روحها مبتورة... وأجنحتها مكسورة وأنفاسها مثقلة بالهموم.. وسحائبها ممتلئة بالغيوم.. فتمزقت، وتبخّرت..
وفي طيات تلك السطور تكتب وأحبار قلمها تختنق ترتعش من الرعود وتنصهر تذوب في يدها حيث الكلمات ارطتمت على صخرة الأوجاع وغرقت ببحر الأحزان ويبعثرها هاجس التعبير ..
إذ كيف لأنفٍ بلا حاسة شمٍّ أن يدرك فوح النسيم؟!
أو كيف يمكن للسانٍ منزوع أن يتذوق حلاوة الشهد..
هل سبق أن تمنيت يدًا حانيةً تُربت على كتفك المثقلة بالهموم وتنتشلك من الضياع... لكنك تكتشف أنها هي تلك الأيدِ نفسها التي نحرت عنقك.. وقذفت بك بأسفل القاع...
الكل ينتشل ما يُريد منها ويذهب تاركًا خلفهُ حطامًا تكاد تنبثق روحها حتى ترمم هذا الحطام من جديد..
فكلٌ يحثُّ خطاهُ ببعض التوسُّلِ لوقتِ يريده.. ليفضَّ بكارةَ الروح فيما تبقى من العمرِ
حتى يفوزَ بحفنةِ لهوٍ .. يعودُ بها.. ليواريَ سوءةَ ما إندثر تحت الأكفان..
كل شىء بذاتها يغادرها ذاتها عن ذاتها تتنزع منها..
وبعضها لا يستجيبُ لبعضِها ..
إلا بشيءٍ من الشك والخوفِ
والنظرةِ الشاردة..
كل ما في الطريقِ يحدِّقُ في خطواتها المتثاقِلة... وملامحها الشاحبة..
دون سؤالها: " من أنتِ أيتها الغريبة؟
أين تبحثين عمن يزيحُ عنكِ غبارَ المسافاتِ!؟،
وكل الشوارع مكتظة بالفراغِ
من الحبِّ .. والأمنِ .. واللمسةِ الحانيةْ.. والوفاء.. والبراءات
هيا سِيري قليلاً، وقلِّبْي داخل ملامح الحوانيتِ، واللافتاتِ،
وأعمدةِ النورِ بقلب الحارات
والقططِ الباحثاتِ عما تقتات،
وأقدام متعباتِ، متهالكات،
من مشاق حياة النفايات،
وهنا يتضاعف الألم حيث يكون ما يتألم لفقده هو ما سيتألم لوجوده على السواء،
الكل يترقبها في كل لحظة كثعلب يرقب فريسته، يُذكيها نار الفقد والخوف في المنفى،
وينتظرها على بوابات الموت كفريسة سلمت عنقها لقاتلها حين علمت أن لا مفر من القِتلَة، فكان ألمها مضاعفاً، فتركن إلى ما فقدته طول نفي روحها المبتورة وها هي كذلك تُقتَل بيد ما فقدته لأنه كان يتربص بها... فإلامَ تشدُّكَ الحياة والوجوه والمسافات؟!!!
إلى أوجه قابحات ..
ومُفردات لاهيات...
ولحظات متع ضاريات...
هل ستذكرين حينئذٍ بالذات،
تلك الصُورَة لطفلة ذات الأعوامَ القليلات..
التي غطتها برائتها مع فيونكتها الوردية وضفائرها الذهبية المنسدلات...
وهي تطوفُ بأكتافِ الرجل الأوحد بحياتها (أبيها)..الذي أعطاها نبض الحياة بلا أخذ بلا مقابل...
لتتذوقَ رحيقَ التوحُّدِ في جسدٍ واحدٍ ...
وإذا ما يتوارَى الليل تختبئ
وتعودُ مسرعاً لحِضنِ أبيهِا
بِلا حُجَجٍ واهيةْ، ولا مقدمات
تلك الطفلة .. أينَ ذهبت؟
والأبُ الحِضنُ .. أين مضى؟!
صُورتُهُ نفختْ في فمها الموتِ من رُوحِهَ، وأضَاء لها الليلَ من لحده، واستعانتْ على بردِ العمر بالصبرِ، فألقتْ عباءَتَهَا الوردية .. وتولَّتْ، لعلها تفهمُ بعد سنين الجَوَى ما هِيَ
وأين تذهبُ؟
إن بيتُكَ ليسَ هنا وشعاعُ الخريف يدقُّ ببابكِ
والأعاصير تقتلعُ الحيرةَ المستبدةَ قبل انسحابك
والبحرُ يهربُ من موجات ذكرياتكَ..
وها هو الليلُ يأتي ثانياً..
ليرتل وِرْدَ التَخَلـي على نفاية من قميصِ الأمنِيات..
ويُلقِي بها في جب النهاياتِ..
