الخميس، 30 أغسطس 2018

عهد هوانا.... بقلم حنان أبوزيد


لِمَ جفا القلوب وأين ضاع عهد هوانا؟!
لازال الفؤاد في هواكَم بالنشوى ظمأنا 
لن تستطع الروح لعشقكم نسيان ماكانَ
أقدارُنا سَاقت جمع القوافي للقيانا
وبين ضلوع القلب سكن الحب رئتانا
ونهضتُ من سهادي وإن كنت غفلانا
يفداكم من كان عاشق هواكَم وصانا
طيفكم بين الجفنين والأهداب بحمانا
عزفكم إن غابِ، القلبُ يناديكم ولهانا
ملَ إنتظاري والهوى فيكم ذابَ تحنانا
يا أول من مسح همي ومن العين دمعانا
تتسابق لكم شراييني وتراق لنبضكم دمانا
يا أجمل من بعالمي، اسمكم كالشهد بفمانا
من يلوم العين ان سكبت أنهاراً وأحزانا
أه من قلبُ كُسر بين الضلوع ووراه ثرانا
ليتني وسط الخلا أظمأ، وتجوع شفتانا
وأرى أحبة الروح كي أنسى جرحاً مُهانا
بين السُحبُ والسماءَ، ألم حطم عنفوانا
بين سهر الليل حسرةُُ، يسقينا سُم شهدانا
وصرخةُ بين الدروب الموحشة علت كتمانا
ومن يصبر على جور الحياة بالظلام يغشانا
يموت الحنين وتندثر فرحة ما تمها الزمانَ
تمتطي الحروف الألام وتلجمها جيدانا
أيها البعيد القريب تفداكم الروح ونبضانا
جئتُ من ظلامي، عسى أسعد من نوركم شهبانا
أنتم رموزي الباقية وما مضى 
مقدم لكم العمرُ، فداكم لعمركم قربانا
#حنان_أبوزيد

الأربعاء، 29 أغسطس 2018

المصير.... بقلم حنان أبوزيد


"وأنا كل ما أقول التوبة ترميني المقادير"
صدقاً لي دواوين لكن يخونني التعبير
كان عشقك مؤلماً وطعناتك بلا ضمير
علمتني الندم والوجع بالخطى مشاوير
ياقاتلي لم يعد لكَ في القلب المعاذير
النفس مُنيت والمفارق هبت كالأعاصير
يكفيني لهب الروح أشعلها هواكَ السعير
في جوفي جمرُُ أخفيته عن الجماهير
وأسفاه لحرفي وقت الهيام دَوَنْك أمير
ووقفت احتراماً للغرام يستحق التقدير
قلبك هويته وقتلت الحب الخالد الأثير
ياحبيب الروح هيا حرر فؤادي الأسير
شكى القلب أحزاناً من هجرك والتقصير 
الحب جف نبعه بأنهارك والحزن كالبير 
قد فقدتني وكنت كالظل لعشقك يسير
سواد الليل فاز على قلبك بالتفاسير
ظلمتني والظلم من الحبيب مُر التأثير
حذرتك تحفظ هواي ألف تحذير 
لا عففت نبضي ولا حفظت عشك كالطير 
تمنيت لي جناحان وأحلق عنك وأطير
كي أجد عاشقاً أخر في الحب سفير 
لن أعاتب هواكَ أرهقني وتجمد التفكير
قسيُ القلبُ، وقلبي رحوم منك يستجير
عساني الله يلهمني الصبر ولأمري التدبير
يا الغايب الحاضر لقاؤنا مصيرُ من القدير
والفراق كتبته بعندك وغرورك الكبير 
الروح لا تصلح بلا شمس فلم تعد تُنير  
عشقك كالثلج قد جُمد وأصبح كالغَديرُ 
وها قد افترقا القطيع عن العشير
وأنت بالقسوة قائدُُ ومبدعُُ خبير
وأسأل الله يبدل فؤادي وعنك أستخير
ما مضى سوف أنساه والدنيا مداوير
وإن دارت الأيام فذكراك بالقلب بالخير
وها أنا أرحل عن دنياكَ بعزة وتقدير
#حنان_أبوزيد

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

ياطيبة.... بقلم حنان أبوزيد


ياطيبة أين النور و البريق؟
أين ظلك؟ هل ضل الطريق؟
أين خطواتك أغُرست برملٍ سحيق؟
صُرِّيها في منديل واحكمي الغليق
و ابسطيها على الدروب والمضيق
والعُشرة والدم والنسب العريق
هيا سوياً ندخل النور للرفيق
من الصباح حتى الشفق
ومن الشفق حتى الغسق
و القمر إذا اتسق
لابد مروره من النفق
ونستعيذ برب الفلق
هيا ياطيبة....
نجلس سوياً بظل العطر الرميق
نتعاطى ضحكات اسطورية
و نحتسي كأسين من الرحيق
نتبادل الحب الرحيم الرقيق
نقرأ عليها باسم الذى خلق
ونقرأ حرف هجاء قد سبق
ونسكب عليها صهيل الألم
في سكون صمت زهق
و نلقيها في عصف مرق
بسنينِ يانعة كخضرة الورق
وقلوب زهقت شهق
ونلقاها على ظهر جياد
فزعت من حوافرها الصعق
تهرع كلّما اشتدّ رهان السبق
وظهرت ملامحها في آخر النفق
ياطيبة هيا نلقاها
في وجوه الحاضرين
والفرحة كلما الباب طَرَقْ
نلقاها في الشوق والحلم
في الهجعة وإن طال الأرق
نلقاها في ظل ضياء شرق
لنجفف الدموع من غدر رشق
ونلقاها بآخر رمق
وقفت بحد الكفاف
فأتت ظلمة السنين
نهضت على ذات النسق
بسطت يديها على الحنين
ونثرت على الجارحين النبق
ياطيبة هيا....
لِملميني على ثراكِ الحزين
واعفيني من هذا الرهق
وابعثي سلاماً صفق
على الراحلين..
الطيبين..
الصادقين..
الذين جمّلوا العالم هناك
وبراءة طفلة وملامحها من رؤاك
موؤدة أيتها الطيبة على التراب
موؤدة براءتها كانت فى حشاكِ
رأيتك تضمدي عليها أحزانك براك
و رأيتك ..
في البعث في هيئة ملاك
في جيدك باقات النجوم
و في يديك أغصان الأراك
أنا رأيتك بأحلامي..
في ذلك اليوم العظيم
فرحة ونشوة أردّد غُناكِ
بترنيمك العازف الرخيم
فتحت معها في الضيق
نافذة النسيم ..
لتمرق الأرض من رحم الأديم
تفتح مصابيح النقاء الحليم
في عَتمة الليل البهيم
ورأيتك....
وقد عبرتُ معكِ ..
حبل الصراط المستقيم
و مرقت أجمل ما يكون
روحاً على كف النَّعَشْ الكريم
مرقت معكِ اكثر الحسنات
وسار وراكِ نعوش الطيبات
ركّنوا على أنهار الغروب
ردحّن على حِس الهبوب
فغشّاني ماءً رهيب
و شنقّنِّي حبل ظمأ مغيب
وأفاقني....
ضحكات الحزن الغريب
والنجمة تشبهك من قريب
بين الطريق العسيس
والرؤى بصيص حسيس
رُدمت من خوفي الرميس
وبكيت من دواعي الخيبة
و الحظ تعيس..
ياطيبة...
قد سرقوا صهول الوجع
من خلف الكواليس
فردتي يديكِ للحريق
فأصبحت أصابعكِ شموع
والقلب كان جزاء الونيس
و بكيتي والدم مطروح
تضحكي والفؤاد مجروح
لمعَت دياج الأرض
بضياء الفوانيس
فلا تلبسي ثوب العطش
وتلفحى بالفرح للونيس
و ادخُلينى معكِ في حنين
يا طيبة من باب الطيبين
مفتوحة أبواب الفراديس
#حنان_أبوزيد

"يافؤادي"..... بقلم حنان أبوزيد


يافؤادي لا تبكي حنيناً جوى 
كان عشقاً وصرحاً لاح فهوى
لم يعد يروينا حباً كما مضى
وأصبح كلُُ في طريق بما نوى
ياقلب لا تَسل أين وليفاً قد جفا؟
أبكانا في أضلع العشق وسرى
كيف لعهوداً بيننا أضاعها ونسى؟ 
كيف لقلبه الحاني أصبح ضنى؟
أيعقل أن يُعذب ظلاً رافقه الهوى
يا ولهي لم يعد لعشقنا رنيم صدى
وذهب هوانا في طريق فرٍ وكرى 
لن أنساه فهو للروح كل المنى
#حنان_أبوزيد

