الأحد، 12 نوفمبر 2017

أحببتك ولكن .... حنان أبوزيد


حبك كان قدر وقد شاء فراقنا القديرْ
وأكُتفِيْتُ بك قدري ورويتك الحبَّ الغزير
أحببتك ولم تضئ لي نوراً أبصره كالبصير
وسَكنتكَ قلبي لتحيا بهِ ووَددتُ بدربك أسيرْ
ليت حياتي بقربَكَ سائغة وببُعدِكَ طعم المريرْ
أبصرتُ بعينيك نورَ الطريق ودونكَ لا أراه  كالضريرْ
والعشق تجلى في أركاني كل حين ظهير
أطل وجهَكَ بخريف عمري عشقتك كالأميرْ
وتئِنُ روحي ألماً لألمك مهما عنه لم تـُشيرْ
ويردَّ لهفي سمعي همسك ونبضك يسري بي كالماء الغديرْ
وكلما أمَسكتْ يَدايَ تركتُها لأراكَ بعيداً عني تسيرْ
ووهبتك قلباً حنوناً صادقاً يحنو عليكَ منْ ظلام كثيرْ
فلم تعطني الأمان الذي دوماً أريدْ وكم ناشدت قلبك والضميرْ
منحتك حباً لم تصنه وجاهدت أنت سعياً لتنهي المصيرْ
فكم أوصيتك كثيراً أن تراني بعين الحب الكبير
ولم تبالي بنداءاتي لك تصيح تصرخ وتستجيرْ
فعارٌ عليكَ اهتماما بي لا تُبالي بقلبي ولا تُعيرْ
ولم تذكر يوماً رحيق زهري فاح على مُحَيَّاكَ العبيرْ
فتذكر كَمْ أذقتنِي ببعد جفائك لهيب السعيرْ
ولم تحفظ هواي وسلبتني سكينة الروح بحلم قرير
ياقاصدا دروب العاشقين تنثر الحرف كالحرير
أما آن لك أن تبلغ ثنايا الصدق وتتربع بمحراب اليقين كالسفير
مابين الألف والياء قصور وعروش الهجير
وقصيد وحروف وذاكرة تتنبأ بفراق مرير
وأنت ياكل المنى لم تبلغ الذات يوماً
ولم ترتقي لسدرة الملتقى فاخترقت الصدى بالصفير
وجَرّحتني في الهوى ومضيت تنبش الثرى الصغير
واغترفت ترابا ضمّ روحا وجسدا أمسى بمدى عسير
يا أيها الساكن ما بين القلب والشغاف صرير
وما بين السديم والغمام بشير
كان لك مالم يملكه بشر وحفنة من دمع عشق جرير
ورحيل قلب بليل طال به أرق السهير 
أحببتك ولكن ....
لم تكن قِبلتي يوماً بمحراب الدير
لكنك كنت قدري حتماً من القدير
30/4/2017
حنان أبوزيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...