لنهرٍ يفيضُ حنيناً وحزناً على حلم قلبينِ ظنَّا بوعدٍ أن يُبقيا خيراً ..
ولكنَّها عن أمانيهما لاهيات...
هيَ تلكَ الروح المبتورة .. مثلي
مثقلةٌ بالجروحِ...
فَسَلْهَا كم عمرها الآنَ ؟
لابدَّ أن يرحلُ عنهَا ... وعنكِ
فقدْ حانَ أنين الصباحِ .. بأعينِ الغروبْ، قَد يتمزق جِلدُها، ويخرجَ من أحشائها جُثثاً هَامدات...
تَسَكَّعْنَ طويلاً في كل الطرُقات
إلى أن إعتدن عشقَ الهروبْ
وجسدُ الليلِ يفضحُ ما كانَ قبلَ الرحيلِ الآت..
فَلوذي أنت أيتها الروح المنفية بالفجرِ..
وابعثي عيونكِ الحزينات
كي تستعيذَ بلونِ الإشراقات
فلا زِال في عينِ هذي الحياة
روح غَريبْة منفية تنتظر ...!
فلا عليكِ وتذكري أنكِ تذوقتِ رحيقَ التوحدِ منذُ رجعتَ لحضن المنفى، فلا تقتلك الحُجَجَ الواهيةْ، كلُّ ما في الحياة المنفية .. يهربُ منكِ .. إليكِ ...
فكوني مثلما كنتِ في صورةِ
الطفلة ذات الأعوامَ القليلات
وابدأين من حيث تنتهين..
فإلى أينَ تذهبين وعلام تبحثين؟!
ان الروح المبتورة أضحت تصبغ كل مسارات الحياة، فيزرع فيها على امتداد العمر كل ما تعنيه "ربما" و "لعل" و "يمكن" و "احتمال" و"فرضاً" من عذابات قد أهلكت الفلاسفة وأرقت المفكرين، فما بالك بضعيفة مهيضة الجناح كعصفورة هزيلة تستعرض قوة ليست لديها ما تحمي به صيصانها المساكين من هجمات الثعالب والذئاب ولم تدر أنها هي لا صيصانها ستكون أول الوجبات المرتقبة!
وهذا الترقب هو عين الألم، فكيف يمكن أن تشتاق لمعاناتك؟، وكيف تشتاق وأنت تدرك أن ما تشتاقه يشتاق قتلك وسجنك وإيلامك،
لكن سيظل سؤال البقاء و "ماذا بعد" و "إلى أين" و "ومتى" يلح في كل لحظة سعادة ليقتلها ويفقدها طعمها وهويتها وحالتها، ولن تجد لهذه المعادلة عدلاً.. ومع استمرار النفي النفسي قد تألف النفس أحيانا استمراريته، ويتسلل من فؤادنا شيئاً فشيئاً ما بقي من ذكريات مبتورة، بل تبدأ بفقدان ذاكرة اختياري للمواقف الجميلة التي عشناها والأماكن التي لامستها خطانا، كما يتسرب من ذاكرتنا ما بقي لنا من حياة، لنسكن مضطرين إلى غربة نفسنا متجاهلين كل نداءات الذاكرة والحنين..
لكن ما إن تطمئن إلى نسياننا حتى يطرق الوجع بابنا بأقسى طرقه المعهودة.
إنها "المواثيق"، في صورة كابوس نفي الذات وتذكرة معاناتها، فلا ندري في أي لحظة يقرر هذا النفي أن يضاعف معاناتنا، ويعطل كامل وثائقنا حين تجديدها، والبحث عن نسيان يحمينا من ذاكرة معاقة.
فهى غربة ذاتية قسرية مثقلة بقيد الإجبار على المُغادرة من حيث المبدأ ومختومة بختم الأبدية من حيث استمرارها للانهائية، ولعل اللانهائية قد تُريح أحيانا، لكونها تقطع كل بوادر "الأمل" الذي يبعث في ثنايا حياتنا احتمالات بالخلاص سرعان ما تُدفن في مقابر الواقع.. مع هذا "اللايقين" الذي أصبحنا نعيشه مع تمدد الزمن ومكان المنفى الذاتي، نعم فقد يخلق المنفيون يقينهم اللاموجود الخاص في قلب أمواج غربتهم.. ويحولها إلى منفى اعصاري!،
إذ كيف تُخلق عذابات جديدة لا نعرف مصدرها؟، ألم نشتكِ من عذابات النفي القهري؟،
كيف تتحول أنت لوطن منفي ضائع آخر لأشخاص آخرين ستخلق عذاباتهم على مر السنين؟
وحين يغدرنا وطننا المنفي، سنحمل ما تبقى من إرثنا... ونرحل،
وتتضاءل اختلافاتنا اللونية والكونية بلا معنى أو هدف، وسيظل المنفى لروحنا المبتورة يتلظى بين الفقد القسري والوجود المتهالك ولا مفر له من مذاق المُر في كل الأحوال.
#حنان_أبو_زيد
إذ كيف لأنفٍ بلا حاسة شمٍّ أن يدرك فوح النسيم؟!
أو كيف يمكن للسانٍ منزوع أن يتذوق حلاوة الشهد..
هل سبق أن تمنيت يدًا حانيةً تُربت على كتفك المثقلة بالهموم وتنتشلك من الضياع... لكنك تكتشف أنها هي تلك الأيدِ نفسها التي نحرت عنقك.. وقذفت بك بأسفل القاع...
الكل ينتشل ما يُريد منها ويذهب تاركًا خلفهُ حطامًا تكاد تنبثق روحها حتى ترمم هذا الحطام من جديد..
فكلٌ يحثُّ خطاهُ ببعض التوسُّلِ لوقتِ يريده.. ليفضَّ بكارةَ الروح فيما تبقى من العمرِ
حتى يفوزَ بحفنةِ لهوٍ .. يعودُ بها.. ليواريَ سوءةَ ما إندثر تحت الأكفان..
كل شىء بذاتها يغادرها ذاتها عن ذاتها تتنزع منها..
وبعضها لا يستجيبُ لبعضِها ..
إلا بشيءٍ من الشك والخوفِ
والنظرةِ الشاردة..
كل ما في الطريقِ يحدِّقُ في خطواتها المتثاقِلة... وملامحها الشاحبة..
دون سؤالها: " من أنتِ أيتها الغريبة؟
أين تبحثين عمن يزيحُ عنكِ غبارَ المسافاتِ!؟،
وكل الشوارع مكتظة بالفراغِ
من الحبِّ .. والأمنِ .. واللمسةِ الحانيةْ.. والوفاء.. والبراءات
هيا سِيري قليلاً، وقلِّبْي داخل ملامح الحوانيتِ، واللافتاتِ،
وأعمدةِ النورِ بقلب الحارات
والقططِ الباحثاتِ عما تقتات،
وأقدام متعباتِ، متهالكات،
من مشاق حياة النفايات،
وهنا يتضاعف الألم حيث يكون ما يتألم لفقده هو ما سيتألم لوجوده على السواء،
الكل يترقبها في كل لحظة كثعلب يرقب فريسته، يُذكيها نار الفقد والخوف في المنفى،
وينتظرها على بوابات الموت كفريسة سلمت عنقها لقاتلها حين علمت أن لا مفر من القِتلَة، فكان ألمها مضاعفاً، فتركن إلى ما فقدته طول نفي روحها المبتورة وها هي كذلك تُقتَل بيد ما فقدته لأنه كان يتربص بها... فإلامَ تشدُّكَ الحياة والوجوه والمسافات؟!!!
إلى أوجه قابحات ..
ومُفردات لاهيات...
ولحظات متع ضاريات...
هل ستذكرين حينئذٍ بالذات،
تلك الصُورَة لطفلة ذات الأعوامَ القليلات..
التي غطتها برائتها مع فيونكتها الوردية وضفائرها الذهبية المنسدلات...
وهي تطوفُ بأكتافِ الرجل الأوحد بحياتها (أبيها)..الذي أعطاها نبض الحياة بلا أخذ بلا مقابل...
لتتذوقَ رحيقَ التوحُّدِ في جسدٍ واحدٍ ...
وإذا ما يتوارَى الليل تختبئ
وتعودُ مسرعاً لحِضنِ أبيهِا
بِلا حُجَجٍ واهيةْ، ولا مقدمات
تلك الطفلة .. أينَ ذهبت؟
والأبُ الحِضنُ .. أين مضى؟!
صُورتُهُ نفختْ في فمها الموتِ من رُوحِهَ، وأضَاء لها الليلَ من لحده، واستعانتْ على بردِ العمر بالصبرِ، فألقتْ عباءَتَهَا الوردية .. وتولَّتْ، لعلها تفهمُ بعد سنين الجَوَى ما هِيَ
وأين تذهبُ؟
إن بيتُكَ ليسَ هنا وشعاعُ الخريف يدقُّ ببابكِ
والأعاصير تقتلعُ الحيرةَ المستبدةَ قبل انسحابك
والبحرُ يهربُ من موجات ذكرياتكَ..
وها هو الليلُ يأتي ثانياً..
ليرتل وِرْدَ التَخَلـي على نفاية من قميصِ الأمنِيات..
ويُلقِي بها في جب النهاياتِ..
لنهرٍ يفيضُ حنيناً وحزناً على حلم قلبينِ ظنَّا بوعدٍ أن يُبقيا خيراً ..
ولكنَّها عن أمانيهما لاهيات...
هيَ تلكَ الروح المبتورة .. مثلي
مثقلةٌ بالجروحِ...
فَسَلْهَا كم عمرها الآنَ ؟
لابدَّ أن يرحلُ عنهَا ... وعنكِ
فقدْ حانَ أنين الصباحِ .. بأعينِ الغروبْ، قَد يتمزق جِلدُها، ويخرجَ من أحشائها جُثثاً هَامدات...
تَسَكَّعْنَ طويلاً في كل الطرُقات
إلى أن إعتدن عشقَ الهروبْ
وجسدُ الليلِ يفضحُ ما كانَ قبلَ الرحيلِ الآت..
فَلوذي أنت أيتها الروح المنفية بالفجرِ..
وابعثي عيونكِ الحزينات
كي تستعيذَ بلونِ الإشراقات
فلا زِال في عينِ هذي الحياة
روح غَريبْة منفية تنتظر ...!
فلا عليكِ وتذكري أنكِ تذوقتِ رحيقَ التوحدِ منذُ رجعتَ لحضن المنفى، فلا تقتلك الحُجَجَ الواهيةْ، كلُّ ما في الحياة المنفية .. يهربُ منكِ .. إليكِ ...
فكوني مثلما كنتِ في صورةِ
الطفلة ذات الأعوامَ القليلات
وابدأين من حيث تنتهين..
فإلى أينَ تذهبين وعلام تبحثين؟!
ان الروح المبتورة أضحت تصبغ كل مسارات الحياة، فيزرع فيها على امتداد العمر كل ما تعنيه "ربما" و "لعل" و "يمكن" و "احتمال" و"فرضاً" من عذابات قد أهلكت الفلاسفة وأرقت المفكرين، فما بالك بضعيفة مهيضة الجناح كعصفورة هزيلة تستعرض قوة ليست لديها ما تحمي به صيصانها المساكين من هجمات الثعالب والذئاب ولم تدر أنها هي لا صيصانها ستكون أول الوجبات المرتقبة!
وهذا الترقب هو عين الألم، فكيف يمكن أن تشتاق لمعاناتك؟، وكيف تشتاق وأنت تدرك أن ما تشتاقه يشتاق قتلك وسجنك وإيلامك،
لكن سيظل سؤال البقاء و "ماذا بعد" و "إلى أين" و "ومتى" يلح في كل لحظة سعادة ليقتلها ويفقدها طعمها وهويتها وحالتها، ولن تجد لهذه المعادلة عدلاً.. ومع استمرار النفي النفسي قد تألف النفس أحيانا استمراريته، ويتسلل من فؤادنا شيئاً فشيئاً ما بقي من ذكريات مبتورة، بل تبدأ بفقدان ذاكرة اختياري للمواقف الجميلة التي عشناها والأماكن التي لامستها خطانا، كما يتسرب من ذاكرتنا ما بقي لنا من حياة، لنسكن مضطرين إلى غربة نفسنا متجاهلين كل نداءات الذاكرة والحنين..
لكن ما إن تطمئن إلى نسياننا حتى يطرق الوجع بابنا بأقسى طرقه المعهودة.
إنها "المواثيق"، في صورة كابوس نفي الذات وتذكرة معاناتها، فلا ندري في أي لحظة يقرر هذا النفي أن يضاعف معاناتنا، ويعطل كامل وثائقنا حين تجديدها، والبحث عن نسيان يحمينا من ذاكرة معاقة.
فهى غربة ذاتية قسرية مثقلة بقيد الإجبار على المُغادرة من حيث المبدأ ومختومة بختم الأبدية من حيث استمرارها للانهائية، ولعل اللانهائية قد تُريح أحيانا، لكونها تقطع كل بوادر "الأمل" الذي يبعث في ثنايا حياتنا احتمالات بالخلاص سرعان ما تُدفن في مقابر الواقع.. مع هذا "اللايقين" الذي أصبحنا نعيشه مع تمدد الزمن ومكان المنفى الذاتي، نعم فقد يخلق المنفيون يقينهم اللاموجود الخاص في قلب أمواج غربتهم.. ويحولها إلى منفى اعصاري!،
إذ كيف تُخلق عذابات جديدة لا نعرف مصدرها؟، ألم نشتكِ من عذابات النفي القهري؟،
كيف تتحول أنت لوطن منفي ضائع آخر لأشخاص آخرين ستخلق عذاباتهم على مر السنين؟
وحين يغدرنا وطننا المنفي، سنحمل ما تبقى من إرثنا... ونرحل،
وتتضاءل اختلافاتنا اللونية والكونية بلا معنى أو هدف، وسيظل المنفى لروحنا المبتورة يتلظى بين الفقد القسري والوجود المتهالك ولا مفر له من مذاق المُر في كل الأحوال.
#حنان_أبو_زيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق