الأربعاء، 22 مايو 2024

((التنوع الثقافي ودوره في الثراء الفكري والتنموي))-- الجزء الأول بقلم د.حسن صالح الرجا الغنانيم

*يشكل التنوع الثقافي مصدر مهما للثراء الفكري والتنموي في أي دولة ومجتمع في العالم، حيث يعمل على تنوع الأفكار وتميزها  ، إلى جانب التنمية البشرية المطلوبة للتقدم والارتقاء بالإنسانية جمعاء٠
*إن من سُنة الله في البشر:-- اختلافُ أذواقهم وفهومهم وإدراكاتهم وحدّة طِباعهم وهدوئِهم وذكائِهم وقناعاتهم، فلكل إنسانٍ قناعاتُه ورؤيته وفهمُه وإدراكه، فلا يُحجَرُ عليه، ولا يُجبَرُ على تغيّر مفاهيمه، وما يصلُحُ لهذا قد لا يصلُحُ لذاك٠
 إن الإسلام هو الذي وضع القاعدة العامة التي يقول فيها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : --((إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى))( رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني)، وهو تفسير تفصيلي لقول الله تعالى--: ((يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ))[الحجرات: 13].
*مفهوم التنوع الثقافي:--
يعتبر التنوع الثقافي تعددية الثقافات والتعبيرات الثقافية في المجتمع. يتضمن ذلك العديد من العناصر مثل اللغة والعادات والتقاليد والمعتقدات والقيم التي تميز مجتمعًا معينًا. وتتفاوت هذه الثقافات من بلد لآخر ومن منطقة لأخرى، مما يؤدي إلى  تنوعًا كبيرًا في العالم٠
ونستطيع أن نقول بأن للتنوع الثقافي فوائد عديدة، منها تنمية روح الابتكار لدى أفراد المجتمع الواحد، من خلال تكوين أفكارٍ جديدة تنتمي إلى الثقافات المختلفة، بما يحقّق الحوار المثمر والمبتكر، بالإضافة إلى النهوض بالتنمية الاقتصادية، التي تتأتّى من خلال ازدهار التبادل الاقتصادي والتجاري، وهو ما يثبت أهمية التنوع الثقافي٠
يَجمَعُ مفهوم التنوع الثقافي بين الاعتراف بتعدد الثقافات والأفكار والتجارب الإنسانية، وبين وجود تجربة بشرية محددة لها أهلها وأفرادها الذين نشأوا وتربوا عليها، مع مراعاة ما تتمتّع به هذه التجربة من خصوصية في التشكّل والأثر. وبذلك فإنّ مفهوم التعدد الثقافي يحافظ على سمات كلّ مجتمع، مهما اختلفت تجارب أفراده وخبراتهم. 
ويشكل التنوع الثقافي مصدر ثراء للدولة والمجتمع، حيث يخلق تلاقح الأفكار نوعاً من التميز، إلى جانب التنمية البشرية المطلوبة للتقدم والارتقاء بالإنسانيّة. وبما أنّ الثقافة هي ما يكوّن الفرد عاطفياً وفكرياً وروحياً، فإنّ التنوع الثقافي يساعد على تفعيل دور كلّ فردٍ في المجتمع، كما يؤكّد على وجود رؤيةٍ توجّه البوصلة للنّظر في تعامل الأفراد مع غيرهم، بما يقوّي خلق الأفكار البنّاءة، وبما يساعد على تأصيل ثقافة تقوم على مبدأ الاحترام والقبول والتّعاون. 
وللتنوع الثقافي فوائد عديدة، منها تنمية روح الابتكار لدى أفراد المجتمع الواحد، من خلال تكوين أفكارٍ جديدة تنتمي إلى الثقافات المختلفة، بما يحقّق الحوار المثمر والمبتكر، بالإضافة إلى النهوض بالتنمية الاقتصادية، التي تتأتّى من خلال ازدهار التبادل الاقتصادي والتجاري، وهو ما يثبت أهمية التنوّع الثقافي وضرورته. 
*ويمكن القول إنّ العالم قد تحوّل إلى قريةٍ صغيرة، خاصةً مع الحضور الواسع والجليّ لمفهوم التنوع الثقافي، فهو اعتراف بالمشاركة الإنسانية في مسيرة الحضارة الحديثة، التي تحثّ الجميع على التعبير عن مكنونات ثقافاتهم وهويّاتهم، ليكون حضورهم بذلك بدايةَ الانطلاق نحو العالمية بكل فخر وسرور وتآخٍي٠
*وفي عالمنا اليوم، يشهد المجتمعات تزايدا مستمرًا في التنوع الثقافي. وتعتبر هذه التنوعات الثقافية فرصة قيمة للتعلم والتفاهم المتبادل بين الثقافات المختلفة. يلعب المجتمع دورًا حيويًا في تعزيز التنوع والتسامح بين الأفراد، وفي هذه المشاركات سنوضح أهمية التنوع الثقافي في المجتمع وكيفية التعامل معه بشكل فعال.
********
د٠حسن صالح الرجا الغنانيم 
سفير سلام دولي
كاتب وباحث

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...