عَشقتُ هواكَ.... بقلم حنان أبوزيد


قد عَسعَسَ اللَّيْلُ، والضُر شكيت
بي هَمَّاً وأَلَماً من الهوى به بُليتُ
كُنت كجبلٍ ألوذ داخله إن ضنيت
كُنت حمايي وأماني لداري والبيت
تركتني بجناحي المكسور وعانيت
تقطعت أوصالي، ووهنت ما شفيت
خُنت عهدي وظلمت عمري وقُضيت
وأصبحتُ كظامئ الصحر وما أرتويت
لن يعود أسفي على هواي مهما بكيت
وأصبحت أفؤادي بجحيم الهوى هويت
وتجرعت كأس العشق العلقما وشقيت
لبست رداء الحزن سواداً و لقلبي عَزيت
وتلحفتُ السرابَ بالصحراء وبه احتميت
ومن آهاتُ الليلِ أرددها أواهُ ياغادري
أنا بغير هواكَ وعن سواكَ ما إرتضيت
وسوف أعيدُ آهات الهوى ولاسمك ناديت
فحبك قاموسُُ فؤادي ولشعري احتويت
هواكَ علمني الحرف ونظم تدوين البيت
وعلى يديك عرفتُ الغرام صرحاً وعاليت
أيا عاشقي هلم قبل ثراي وعنك واريت
ياليتني ما عشقت هواكَ ولا لقلبك حنيت
#حنان_أبوزيد

الاثنين، 27 أغسطس 2018

#ترانيم_القلب.... غرباء.... بقلم حنان أبوزيد


خُلقنا لنكون .. وخُلقنا لنحيا .. 
وعشنا لنرى ونتعلم .. 
وها نحن نعيش غرباء ..
بالفعل .. غرباء ..
ندور هنا وهناك .. 
نبحث عن أنفسنا عن ذاتنا 
عن حياتنا حتى في أوطاننا .. 
فما بالكم في غريب الديار 
وغريب الأهل والخلان ..
نتعلم الكثير .. نكبر بين آهات الغربة .. 
ونعيش بين رياحها .. 
ولربما تضربنا أمواجها ..
فالغربة علمتني... 
أن أنظر إلى الورد كلما ضاقت نفسي..
ولكنها في نفس الوقت..
علمتني أن أبتعد عنه …
فليس كل ماتراه في غربتك يلمع ذهباً ..
فالغربة علمتني...
وافهمتني تلك القصة التي كانت تحكيها لي أمي..
وأنا طفلة صغيرة عن الصداقة..
فأدركت أن للصداقة حدود أبعد بكثير 
من مجرد كلمات تقال .. 
فالصديق الحقيقي لاتجده إلا في غربتك .. 
في عالمك الخارجي في أزماتك..
وفي حاجتك له وقت الحاجة ..
اذن لا وجود له... إلا بالأحلام.
وعلمتني أيضاً...
وما أقساه من تعليم..
أن تحس بأنك وحيد في وسط الكل فيه يرغبك..
ولكن كلُُ لمصلحته .. 
ففي كل حرف من غربتي..
حرقة قلب، ..وإشتياق، ..وحنين، ..
وألم، ..وعذاب.
علمتني غربتي الكثير والكثير ..
وكان من بين ما علمتني أنها..
أخبرتني من أنا ..
#حنان_أبوزيد

#ترانيم_القلب....  لحظات هاربة.... بقلم حنان أبوزيد


إدفع عمرك كاملاً لإحساس صادق وقلب يحتويك..
ولا تدفع منه لحظة في سبيل حبيب هارب من كل معانيك..
أو قلب تخلى عنك بلا أسباب بالقهر يكويك..
لا تيأس إذا تعثرت أقدامك..
وسقطت في حفرة واسعة من التراب ..
فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكاً وقوة..
لا تحاول أن تعيد حساب الأمس ..
وما خسرت فيه..
فالعمر حين تسقط أوراقه لن يعود مرة أخرى ..
ولكن مع كل ربيع جديد سوف..
تنبت أوراق أخرى جديدة..
فأنظر إلي تلك الأوراق التي تغطي وجه السماء..
ودعك مما سقط علي الأرض،
فقد صارت جزءاً منها.
إذا كان الأمس قد ضاع منك..
فبين يديك اليوم ..
وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل..
فلديك الغد..
لا تحزن علي الأمس فهو لن يعود..
ولا تأسف علي اليوم فهو راحل.
إننا أحياناً قد نعتاد الحزن حتى
يصبح جزءاً منا ونصير جزءاً منه ..
وفي بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان..
علي بعض الألوان ويفقد القدرة علي..
أن يرى غيرها..
ولو أنه حاول أن يرى ما حوله لأكتشف
أن اللون الأسود جميل ..
ولكن الأبيض أجمل منه..
وأن لون السماء الرمادي يحرك المشاعر والخيال..
ولكن لون السماء أصفي في زرقته ..
فابحث عن الصفاء ولو كان لحظة..
وابحث عن الوفاء ولو كان متعباً وشاقاً..
وتمسك بخيوط الشمس حتي ولو كانت بعيدة..
ولا تترك قلبك ومشاعرك وأيامك لأشياء ضاع زمانها.
إذا لم تجد من يسعدك فحاول أن تسعد نفسك..
وإذا لم تجد من يضيء لك قنديلاً..
فلا تبحث عن آخر أطفأه ..
وإذا لم تجد من يغرس في أيامك وردة..
فلا تسمح لمن غرس في قلبك سهماً ومضى.
أحياناً يغرقنا الحزن حتي نعتاد عليه..
وننسي أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا..
وأن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة..
فابحث عن قلب يمنحك الضوء..
ولا تترك نفسك رهينة لأحزان الليالي المظلمة.
#حنان_أبوزيد

#ترانيم_القلب....  إرحل أيها الماضي....بقلم حنان أبوزيد


لآ شيء مؤلم سوى أن تأتي ركضاً
فارداً يديك وكُلك عشقاً وولهاً
تُريد أن تحتضن قلبك
وفجأة....
لآ تجدُ نفسك سوى أنك تصطدم
بِجدار الألم والوجع.
وعندما بدأت تشعر بذاك الشعور ..
كان شعور صادق لربما للحظة الواحده فقط.
تتفاجئ بقلبك الحالم الضعيف..
تشعر معه وتتعلم وتعرف ماهو الحب الحقيقي ..
عندما تحب ..
كانت هي الأولى بصدق..
ولن يكون في قلبك أحدٌ سواه بعد أن ذهب ..
ببعده عنك ..
تتعلم كيف هو الحب .. وماهو الحب ..
تتعلم بأن الحب أن تعيش سعيداً للحظة ..
وتعيساً طوال العمر ..
تتعلم بأن الحب يعيد الحياة لقلبك ..
وبذاهبه عنك قد يقتل قلبك .. !!
نعم .. يقتل قلبك ..
ويأتي ليحاول أن ينعش قلبك من جديد..
ينعشه لساعات .. لأيام .. لشهور..
ولكن ... يعود الماضي مرة أخرى ..
ليسرق مولدات روحك ..
ويعلن توقف قلبك من جديد ..
لتعلن في وقتها ..
عن انسحابك الكامل مما يسمى الحب ..
لربما صدمته.. أو صدمك ..
لربما جرحته.. أو جرحك ..
ولكن لم تستطع أن تستمر في انعاش قلبك من جديد..
وهو لا ينسى من أعطاه الروح لينبض بالحب ..
ربما تكون قد جُرحت جرحُُ عميق ..
لم تشعر به من قبل ..
فقلبك ينزف من دمع عينيه ..
ويصبر على مرارة الأيام ..
ويتحمل ألم من أحب ..
فهو يحبهم ..
ولكن لا يستطيع أن يقول لهم أوجاعه..
وأنكم من الصعب أن تنعشوني ..
ومن الصعب أن أستمر معكم لأجل الماضي ..
فالماضي قتلك .. دمرك .. هلكك ..
لتقل حينها:
أرجوك أيها الماضي..
إرحل .. إرحل ..
فمشوار الحياة قد أتعبني وقد مللتك ..
أرجوك إرحل عني ..
فأنا أنثى .. لا ترى في نفسها سوا أنثى ..
هَرِمت بها الأيام .. وأصبحت ركام ..
أرجوك أيها الماضي .. إرحل ولا تعود ...
#حنان_أبوزيد

#ترانيم_القلب.... بقلم حنان أبوزيد


قمة الوله هو أن تقضي الليل 
وأنت تبكي  لفراقهم..
وتموت قهراً على غيابهم..
و تتوعد بنسيانهم..
و حين تجتمع عينك بأعينهم..
تنسى كل شيء وتبتسم‬ لهم..
#حنان_أبوزيد

الأحد، 26 أغسطس 2018

همس المشاعر .... بقلم حنان أبوزيد

قال لي :
ترانيمكِ بالمشاعر كاالموج الهادر
وفي همسكِ عزف هادئ ساحر
أنتِ ملاكاَ !؟ أم من جنس البشر النادر
ما أروع السحر في عينيكِ والسر الحائر
دليني ...
وابحثي بالمدى، فأنا ذرة بكونك الغامر
اقرعي باب فؤادي الهائم فهو لكِ أسر
انثري شعركِ في بيدائي بصمتك العاطر
بكل الجمال، وروح التفرد، بنسيم خاطر
يا أريج العوالم الخفية وحلم الوجود الآمر
امتطي اليوم صهوة جوادك المغامر
والبسي عباءة عشقي و تزيني الحرائر
وطوفي عوالم الأحلام لنحظى بلقاء ساحر
اعصفي قلبي المقتول بريح محرابك الشاغر
خبئيني بعينيكِ من ثورة حنيني الصابر
أعشق وجودكِ بقربي ولو كان بيدي قادر
لحطمتُ كل الحواجز، والصدود والمنابر
أويني بجواركِ فأنا ميناء كسير هاجر
ونجم في أعماق كونكْ سيدتي أسافر
اسكبي فوق عمقي شهد رضابك الثائر
مقتولة سنوات العمرُ 
               مجروحة لحظات الدهرُ
                           مهزومة أيام المهاجر
كأنها توقفت ساعات العمر الجريح الغابر
أو تقطرت وتصدعت العين بالدمع الزاخر
أو كالغيوم أمطرت كأنها سهام الخناجر
وتبعثرت وأثلجت الروح ومزقت الحناجر
وحيدُُ أنا أعيش الخوف بسماء حزني الماطر
تعجز أن تدونه ملايين الصحف والدفاتر
عانقيني بسحر الماضى ونشوة الحاضر
لنرمي الأحزان ونصحوا على إشراق زاهر
سأهديكِ حباً صادقاً، وفياً، نقياً طاهر
كعزف الخلود على القلبُ بالترنيم الواتر
فنهيم حباً ونعيش دفء وجميل المشاعر
و أخبريني !؟
هل صدفة لقاؤنا، أم هو القدر الجابر؟
اذن دليني، كيف من سحر عشقكِ أغادر؟
أو يدفن حنيني إليكِ بقلبي المطعون الغائر
#حنان_أبو_زيد

الخميس، 23 أغسطس 2018

(وجدانيات حنانية) أنثى من مدينة الحب.... بقلم حنان أبوزيد


إنها ترانيم أنثى...
أنثى نبضاتها الأمل.. 
وأنفاسها الهوى.. 
وردائها الحنان..
وعشقيها الجنون..
وجزيرتها الحياة..
وحلم راود أجفانها الحالمة..
فتمنت أن تصعد قمم الأحلام، لتبني مدينة الحب،
تمتلك فيها قصراً من الحب، 
أحجاره مرصوفة.... 
من الأمل، والحب، والخير، والسلام.
تمتلك فيها صرحاً عاليا بمملكة العشق، 
ومدرسة لا تتعلم منها سوى الحب.. 
وجزيرة لا تحتضن سوى العاشقين، الحالمين، 
بعالم من النقاء، وكوكب من الرومانسية البيضاء، 
في فلك غلفه قبح الأشياء
وفي هذه الليلة، 
تستيقظ على أرق بعثرها من مضجعها، ويثير رغبتها بكاءاً.. 
حاولت جاهدة نوماً ، فلا شيء يزورها إلا سهاداً أرهقها..
فأقامت بزاوية صمتها ، لتتدثر بوشاحها الأسود ليحتويها في ليل شاحب، وسكون مغلف بالألم،..
لا أحد بجانبها..سوى صوت شهقات أنفاسها المبحوحة بصدرها، وبكاءاً أبكم أرهق روحها.
وفي كل ليلة تحاول أن تهرب من هذه الخلوة الضجيجية..
كي تلتحف الليل بسواده هروباً من عالمها هذا ، فتخلد في سبات إلى ظهور خيوط الفجر!!
وتبدأ يومها بأمل ينسيها ما هي فيه ..
لتختلف فيه أشياء كثيرة..!!
فقد سيرها قلبها..
وكبلتها مشاعرها..
إلى واقع لا تعلم أين تجد نفسها فيه..
هل ما هي فيه يستحق منها التضحية؟..
هل سيكون بعد الليل شروق؟..
وبعد الخوف سكينة وهدوء؟..
لا تعلم..!!
ولكن ما تعلمه أن هناك جزءاً منها غادرته بمحض إرادتها، 
لكنه أبى هو أن يغادرها !!
ليقيم هناك بالقرب من أمنياتها التي تنتظر هطولها، فيقتحمها خريف سنوات عمرها البائسة،
و أجزائها المتباعدة
و أمنياتها الغائبة
و أحلامها الراحلة
ولكنها سوف تبقى هنا، 
تتنفس ذكرياتها اختناقاً
ﺇلى ان تستبيحها يقيناً
وتسأل هنا....
هل بقاء الأمل أفضل من إنتظاره لزمن لا نهاية له؟ !
فقد تأملت منه الكثير .. 
ظنت الكثير .. 
أنتظرت الكثير !
فلم تجد... غير...
أمال زئبقية .. 
وظنون خذلية.. 
وإنتظار لم يجلب غير السراب !!
فعلمت مؤخراً...
أن الأمل وان نما على جذع شجرة مائل، 
أفضل بكثير من التأمل في بشر لا يجلبون سوى ألام وتقرحات، قد تزداد ندوبها أكثر من أن تقل !
فيجب عدم تكرار وضع كل 
أحلامنا،
وأمالنا،
 على أكتاف ليست لنا، 
سوف ترحل يوماً عنا !
فلملمت تلك الروح المتعبة، وفك حصار التساؤلات عن قلعة حلمها، محاولةً أن تزيل كل هذه السحب الرمادية من سماء مدينتها.. 
والى حين انقشاع ذلك الرماد..
وخروج عتمة الروح من غلاف الألم.
ستبقى في قلعتها، ترتجي قبساً من نور يُعيد لها أشلائها المبعثرة، 
ويُعيد لصوت الروح المبحوح ترانيمه العازفة الحالمة بمدينة الحب!!
#حنان_أبوزيد

الاثنين، 20 أغسطس 2018

( قلعة العشق ) بقلم حنان أبوزيد من ديوان ترانيم القلب


قُلتُ :
يا أَمير روحي
يا أنا .. بحنايا صروحي
أين أنا من روحك ؟
قالَ :
يا أَنَا وكيف أكون أَنَا ؟
وأنا مسكنك ومحرابك
وحنيني يزْرَعُ عَلَى جَبِينِكِ
خضوع تَراتيل عشقي وصلاتي
تَخَبَّرَكَ  إنكِ طقوس مناسكي
قُلتُ :
يا أَنت الذي احتلني
من كل الكون
وأصبحت الشراع والْحُصُونَ
لِمَ عِشْقِكَ يأتيني
بهمسات الشُجونَ !؟
والفؤاد بِكَ لمجنون؟
ولِمَ تشتاق لك أنتَ الْعَيُونْ ؟
قَالَ :
يا مِنْ صُلبت عَلَى قلعتك حُصُوني
لتستقر فِي عَيِنيكِ بشَوَّقَ جُفوني
والحنين ينساب مَعَ دمع عُيوني
ليدق بَابُ محرابك
وقلعتيِ أَرهقها الْظمأَ
فهَلْ ترويهاُ دَفءُ أحضانك ؟
حَتَّى تورق بفؤادي أزهارك
قُلتُ :
أَحضاني تأنُ بجنين أحشائيِ
وتبعثرت في الأفق أجوائي
وتناثرت بين الآهات أشلائي
والاختناق علا في أرجائي
لا رحيق لا حياة لا هواءِ
متعطشة بالحنين للماءِ
هَلْ تَأَذن لِي أَمِيريِ بالارتواءِ
قَالَ :
لَا اختناق فقلبي حصنك وحماكِ
وجُيوشِ اِشْتِياقِي ترتقب رضاكِ
وَفُرْسَانَ عِشْقِي تَدَك شراعكِ
بقلاع روحك أسيرة عينيكِ
قُلتُ :
أعِدْ لنبضي مَا احتليته عنوةً
فَقَدْ تركتني ضعيفة بلا عروة
بَلَّا رَوْحَ بَلَّا ملامح
بَلَّا اِسْمَ بَلَّا عزوة
بلا عزف بلا غنوة
بَلَّا تَارِيخَ بَلَّا وُجُودِ
فَأنْتَ كُلَّ وُجُودَي
وقوتي وصمودي
قَالَ :
تُعلنْ جُيوش أَنفاسيِ
مَعَكِ إشتياقيِ
وَعِشْقي لكِ يَكْفِي
يمَلَأَ ماء أنهاركِ
قُلتُ :
أَنَا مِنْك موجوعة لغيابك
أتشوق لهيباً لعطر أنفاسك
لَا تَبْتَعِد فَقَدْ أَرهقني طول الطريقْ
فَمِنْ يا حَبيبيِ غيرك يَطْفَئ الْحَرِيقْ
فبغير وجودك لا رحيقُ لا بريقْ
قَالَ :
مَاءَ قلبي لكِ تحتويه الرَّوْحِ
وأنا لكِ بَلْسَمَ لالتئام الجروحِ
كوني سمائي وبيت قصيدي والبوحِ

قُلتُ :
أَنْتِ تَحْتَلّ مني روحي طَوَاعِيَةَ
وأَنَا الَّتِي كَانَتْ قلاعُي عالية
للأوزارِ محصنة ولها عاصية
قَالَ :
هَلْ تظنين أن جُيوشَ عشقي
مِنْ اِحْتَلَّتْ روحك وأنفاسك
فلَقَدْ أَرْسَلَتْ لَكِ
بعضي وكُلَِّي وَأجزائي 
جوارحِيِ وَأشيائي
أَنفاسَي عَمَرَي وهوائي
ماضيىَ وحاضِرَي وهنائي
يُطَلِّبُ التطهر بالسجودِ
فِي مِحْرَابِ عَيِّنِيِكَ باحتوائي
قُلتُ :
كَنَتْ أظن نَفْسُِي أميرة صامدة
امرأة آمرة ناهية رائدة
كَنَتْ أَحِصْنَ ذاتيِ
بقلعة إعتصام العشق الشاهقة
قَالَ :
ظننت نَفْسُِي بالماضي
ملكاً وسلطاناً أمْلِكْ الكونْ
كُلَّ الأشياء بجنون
فوجدتك أنتِ كل الكونْ
وَأَنَا بِدونِكَ لَا أكونْ
قُلتُ :
لِمَ رَأَّيْتُ شِراعك
مقتربة مِنْ أنفاسي
أَذْعَنتُ لَكَ احتوتُيك
بكل حواسي
أَصْبَحَتْ  مِلكاً لَكَ
يا دِيوانَ عشقي
أَصْبَحَتُ أئْتَمَرَ بأمرك
وأَتَنَفُّسَ عَبِقِكَ
فأَصْبَحَتْ بعضاً مِنْك
قَالَ :
أميرتي .. أَنَا أمير قلبك
وفَارِسَ أحلامك
مِنْذ زَمَنِ بَعيدِ
أَبَحْرَ فِي بِحارِ عينيكِ
وتأسرني شراعك
أَتَوسد سُهادك 
وَتُحَمِّلُنَّي رواسي جفنيكِ
إِلَى مَنْفًى قلاعِك
فأذوب بَيْن أهدابك

قُلتُ : ْ
أَنْتَ خارطتي وتكويني
قَالَ :
ياعشقي ..
أَنّْتِ الكَوْنَ يُسْكِنُهُ قلبي
ولكِ عشق تراتيلي ..
#حنان_أبوزيد

إرحل أيها العيد.... بقلم حنان أبوزيد


أخبرني كيف يكون مظهر أعيدي
وأنت بالجانب المظلم من أعيني
لست معي كي تسكنني 
ولم تعد تشاطرني أدمعي
لم تعد تشاركني وَلهي
ولا خفقان أضلعي
أخبرني عن عيد بلا رؤاه ناظري 
حلق كالطير بعيداً عن منابعي
ألم يأن حنينه لأنين مدامعي
ألم يطربه يوماً عزف مسامعي
هل راقت له ألامي ومواجعي
هكذا هو العيد أيها البعيد عن مجامعي
عن عالمي ودربي الممزق وشوارعي
منحتني عشقاً هزيلاً أبكى مخادعي
ووقفت فوق بنيان قلبي هدمت أشرعي
وكريح عاصف خسفت مدائني وأقلعي
أين عيدي معك وثوبي الجديد وحقيبتي؟
أين فرحتي بين جناحيك وضحكتي؟
كيف هان عليك تنزع مني سعادتي؟
وأنت مصدر ابتهاجي وكل مسرتي
إرحل أيها العيد لقد هجروا الديار أحبتي.
د. حنان أبوزيد
#Potes_Writers_hanan_abuzaied
https://bit.ly/3cno5KC

عيدي دونك.... بقلم حنان أبوزيد


قالوا العيد على الأعتاب
انتظرت فرحي يدق الباب
وما هو العيد دون أحباب؟
وانتظار عيدي بطلة حبيب غاب
ما عاد شروق، وشمسي غياب
وأصبح الألم بين جفنين وأهداب
عصتني عيني نوماً وفقدت الصواب
ضاق القلب ما بين سؤال وجواب
وأرهقني إنتظار الأحبه بالعذاب
أسير بخطى بدروب وهم وسراب
بحثت عنه بالأرض، والفضاء، والسحاب
بعيد المدى عني والكون دونه حجاب
هل أصدق وعوده أم الواقع الكذاب؟
يُميت الروح بكل القسوة والعقاب
يعاقب عشقه ونفسه وقلبي المُصاب
أين عيدي؟ سألت عنه جميع الأصحاب
كلما أنست داراً أغلق عليا ألف باب
أنا من الحرمان معذبةُُ، هذا أبلغ جواب
يا معذبي ما عدت أتحمل نصب النصاب
هي محكمة العمر بالاعدام تحت التراب
أيا عيدي، أصبحت دونك بلا أحباب
وأكفاني من رداء الحزن الثرىَّ والحجاب
#حنان_أبوزيد

الجمعة، 17 أغسطس 2018

همسْ هواكَ .... بقلم حنان أبوزيد


نبض القلب لهمس هواك
وسهرت النجوم قبل الأفلاك
تناجيك الروح والقمر ناداك
تترنم بالوصال لحديث عيناك
حلمت بعمق ودادي بعيني أراك
القلب متيم باشراق عشقك لينير سماك
هواك حل بدار الروح في بحور شذاك
يغادر قلبي بساتين الهوى ليرعى حماك
رفقا بنبضي إن النار تصلاه، ويحن لرؤاك
يامن لكَ في القلب سكناً ونبضي مأواك
والموت خيرُ إن تجاهلتَ عشقاً تمناك
فأشرع بأنفاسك حفر لحدي عن دنياك
لقد سئمت العيش فلم يكن بقلبي سواك
فأضمم إليك فؤادي فضاق الصدر مناداك
أًقبِلْ ولملم هيكلاً قد تمزق شريانه
وراق من ظلم الدهرٍ وغدرِ هواك
وابيضّت مقل العين من كظم الدمعِ
حتى استوت لديّ السماء في فجرك ومساك
#حنان_أبوزيد

الأربعاء، 15 أغسطس 2018

ياغائباً .... بقلم حنان أبوزيد


أيا غائباً عن المقلِ كالغرباء 
فلم تغيب عن عشقك حواء
عد من غيابك والجفاء 
فقد غَرِبَ شروق عمري 
عن نافذة أيامي العمياء
وتوقفت ساعة الزمن بالبكاء 
على دروب الأمنيات باللقاء
#حنان_أبوزيد

غريباً .... بقلم حنان أبوزيد


تسرب عشقٍ لأوردة 
فؤادي تسريبا
ذممت الهوى، فأصبح 
لي منه نصيبا
تسلل لعمق قلبي، 
فهويت بعشقٍ رهيبا
سرى بكل أوردتي 
لا رؤى له ولا رقيبا
داوي سقم الروح 
وأصبح لي طبيبا
تألم القلب كثيراً، 
لم يسمع ندائه مجيبا
سهدت العين بليل 
الأنين والله حسيبا
تلصص العشق ذاتي 
وأصدر بوتيني دبيبا
مس الحب روحي 
ولهب إشتياقي لهيبا
وصار كظلي في الحياة 
و لعقلي لبيبا
ليغمرني بحناناً جميلا 
ليصبح للفؤاد حبيبا
لا فرار من الهوى، 
صارت مناجاتي نحيبا
صخر قلبُ من كان 
رفيقاً للروح قريبا
واليوم أصبح لها غريبا
#حنان_أبوزيد

الثلاثاء، 14 أغسطس 2018

نعم أنا هي .... بقلم حنان أبوزيد


نعم أنا هي ....
ملكة فؤادك.. 
وأميرة أحلامك..
وحوائك شهرزادك..
وبنت قلبك..
وطفلة أحضانك..
إلى أين ذهابك؟ من شمسي وأقمارك!
أنت دوني كنقطة توقفت في أفلاكك
وهمسات عشقي حُفرت على أوتارك
انتبه لحروف سلطانة أشعارك
قد يسقطك جياد غرورك بزمانك
فلا رجوع لدربٍ محيته بعنادك
ولا نمو لزهورٍ قد أذبلها جفائك
يا من أشعلت من أنفاسي أشواقك.
#حنان_أبوزيد

السبت، 11 أغسطس 2018

فيلم تصويري .... يصوره قلم حنان أبوزيد


أيا رجلُُ احتل قلبي 
وعقلي وتكويني
طيفك أتي والتصق 
بذاكرة تفكيري
أ كان حُلماً لازمني!؟ 
أم كان فيلم تصويري؟!
لا أعرف هل كان سراباً 
لمحته عبر ضباب تحذيري؟!
أم كان محظوظاً بعشق 
فاق كل تقديري؟!
تارة يهواني..وتارة يضنيني
ظناً منه يعيد تكريري
كأنه تائهاً يبحث عن عشاً 
جديداً يُعيد له تكوينهُ، 
ليُنسيه حبي وعبيري
ثم يأتي كالعصفور يحلق 
وينام في قريري.
ويعود لموطنه حنيناً 
فيستقيم يقين تفسيري
ربما عَشق شهد رحيقي 
أو بساطي الحريرِي
وقبل كل رحيل يحترف 
بالقسوة تشهيري
ليبتكر حُكماً بأني مذنبةً 
ومتهمة بتقصيري.
يا له من عاشقٍ مشاغب
لكنه في عمق قريري.
#حنان_أبوزيد

الجمعة، 10 أغسطس 2018

الجمعة جامعة.... بقلم حنان أبوزيد


في الجمعة المحبة جامعة
والناس بالمساجد قايمة
وللخطبة من إمام الهمة
يوعظ لاجل الخير عامة
والأذان صانتة وسامعة
والقلوب تشهد لله بالعزة
ولشفيعنا الكريم الصلاة
عليه بعيون دامعة
ياراشق النبتة بالخير زارعة
وقلوب لربها ساجدة وطايعة
وأرواح نقية بالحب نابعة
وبالقليل صابرة راضية وقانعة
وبالدعاء تناجي بالأيدي رافعة
بالشكر والثناء لله لكل نعمة
الله أكبر أرزقنا الجنة جامعة
#حنان_أبوزيد

الأربعاء، 8 أغسطس 2018

شروق وغروب... بقلم حنان أبوزيد


ما بين أمل الشروق،
ويأس الغروب
أحلام ذهبت، وقلوب 
بالهوى إنصهرت تذوب
وعلى أعتاب الندم، 
سرنا وتُهنا بالدروب
نبكي إختياراتنا 
الموشومة بكل العيوب
نغفوا من الحزن تارة 
ونفيق تارة 
على كسر القلوب
لنجد أحلامنا كأكياس
بها العديد من الثقوب
هل كان العيب فينا 
أم في تصديق الكَذوب؟!
فكانت أخطاء العمر،
أن نعشق من ملأنا بالذنوب
ربما يأتي يوماً..
عن غفلتنا، وأوهامنا نتوب
قبل رحيل الغروب.
#حنان_أبوزيد

العشق والهوى.... بقلم حنان أبوزيد


قالوا عن:
العشق والهوى
سحراً يؤتينا
هو جنة، أم نارُُ
بالشوقِ تكوينا ؟!
وهل نقتل هوانا قبل
ميلاده بأيدينا ؟!
فتُنبت ذكرى الحنين
تقتلنا أم تُحيينا
وعهدُ الهوى يوصي
النبض تحناناً في مآقينا
شقاء الوجد مَرقَده
مكاناً يُبقينا
لسهاد الليل جراح
وللأيام نزفُ يُبكينا
بفقد البسمات يجول
الصدر بالآهات يأتينا
كحيل العين في بعده
قسوة وقربه يُشفينا
بالنجوى أرسلت ترانيمي
لطيفه يُعطينا
ووجنات الليل رحلت معه
فأنهار البعد إن تحنو تروينا
مساء الحنين لقلب مُعذبي
إن يأتي فَيُمسينا
تترنم الأحلام في حزنٍ
لعذاب العشق تنادينا
ونورس الحب إن غاب مغربه
ظلال الهجر تطوينا
يودع البدر ظُلمات الفجر
ان تذهب ليالينا
وإشراقه على الوديان
يعود في جذلٍ، فيهدينا
سطرت الألم بقلمي لأواصل
وداً لحبيب بالذكرى يوافينا
وعشيق الهوى لن أنساه
بعهد الروح ما طالت مآسينا
وأن أُبقيه في رحمي
بطوقِ الجيد ليراعي نواصينا
#حنان_أبوزيد
18/11/2016

الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

( طَالِق ) قصيدة من ديوان ترانيم القلب... بقلم حنان أبوزيد


طَالِق .. طَالِق ..
كشِهاب بالسماء صاعق
أصعب من إعدام المشانق
وكغريقُ السفنِ وقتيلُ
الطرق والمفارق
وكم لغدر الحبيب سوابق؟!
وفي القلب إيقاع خافق
هَويتُ،.. أم السُحب طرائق؟!
وظلم الهوى في رُباه لاعق
ألا نجوت وتحررت من ذاكَ
القتال المُتسابِق؟!
أم قُيدت وأُغلقتْ عليَّ الطوارق


طَالِق .. طَالِق ..
قدرة الضعيف الحانق
تُوقف الحياة والهواء
وتهدم كل الشواهق
تقتل رحيق الزهور
وتعدم الحي وتغلق
كل المرافق...
ويصبح صوت الأنين
كالطير المذبوح ناعق
وكيف (للوُرق🕊) الأبيض
لا يتأوه وفي قلبهِ
أوجاع الحياةِ.. بوائق؟!
وغرق زورقهِ ببحر العشق
وخلفَ الشراعِ ذكرى صواعق

طَالِق .. طَالِق ..
كالسهم بالقلب راشق؟!
ليُناجي ليلهُ الحزينُ، مهلاً
إن دَمعُ العَينِ دافِقُ
فكيف النجاة من الألمِ
وأصبح بين العاشقان مَفارِق
فاشتعلَ البركانُ الخانق
وأعلن قتل الحب بالحرائق
وهل بَيْنَ جفافُ الماءِ
تَزدهرُ الحدائق؟!
وهل في شرائع العشقِ
يُستجدى حنين العاشق !
أثملتُ الألم بغياب نَجمي
فأصبح ليلُ العاشقين غاسِق
ولأفلُ النجمِ ميثاقُُ ظالمُُ
وبالهجران عالق
هل مزق ميثاق الهوى،
أم كان فؤاده مُنافِق؟!
ما أقساه غدر الحبيبُ كالمطارق
رماني قتيلاً بالخناجر المواحق
عَزَ فؤادي ألا يحن لهجر عاشق
وهل يُعقل بعد البرق، رعد سابق ؟!
لن أنادي صخب وضجيج الهوى
لكنَ سُكناه بين الضلوع عانقُ
وأصبحت في بحر الدمع غارق
وتلاشى الحُلم الزائف الطارق
بكابوسٍ مميتٍ ساحق...
ولأمر الرحيل، الرجاء غير لائق
وأن بعد الموت،.. الحياة لَطالِق.
#حنان_أبوزيد
-------------------------------
(الوُرق)🕊: هو الحمام الأبيض مُكحّل العينين
-------------------------------

صاح الديك... بقلم حنان أبوزيد


صاح الديك بالبداية 
ولم تصمت حروف الحكاية
لايزال الرحيل من مملكتك
في كل ليلة أمنية وغاية
هو نهجي و دستور الرواية
فصاح الديك بالنهاية ...
ولا يزال يخشى من سيف
غدرك بالخبايا 
و الألم يزيد يحتقن
بجوف الحشايا
يعلن خوفي ألماً على
ساحة غيابك
أيا شهرياري المتجبر
من علمك شقايا
ولِمَ تتوارى مختبئاً
خلف ستر الليل
وأنت من مواقف
النبلاء كالعرايا
ونسيت أحضاني
بالحنايا
واكتفيت بالنظر فقط
لذاتك بالمرايا
أين أنت...؟!
و لِمَ تركت جراح الطيور
تتمايل بالرقص على دمايا...
#حنان_أبوزيد

الأحد، 5 أغسطس 2018

أنين الناي .... يعزفه قلم حنان أبوزيد


أنين الناي.....
نطق الثغر بالمحالِ
و بكى أنين الناي ليالِ  
لذكرى عشقٍ بالخيالِ
تبقى منه طيفاً للهوى
وعن حال الجوى
بالعزف قال:
لِمَ فِراق الأحبة بالأحزان
ودمع الجفن كالسوط ينهال
ودماء المقل منها تنسالِ
لتُصيبُ الروحُ بهول زلزالِ
وتُلملم بقايا جراحها الآمالِ
ويوهن الجسد بلا داء
فعَشِقَتْ، فقتلها الإهمالِ
وقيدتْها عظيم الأغلالِ
وأحاط بها مرار الأهوالِ
وحبيبُ بالهجرِ غاب وأطالِ
ظنته عاشقاً عظيم الخصالِ
فسعر بقلبها لهيب الإشتعالِ
وصار العقلُ بلا توازن وإختلالِ
فعلا صراخ الأنين بالفؤاد
أواهُ من قلبٍ زيفهُ ينهالِ
أحياها عمراً بحب ضلالِ
فأصبحت المنايا عُجالِ
والفراق كسنين العجاف
وشّدت على جِيِدها الحبالِ
لتدُكها دكاً كقسوة الجبالِ
هل كان عشقٍ..أم إحتيالِ؟
فسرق منها الحُلم واغتال
وجُرم القلب بعشقٍ مُحالِ
لمن لم يكتمل هواه بوصالِ
هل من مجيراً للسؤالِ؟ 
من قلب يُؤذي بالأفعالِ
ويلاه من هواه المحتالِ
وما فعله برفيق الحلال!ِ
سلب وتيني من كياني
وألقى به بجب الأشجانِ
ليتَ الموتُ باللحدِ فوز يَنالِ
تلك نهايةُ القصة والمقالِ
فقد أنَّ لها الناي بالموالِ
#حنان_أبوزيد

السبت، 4 أغسطس 2018

قصيدة باللهجة العامية... صعب الرحيل ..بقلم حنان أبوزيد


قالوا: في الحب صعب الرحيل. 
مهما بعدنا والقلوب أصبحت تشيل
بس قلبي لسة شايل والوجع تقيل
شايلك جواه حاجة حلوة، أيوة حلوة
من زمن الحب الجميل.
مهما كانت قسوتك وهجرك دليل
مهما بعدت، وبعد مكانك بالرحيل
هيستناك قلبي الأصيل.
هفضل أقول حبيبي 
ده هواه نسيمي العليل
حتى لو صرخ بأعلى صوته 
وقال.. لا.. لا للمستحيل
مهما قدر الفراق علينا 
حبنا ده مالوش مثيل
              =============
لما أبعد.. كنت تبكي ودموعك تملا بحور
مهما أبعد بجسمي.. لكن معاك بروحي 
وحبي كظلك يطوف حواليك مرور
اوعي تنسى يوم قلبي..
احكي دايما للكل عني، 
عن حناني ليك.. وهمس الشعور.
افتكر دايما لُقانا.. كنا نتكلم كتير 
وتسهر النجوم معانا..
تبتسم ومن حبنا تغير..
والقمر داير بنوره حوالينا يدور
اوعي تنسي يوم قلبي، 
قلبي اللي حبك من غير غرور
وكان بحبك راضي وفخور
وافتكر سعادتنا كل ليلة.. 
كأنها ألف ليلة .. من غير سيف مسرور
بس أوعى تنسى في يوم حكايتي 
وأنا بقولك شهرياري ليلاتي في روايتي
وتناديني أميرتي شهرزادي انتي غايتي 
وبأحلامك تشوفني عروسة البحور
               =============
فاكر ياحبيبي ولا نسيت..
فاكر لما جيت بلهفة وعلى 
باب قلبي دقيت..
وطلبت إيدي من أهلي بالبيت
فاكر أحلامك اني أكون معاك 
بكل ركن من أركان البيت
فاكر حنانك وابتسامتك لو جنبك مريت
ولا حزنك ويا زعلك لو غبت عنك ولا مشيت 
               =============
فاكر ياحبيبي جنة حبنا في بيتنا
وقلوبنا كانت فرحتها نبض حياتنا
كنت بفتح الشبابيك.. لما تيجي حتتنا
والحب بينا يكتر.. يرتعش قلبي ويِكَبَّر
كنت بدعي ساعاتها.. 
الحب يفضل لطريقنا ينور..
ونكمل من تاني رحلتنا..
الناس من كتر حبنا حسدونا بقصتنا
ميعرفوش سر رباطنا ولهفتنا
مكنش حب عادي.. ده كان كل غايتنا
يتهامزوا عنا عُذالنا.. 
وبالقصص يحكوا روايتنا.
               =============
حبك ياحبيبي مكنش له مثيل
سحر عشقك وغرامك النبيل
ساكن جوايا كلامك وهمس الليل
ولُقاك جوا حضني يشفي قلبي العليل
لسة فاكرة فرحتك، وانت داخل عشنا، 
وتعلي صوتك ونداك عليا الجميل
انتي فين ياحياتي.. انتي فين يامراتي
حتى لو كنت جاي من مشوار طويل..
تجيني بفرحتك تحضن بحبك لهفتي 
وانت جايبلي معاك حلويتي ولعبتي 
وتقولي خدي يا بنت قلبي وطفلتي
كنت دايما معايا راجل كريم..
ولا كنت في حبك أبداً لئيم ..
وعمرك مكنت في يوم عليا بخيل
               =============
يلا خدني في حضنك برقه
افرد جناحاتك يا حبيبي بدقه
وضمني جواك ألف ضمه
خليني بهواك نسمه
حبنا ده مكنش صدفه
اسكن قلبي اللي ساعك. 
عمره ما في يوم باعك.
ده انت ملكته وهو لك بَسمه
عِشنا كان قصر عشق ومحبه
والأثاث فيه همس المشاعر
بنيناه بالحب.. حبه.. حبه..
كنت دايما شاري عمري وشاعر
ده انت ياحبيبي حتى شاعر
             =============
وقراري أنا غلطت فيه 
وفراقنا بقى مستحيل
رباطنا ياحبيبي، اتوصل
قبل ميلادنا والقدر دليل
كان صعب فيه الرحيل
واللي بينا حاجات كتير 
حب نابض من سنين.
شهد عليه القمر، وجيران الليل
لما اتولد.. كان لسة جنين. 
دلوقت كبر وأصبح جميل.
والرحيل ياحبيبي..
أصبح شئ مستحيل
الرحيل بقى مستحيل
#حنان_أبوزيد

