يوم من الايام
------------
اليوم الثالث
مرت الايام والسنون من عمرى دون أن أعرف معنى جملة (العلم نور الحياه)
تذكرت تلك الجمله حين كنت أرتشف قهوتى فى كوبى الزجاجى وأدخن سيجاراتى فى أنتظار ساعتى الموعوده لأعطى لها دواء القلب والضغط والسكر .
تذكرت أن الشقه التى اقطن بها يوجد به حجره مغلقه منذ ما يقرب سبعة اعوام
أي منذ رحيل والدى ، تلك الغرفه والتى تسما غرفة المكتب ، تيقنت اننى لم ادخلها من ذلك اليوم الذى تفى فيه ابى رحمة الله عليه، فحدثت نفسى متسألا :لما لا أدخل وأعرف أسرار ابى التى لم أعرف عنه شياء ،لعلى أجد الونس لأقتل الملل الذى يريد هو ان يقضى على ،فعبثت بمحتوياتها وأدراج المكتب لعلى أجد سر من أسرار هذه الغرفه ،ووجدتنى واقف امام مكتبه مليئه بالكتب والدراسات العلميه والادبيه والدينيه والنفسيه والفلسفيه وشتى المجالات ،وصدمتى حين رأيت خيوط العنكبوت كبف نمت وترعرعت عليها ،وكم الاتربه التى أذا جمعت صنعت جبل ، فحزنت لكونى مهملها ، ونهرت نفسى لعدم الأهتمام ، وعاتبت نفسى كيف يكون لدى كل هذه العلوم والثقافات وأشعر بالملل ولم أتجراء يوم على تناولها وقرائتها ،أ لهذا الحد أنا مغيب بملذات الحياه الفانيه التافه ...
وأثناء عبثى بمحتويات المكتب ، وجدت شئ يخصنى ، شئ كان لى منذ ما يقرب 25عام ، فوقفت اتأمله وأتذكر صبيا معه ، أنه كتاب( عقلة الأصبع ) وتذكرت مرحلة الدراسه الابتدائيه ، وكم كنت طفل شقى ، وكيف كنا اطفال لا نعرف شئ عن الحب والعشق والغرام ، كنا نظن أننا وبنات الحى والدراسه اخوه كما كان يعلمنا ابائنا ، حتى أنه فى يوم أعطتنى أحدى زميلات الدراسه كتاب عن الحب والشعر لكاتب لا اتذكر اسمه فقلت لها : ما هذا الكتاب ؟ فقالت لى : لقد اخذته من وراء اخى الكبير ، كان يكتب منه فى ورقه مزخرفه بالورود ويضعه فى جواب ويرسلنى به الى جارتى وزميلته فى الجامعه ،فضحكنا لكوننا حرمنه من هذا الكتاب ، لم نعرف وقتها أننا نفعل شئ يحرم شقيق زميلاتى عن تعبيره لزميلاته فى الجامعه عن حبه لها ،بالعكس كنا فخورين بذلك ، والحق أقول لكم : كنا فى غاية السعاده عندما قولنا له انه أذا اراد الكتاب أن يحضر لنا شيكولاته وشيبسي ، عقول اطفال ، أصدقائى أقول لكم اننى كنت فى غاية السعاده حين أزحت خيوط العنكبوت والأتربه عن المكتبه ، ورأيت كُتب الأدب والفلسفه والشعر والعلوم والتاريخ والطب والدين مبتسمون كونى اعدُت لهم بريقهم مره أخرى ،وعهدتهم على أن أعود لهم كل يوم لنتحدث عن أعمالهم ومحتوياتهم ، فكم كانت سعادتى لوجود سقراط وأفلاطون وأبن سينا والعقاد وطه حسين وشوقى وموللر ، وسعادتى اكثر لأننى وجدت أبن كثير وأبن القيم وصحيح البخارى والشعرواى والامام الغزالى ، وسعادتى الأكبر أنى وجدت أغلى الكتب على الاطلاق وهو كتاب الله (القرأن الكريم ) ....
مرة أخرى تنطفئ السيجاره بين يدى من دون أن أخذ سمن منها......
