إنها ترانيم أنثى...
أنثى نبضاتها الأمل..
وأنفاسها الهوى..
وردائها الحنان..
وعشقيها الجنون..
وجزيرتها الحياة..
وحلم راود أجفانها الحالمة..
فتمنت أن تصعد قمم الأحلام، لتبني مدينة الحب،
تمتلك فيها قصراً من الحب،
أحجاره مرصوفة....
من الأمل، والحب، والخير، والسلام.
تمتلك فيها صرحاً عاليا بمملكة العشق،
ومدرسة لا تتعلم منها سوى الحب..
وجزيرة لا تحتضن سوى العاشقين، الحالمين،
بعالم من النقاء، وكوكب من الرومانسية البيضاء،
في فلك غلفه قبح الأشياء
وفي هذه الليلة،
تستيقظ على أرق بعثرها من مضجعها، ويثير رغبتها بكاءاً..
حاولت جاهدة نوماً ، فلا شيء يزورها إلا سهاداً أرهقها..
فأقامت بزاوية صمتها ، لتتدثر بوشاحها الأسود ليحتويها في ليل شاحب، وسكون مغلف بالألم،..
لا أحد بجانبها..سوى صوت شهقات أنفاسها المبحوحة بصدرها، وبكاءاً أبكم أرهق روحها.
وفي كل ليلة تحاول أن تهرب من هذه الخلوة الضجيجية..
كي تلتحف الليل بسواده هروباً من عالمها هذا ، فتخلد في سبات إلى ظهور خيوط الفجر!!
وتبدأ يومها بأمل ينسيها ما هي فيه ..
لتختلف فيه أشياء كثيرة..!!
فقد سيرها قلبها..
وكبلتها مشاعرها..
إلى واقع لا تعلم أين تجد نفسها فيه..
هل ما هي فيه يستحق منها التضحية؟..
هل سيكون بعد الليل شروق؟..
وبعد الخوف سكينة وهدوء؟..
لا تعلم..!!
ولكن ما تعلمه أن هناك جزءاً منها غادرته بمحض إرادتها،
لكنه أبى هو أن يغادرها !!
ليقيم هناك بالقرب من أمنياتها التي تنتظر هطولها، فيقتحمها خريف سنوات عمرها البائسة،
و أجزائها المتباعدة
و أمنياتها الغائبة
و أحلامها الراحلة
ولكنها سوف تبقى هنا،
تتنفس ذكرياتها اختناقاً
ﺇلى ان تستبيحها يقيناً
وتسأل هنا....
هل بقاء الأمل أفضل من إنتظاره لزمن لا نهاية له؟ !
فقد تأملت منه الكثير ..
ظنت الكثير ..
أنتظرت الكثير !
فلم تجد... غير...
أمال زئبقية ..
وظنون خذلية..
وإنتظار لم يجلب غير السراب !!
فعلمت مؤخراً...
أن الأمل وان نما على جذع شجرة مائل،
أفضل بكثير من التأمل في بشر لا يجلبون سوى ألام وتقرحات، قد تزداد ندوبها أكثر من أن تقل !
فيجب عدم تكرار وضع كل
أحلامنا،
وأمالنا،
على أكتاف ليست لنا،
سوف ترحل يوماً عنا !
فلملمت تلك الروح المتعبة، وفك حصار التساؤلات عن قلعة حلمها، محاولةً أن تزيل كل هذه السحب الرمادية من سماء مدينتها..
والى حين انقشاع ذلك الرماد..
وخروج عتمة الروح من غلاف الألم.
ستبقى في قلعتها، ترتجي قبساً من نور يُعيد لها أشلائها المبعثرة،
ويُعيد لصوت الروح المبحوح ترانيمه العازفة الحالمة بمدينة الحب!!
#حنان_أبوزيد