الخميس، 2 أغسطس 2018

عظة وعِبر .... بقلم حنان أبوزيد


لا ينمو زهرُُ بقلبُ الصخر
ولا تتمدد سُحب دون مطر
ولا يثمر جذع جاف بلا شجر
ولا أنين للألم الصامت دون ضجر
وهل تغضب دوامة دون بحر؟
أم تسعد القلوب النقية بأجواء القهر؟!
ربما يلتقي سحر الكلمات بخدع البشر
لكن تمر الحياة وتضيع سنين الدهر
في لقاءٍ كاذب كان هو غلطة عُمر
وإذا أمر الزمن أمره، كان حُكمه قدر
ومشيئة الرحيل أكبر عظة وأجمل عِبر
#حنان_أبوزيد

رحلة في أعماق الذاكرة ... تطوف بها في حنايا الوجدان .. الأديبة حنان أبوزيد


في أعماق ذاكرة الإنسان
ملامح محفورة غير قابلة للنسيان
لا تخضع لقوانين البوح بالأحزان
ولكنها كوحشية القاتل للسجان
تصل بنا لغرفة الإعدام والفناء بالحرمان
إن الذاكرة أكثر عمقاً من الأحلام,
إنها تختزن روعة الحياة وتقلب الأيام،
وتُعيد أشخاصاً رحلوا وتركوا لنا الألام.
لا ‏أريد أن أغرق في أوهامي،ولكنني أغرقت في أحلامي، أغرقت في نسياني، وزفرات ذكرياتي، لازالت تنبش ماضيَّ وحاضري، والأتي.
ولكنني أسرق مخاض القلم وأكتب من قبل خطوط كفوف عمياء. وفي سُكنى الحروف أتدفأ بأحداث الحُلم وأتلحف بالذكريات.
ولكنني في غفلة من الزمن، إمتطيت جياد الحُلم، ليأخذني بعيداً في رحلة عبر المسافات، لأطير بلا أجنحة، أبحث عن هواء يشبهني، مجنون مثلي، لم يستنشقه أحد قبلي، هواءاً لا يجرح بأنفاسه وجه أضلعي، أو تتمايل آثاره على رئتاي ..
حبست لحظات استنشاق الشهيق؛ والزفير في خزائن الصدر؛ وأنا أتأمل عينيه هناك على ضفاف النيل.. مكان شهد فيه عشقنا، وقبل المغيب بشهقتين رسمته لوحة حب على ورقة عمري التي تحمل عبق ذكرياتي.. فقد أحكم الليل وثاقه علي جيدي، وأمتلأ القلب به؛ وازددت اختناقاً وشوقاً، وليظل خالداً بروحي تحاشيت أزقة السراب؛ وملائكة الشغف ترعى بتفاصيلي، حملته بعيداً إلى أروقة ذاتي، لكن تلك الحواجز الشائكة منعتني من دخول أو مرور عالمه، فطرت به إلى هناك، الى عالم يفوح منه عبير الحب، عند بوابة الحُلم، هناك عمدته بمجرى مياه عيني، لكن فجأة وبلا مقدمات، تلاشت رائحة العشق؛ وان كان شريان القلب يرقص من الإشتياق. وحتى يظل في قلبي حُلماً عاث في منامي أرقاً، عبرت فيه جسور المستحيل، وهواي يستنطق في عينيه عناقاً على جادة قصائدي، فإنتفض النهر من تحتي، إختل توازني، سقطت تلك اللوحة السرمدية.. وخاب ظني حين إرتديت الأوهام عشقاً له، وكم تمنيت قبل أن يلفظني النهر، أن تكتظ به سطوري، سلال أحرفي، وثمار عشقي أنضجها قلبي وربيع عمري.
وهنا لك أن تتخيل أن تكتب للآخر، وقد يفوح من تلك الكتابة رائحة الملاذ الذي يبرر طلاسمك وهمجية مشاعرك ، لأنه قد لا تحتمل وقع أن تكتب لذاتك شيئ عنه ، وقد لا تبلغ العافية حينما تنعته بأوصاف هو أدرى بها ، من المحتمل أنه تفكير بصوت عالي ، تأنيب بصوت عالي ، ندم بصوت عالي ، صراخ بأي شكل من أشكال التفريغ . وتشعر بعد مرات أنك قد تكون وحدك بهذا الكون، لكنك تريد أن تجري على انسان من الذاكرة ربما ، أو حاضر ربما، لكنه فى مهب الريح. قد تحملك الفرص ان تقتحمه للمرة الأخيرة ولكن بطعم مختلف .
وتخشى أن تكون قد أصبحت فى ذاكرته طعم أخر أكثر اختلافاً، هنا يأخذك الموج حيث لا تريد ان تبقى ..
نظن حينها أننا نحتفظ بالماضي في قبضة أيدينا ونكون أكثر طموحاً لدنيا أخرى، بظروف أخرى، بألوان ومزاجيات أخرى، يتداخلك النزاع فى كيف تبني حُلم جديد بمواصفات عصر قديم وأحاسيس قديمة، ولكن مع الأسف أنهما لا يلتقيان.
كثيراً ما يصيبنا الغرور بأن نكون نحن دائماً بأوصافنا وعلاتنا داخل من نريد أن نكون فى دواخلهم، ولكن تمر الأيام ليثبت الزمن اندثارنا، وخروجنا من دائرة المعقول لللا معقول وينتهي بنا خريف الأمنيات. وتتوجه أصابع الندم حول ضياع الحُلم الذى كسرته أيدينا ونتحسر لسذاجتنا.
وهناك أيضا مفارقة أن يعاد نفس الحُلم بنفس مواصفاته فى حاضر أنت فيه أكثر حوجة لماضي أضاعته منك الأيام.
هل سيشوبه نفس مذاق الحُلم الذى تود صناعته؟ هل يفرغك من محتواك أم تفرغه من جماليته؟ هل يثير فيك تلك البراءة الأولى وعيناك تلمع للهفة تمنيتها العمر كله؟.
عندها سيصبح المستقبل طلاسم خوف وترقب لحُلم تخشى أن يعود.
تحلم وأنت فى زمن اللاحلم ، تريد أن تقترب وتخشى، تريد أن تبتعد، ولكن صوت الألم يمنعك، حينها تريد أن تفسر وتشخص أوجاعك، وتشعر بنتائج صحيحة من أجل الحقيقة، وغير مُرضية لدواخلك الملهوفة لغير الحقيقة.
داخلك صراع و سؤال حول الآخر وللآخر ومن الآخر وفى دنيا الآخر ، وحولك ظروف وذكريات مع الآخر، وللآخر، وضد الآخر .
رغم احساسك بالقرب الداخلي لدواخلك، برغم خوفك للبعد الخارج وبعض الداخل. تخشى أن تكون حالة شفقة على نفسك أو على ذاتك التي أضاعت حُلم أهداه لك الآخر يوماً. حينها لا يقوى الجسد ولا القلب على خوض نضالات نسبة النصر فيها أقل من 50 بالمئة، لم يعد للكلمات مرسى من أجل الحزن والتنقيب والمحاولة والتجمد مرة أخرى، لا شعارات تنفخ الصور فى الرغبات المتأججة فى الدواخل، لكنه الخوف دائماً من أن تخطو الخطوة الأولى والاخيرة، ربما فوبيا من الخطوات الحاسمة التي يدخل فيها العمر بين التفاصيل تلك والمباشرة.
ونعاني حينها من ذاكرةٍ لا تكُّف عن العبثِ بتفاصيل الماضي. و يَبقى شئُ من عَبق الماضي عالقٌ بنا رُغم الزَمن، شئ تَعجز يَد النسيان أن تصل إليه.
وترهقنا الذاكرة أحيانا بما فيها من صور ومواقف تتزاحم داخلها الأحاسيس المختلطة بلغة التمرد. نشعر معها أن المسافة الممتدة بين ما هو حقيقي وما هو حُلم منطقة محظورة يصعب اختراقها أو حتى استكشاف طرقها الملتوية الوعرة.
لذا نقرر أن نختزل كل المفردات المحفزة على خلق نقاط التقاء يتم فيها غربلة كل ما من شأنه أن يمنحنا صيغ الانعتاق من أسر الوهم وعبثية تلك التفاصيل المستقطعة من وهج الذاكرة المتيقظة، لنتمكن ربما من ترك شئ من تساؤلاتنا الحائرة على حافة الأيام، ونمضي متخففين من مخاوفنا، محاولين عبور أكثر مدارات الفكر توقداً ودهشة.