احمد عباس
------------
اليوم الثالث
مرت الايام والسنون من عمرى دون أن أعرف معنى جملة (العلم نور الحياه)
تذكرت تلك الجمله حين كنت أرتشف قهوتى فى كوبى الزجاجى وأدخن سيجاراتى فى أنتظار ساعتى الموعوده لأعطى لها دواء القلب والضغط والسكر .
تذكرت أن الشقه التى اقطن بها يوجد به حجره مغلقه منذ ما يقرب سبعة اعوام
أي منذ رحيل والدى ، تلك الغرفه والتى تسما غرفة المكتب ، تيقنت اننى لم ادخلها من ذلك اليوم الذى تفى فيه ابى رحمة الله عليه، فحدثت نفسى متسألا :لما لا أدخل وأعرف أسرار ابى التى لم أعرف عنه شياء ،لعلى أجد الونس لأقتل الملل الذى يريد هو ان يقضى على ،فعبثت بمحتوياتها وأدراج المكتب لعلى أجد سر من أسرار هذه الغرفه ،ووجدتنى واقف امام مكتبه مليئه بالكتب والدراسات العلميه والادبيه والدينيه والنفسيه والفلسفيه وشتى المجالات ،وصدمتى حين رأيت خيوط العنكبوت كبف نمت وترعرعت عليها ،وكم الاتربه التى أذا جمعت صنعت جبل ، فحزنت لكونى مهملها ، ونهرت نفسى لعدم الأهتمام ، وعاتبت نفسى كيف يكون لدى كل هذه العلوم والثقافات وأشعر بالملل ولم أتجراء يوم على تناولها وقرائتها ،أ لهذا الحد أنا مغيب بملذات الحياه الفانيه التافه ...
وأثناء عبثى بمحتويات المكتب ، وجدت شئ يخصنى ، شئ كان لى منذ ما يقرب 25عام ، فوقفت اتأمله وأتذكر صبيا معه ، أنه كتاب( عقلة الأصبع ) وتذكرت مرحلة الدراسه الابتدائيه ، وكم كنت طفل شقى ، وكيف كنا اطفال لا نعرف شئ عن الحب والعشق والغرام ، كنا نظن أننا وبنات الحى والدراسه اخوه كما كان يعلمنا ابائنا ، حتى أنه فى يوم أعطتنى أحدى زميلات الدراسه كتاب عن الحب والشعر لكاتب لا اتذكر اسمه فقلت لها : ما هذا الكتاب ؟ فقالت لى : لقد اخذته من وراء اخى الكبير ، كان يكتب منه فى ورقه مزخرفه بالورود ويضعه فى جواب ويرسلنى به الى جارتى وزميلته فى الجامعه ،فضحكنا لكوننا حرمنه من هذا الكتاب ، لم نعرف وقتها أننا نفعل شئ يحرم شقيق زميلاتى عن تعبيره لزميلاته فى الجامعه عن حبه لها ،بالعكس كنا فخورين بذلك ، والحق أقول لكم : كنا فى غاية السعاده عندما قولنا له انه أذا اراد الكتاب أن يحضر لنا شيكولاته وشيبسي ، عقول اطفال ، أصدقائى أقول لكم اننى كنت فى غاية السعاده حين أزحت خيوط العنكبوت والأتربه عن المكتبه ، ورأيت كُتب الأدب والفلسفه والشعر والعلوم والتاريخ والطب والدين مبتسمون كونى اعدُت لهم بريقهم مره أخرى ،وعهدتهم على أن أعود لهم كل يوم لنتحدث عن أعمالهم ومحتوياتهم ، فكم كانت سعادتى لوجود سقراط وأفلاطون وأبن سينا والعقاد وطه حسين وشوقى وموللر ، وسعادتى اكثر لأننى وجدت أبن كثير وأبن القيم وصحيح البخارى والشعرواى والامام الغزالى ، وسعادتى الأكبر أنى وجدت أغلى الكتب على الاطلاق وهو كتاب الله (القرأن الكريم ) ....
مرة أخرى تنطفئ السيجاره بين يدى من دون أن أخذ سمن منها......
احمد عباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق