا هواءِ
متعطشة بالحنين للماءِ
هَلْ تَأَذن لِي أَمِيريِ بالارتواءِ
قَالَ :
لَا اختناق فقلبي حصنك وحماكِ
وجُيوشِ اِشْتِياقِي ترتقب رضاكِ
وَفُرْسَانَ عِشْقِي تَدَك شراعكِ
بقلاع روحك أسيرة عينيكِ
قُلتُ :
أعِدْ لنبضي مَا احتليته عنوةً
فَقَدْ تركتني ضعيفة بلا عروة
بَلَّا رَوْحَ بَلَّا ملامح
بَلَّا اِسْمَ بَلَّا عزوة
بلا عزف بلا غنوة
بَلَّا تَارِيخَ بَلَّا وُجُودِ
فَأنْتَ كُلَّ وُجُودَي
وقوتي وصمودي
قَالَ :
تُعلنْ جُيوش أَنفاسيِ
مَعَكِ إشتياقيِ
وَعِشْقي لكِ يَكْفِي
يمَلَأَ ماء أنهاركِ
قُلتُ :
أَنَا مِنْك موجوعة لغيابك
أتشوق لهيباً لعطر أنفاسك
لَا تَبْتَعِد فَقَدْ أَرهقني طول الطريقْ
فَمِنْ يا حَبيبيِ غيرك يَطْفَئ الْحَرِيقْ
فبغير وجودك لا رحيقُ لا بريقْ
قَالَ :
مَاءَ قلبي لكِ تحتويه الرَّوْحِ
وأنا لكِ بَلْسَمَ لالتئام الجروحِ
كوني سمائي وبيت قصيدي والبوحِ

قُلتُ :
أَنْتِ تَحْتَلّ مني روحي طَوَاعِيَةَ
وأَنَا الَّتِي كَانَتْ قلاعُي عالية
للأوزارِ محصنة ولها عاصية
قَالَ :
هَلْ تظنين أن جُيوشَ عشقي
مِنْ اِحْتَلَّتْ روحك وأنفاسك
فلَقَدْ أَرْسَلَتْ لَكِ
بعضي وكُلَِّي وَأجزائي 
جوارحِيِ وَأشيائي
أَنفاسَي عَمَرَي وهوائي
ماضيىَ وحاضِرَي وهنائي
يُطَلِّبُ التطهر بالسجودِ
فِي مِحْرَابِ عَيِّنِيِكَ باحتوائي
قُلتُ :
كَنَتْ أظن نَفْسُِي أميرة صامدة
امرأة آمرة ناهية رائدة
كَنَتْ أَحِصْنَ ذاتيِ
بقلعة إعتصام العشق الشاهقة
قَالَ :
ظننت نَفْسُِي بالماضي
ملكاً وسلطاناً أمْلِكْ الكونْ
كُلَّ الأشياء بجنون
فوجدتك أنتِ كل الكونْ
وَأَنَا بِدونِكَ لَا أكونْ
قُلتُ :
لِمَ رَأَّيْتُ شِراعك
مقتربة مِنْ أنفاسي
أَذْعَنتُ لَكَ احتوتُيك
بكل حواسي
أَصْبَحَتْ  مِلكاً لَكَ
يا دِيوانَ عشقي
أَصْبَحَتُ أئْتَمَرَ بأمرك
وأَتَنَفُّسَ عَبِقِكَ
فأَصْبَحَتْ بعضاً مِنْك
قَالَ :
أميرتي .. أَنَا أمير قلبك
وفَارِسَ أحلامك
مِنْذ زَمَنِ بَعيدِ
أَبَحْرَ فِي بِحارِ عينيكِ
وتأسرني شراعك
أَتَوسد سُهادك 
وَتُحَمِّلُنَّي رواسي جفنيكِ
إِلَى مَنْفًى قلاعِك
فأذوب بَيْن أهدابك

قُلتُ : ْ
أَنْتَ خارطتي وتكويني
قَالَ :
ياعشقي ..
أَنّْتِ الكَوْنَ يُسْكِنُهُ قلبي
ولكِ عشق تراتيلي ..
#حنان_أبوزيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...