قد يكون ذلك من أجل التمسك بحُلم ما، لا يزال محتفظاً بألقه هناك في الذاكرة؛ حيث تنفرد الذاكرة بخاصية الفصل بين الحكايات المؤلمة، وتلك التي كانت يوماً ما سبباً في إسعاد قلوبنا وإشعارها بقدسية اللحظة وقدرتها على تصدير البهجة إلى أرواح أضناها الخذلان، باتت حبيسة أوهام تمتلك سلطة التجذر والبقاء طويلاً في تشعبات الذاكرة، لكن البعض ممن لديهم مقدرة على سحق تلك الفوضى ونقدها يعطون لأنفسهم الحق في التجرؤ عليها ومحاكمتها رغبة منهم في ملء فراغات الأسئلة التي أرقتهم طويلاً، كما أنهم أيضا يحاولون محاربة الوهم القابع في دواخلهم، وإخلاء تلك المساحات الممتدة لتستطيع التعافي من أثقالها الناتجة غالباً عن إخفاقات متكررة ربما.
فنحن حينما نكون في مواجهة سطوة التأويلات القديمة، نفهم أن من الضروري استنطاق الذاكرة لنعاود فتح مناطق الاحتجاج والاستعداد جيداً لكل ما هو آتٍ من قلب المجهول.
فقط على أبواب تلك الامتدادات المسكونة بالأحلام المؤجلة تحتدم الأفكار، وتحتفي معلنة بدء مرحلة جديدة أشبه ما تكون بانسلال اللحظة المنتظرة من رحم العتمة.
قلقنا من أن تسير الحياة بالاتجاه المعاكس لرؤيتنا، يدفعنا لتجاوز كل البدايات المسبقة واختيار نقطة انطلاق رسمُنا معالمها باحتكامنا لزخم الأسئلة القاسية التي تؤيد في الغالب حرية الفكر وإضاءة زوايا الروح بتأملات منصفة لأبجدية الحلم بعيداً عن الرؤى الجاهزة والمعلبة.
مُصرين بذلك على إدانة الذاكرة التي تتلخص مهمتها في الاحتفاظ فقط، واعتقال الملفات لديها حتى تلك التي اعتقدنا أننا تخلصنا منها وطوينا صفحاتها. فهي قد تعيدها إلينا في غير موعدها أو حتى بدون أن تستأذننا تعاود نشرها غير مكترثة بما قد يعترينا من انتكاسات. ميزتها أنها لا تتردد أبداً في البوح متى شاءت، ولا تخاف أن توجعنا ونحن في قمة سعادتنا. وما بين توجسات الذاكرة وبين ذلك الحُلم الذي نظل نركض خلفه مسافة شاسعة من الكلمات، باعتبار أن الحُلم وحده القادر على استدعاء الحياة وتمكينها من اختراع نصوص تختص بها دون غيرها. ومعه بالذات قد نضبط متلبسين بالفرح متلهفين للاحتماء بحيثياته الباعثة على ارتياد أحلام لم نلغها، بل غيرنا موقعها لتكون أجدر بمنحها الشرعية المطلقة، وإبقائها ضمن جدول أولوياتنا. فنتبع الحُلم ونلمسه، ونحارب من أجل أن تظل محتفظا به، لأنه هو وحده القادر على حماية قلوبنا من الهرم، وأرواحنا من الغياب، وجباهاتنا من الخمول والتخاذل.
وتجد ذاتك تحدث ذاتك في همس مغلق:
فيا أنت بإمكانك أن تثور على الألم الذي هو في الحقيقة دافع قوي تستطيع من خلاله ارتكاب فعل التفكير طوال الوقت، لكونك تؤمن بأن الحياة حاضنة لأحلامك، كما أن الذاكرة تمتلئ بتجارب ستبقى ذكرى تختبئ في أدراج النسيان تباغتك بحضورها كلما عصف بك الحنين، وشعرت بالامتنان لكل الأشياء الصغيرة العابرة التي قوتك لدرجة أنها جعلتك تجيد فن التجاهل والسير نحو الأمام.
ولكن أحلامنا هي بعض حرماننا وذاكرتنا جميع ازاماتنا .. بعضهم متصببين بعرق الذكريات وآخرون لاهثون لتغيير مسار ذاكراتهم بحُلم أنظف وأنقى ..
ولكني الآن.. سأخرج من ذاكرتي لألمس خيط الحلم إليه وأغزل من المسافات حبل نور يوصلني إليه التي أخذتها الفصول وجعلتني ذابلة الوجوم.
فما عادت الأيام عطر الربيع على الأرض وأنا أمشي وحيدة من دون ظله.
فلم يبق بين أضلاعي إلا الجمر يحرقني قبل أن تصل إليه.. وقد طال انتظاري إليه وحشدت روحي في الذاكرة حتى صارت كالأحلام أعيش بها كأنها أرغفة تنفسي حين تسقطني الأقدار خارج خطوط الهواء.
وسوف أدون خفق لهيب التحقق خلفه عطف الحالمين وجواب الحنين، فيغريني الآن شعور أنثى يسيل منها النبض ويقين بالحب، والجنون المنقوش بالضلوع، وقتال يتصارع على تحدي الهجر، بل زرع ينتظر الحصاد وللأشواق التي ترعرعت في الصدور.. للحرص على تدفق الدم بين الأنفاس، للادمان الذي نرغب به، كي لا يكون هناك هجراً أخر، يرسمنا الرذاذ لينبت العطف، ثمة فيض يعزف على قلوبنا الدفء، وحرمان أصّر على هذيانه، يرسم خلفه لجوء يلون التاريخ برداءات نرجسية ومدارات من فجرٍ لأمنيات تسقط فيها الروح ولم تجد من العمر الباقي، وهيهات من رقعة الوحل وجذور الفضاء حين تهزمنا..
كم أردت أن أعرف كمّ عليّ إنتظاره حتى صار انتظاري تعبداً في طريق الحنين إليه لأهرب من المكان إلى ذاكرة رسائلنا تلك،
فأدمنت الحلم إليه وبه، وقد جفت الأعوام الماضية على أبواب مرور الزمن وعلى زوايا ذاكرة الحياة في روحي ...
وكم أردت أن أعرف .. وأن أعرف.. هل أن الحُلم لا ينتهي فصوله في كل الأزمان حتى لو طلع بياض القمر من بين الأجفان.
وكم يدوم غياب حضوري بين يديه قبل أن أدمن المسافة إليه...
هلم قبل أن يأتي الليل و يغرقني في غيبوبة الذاكرة، وعند الصباح أجد ضوء روحي على جبهته، فأجمع الليل مع النهار لأرى نافذة أنفاسي تطل عليه وهي تمر على النهار كشموخ معالم تفاصيلي في عالمه.. قد انتظره وسوف أظل أنتظره حتى أُذيب البعد عن حدائق روحه.
لم أعد أعرف رحيق الوجود إلا من رحيق عشقه، التي صادقت اللحظات حين تمر على أبواب انتظاري إليه، لأرسم أبعاد أنفاسي على خُطى الصباحات المبشرة بقدومه، فبعده يشعرني كأني برحلة إلى سماء مجهولة النجوم، فتذبل حتى السماء في عيني، وحين أستيقظ من وجدي، أجد أن كل الأشياء تعاند مسيرتي إليه، هو قبلة عمري الباقي في الحنين، أناديه فلم أعد أتحمل الغرق في البعد وأوقاتي صارت خطوط القدر على كفيه. سوف أخزن أيامي الباقيات إليه وأرتب ميعادي مع القمر الذي فر من السماء واستدار كوجهه لينير أيامي معه، فلم أعد أنفلت من ضجري وحزني ووحدتي إلا بحضوره.. أردته بجانبي لنرحل إلى مواسم لا تغتال البحر وحيداً دون موجه.
فليدعنا القدر نكتب شهادة ميلاد أرواحنا،
من ذاكرة الحلم...
كي نحاول ونحاول أن لا يأتي يوم نفترق فيه عن من نحب..
وأن وحدها الأيام تحت جدائلها الرمادية هي التي تعرف الجواب، وحتى و إن كان أملاً باهتاً قد لا تتحقق معه الصدفة ..
ثم تنتهي ذاكرة الحلم بألام متناثرة تعطي للمكان رائحة أخرى .. وطعماً آخر.
#حنان_أبوزيد

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...