الثلاثاء، 28 أبريل 2020

من مذكرات أستاذ جامعي " الحب والحياة والإنسانية - 3 " للأديب المبدع/أ.د. محمد موسى


     (قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) - سورة يوسف 51 ، أعتقد أن الكثير من المصريين لا يعرفون أن أول من أدخل اليهود إلى مصر هو النبي يوسف عليه السلام ، عندما أرسل إلى أبوه يعقوب عليه السلام وأهله أن يأتوا اليه في مصر ، بعد أن عرفه إخوته وهو وزير مالية مصر الذي جعلها سلة للغذاء لكل البلاد التي حولها ، بعد أن ضربهم الجفاف وهلك عندهم الزرع وجف الضرع ، وكان وهو في السجن قد فسر حلماً أنقذ مصر مما عاشتها كل البلاد في الشرق الأوسط ، وظل اليهود حتى خرجوا مع الرسول موسى عليه السلام والنبي هارون عليه السلام ، وعبروا البحر وحدث ما حدث مع فرعون مصر الذي تعقبهم هو وجنوده ، فشق الله بقدرته البحر لموسى وهارون ومن معهم من اليهود وأغرق فرعون وجنوده ، وتقول بعض الكتب أن عدد اليهود كان ثمانية آلاف محملين بذهب المصريين ، بعد أن سبق ودخلوا مصر أقل عدداً وفقراء ، ثم دخلوا الأرض المقدسة على يد يوشع وليس موسى ولا هارون بعد 40 سنه من التية ، أي بعد أن مات سيدنا هارون وبعده سيدنا موسى عليهما السلام ، وأنا كنت قد أحببت سيدنا يوسف عليه السلام منذ صغرى ، وزاد حبي له عندما أدركت حديث رسول الله ﷺ "أنه الكريم إبن الكريم إبن الكريم" ، وقصته في القرآن منذ كان صغيراً حتى أصبح أكبر وزير مالية فى مصر "القصة الوحيدة التي ذكرت لنبي كاملة في سياق واحد ولن تتكرر مرة أخرى وهي سورة واحدة سميت بإسمه" ، أما قصته مع إمرأة العزيز وهي موضع هذه المقال فتقرأ من القرآن الكريم أفضل ، وكيف هامت به عشقاً وحباً شهده الجميع ، حب جعل إمرأة تقول كلمات خارج ما هو معروف عن سرية عشق النساء ولن نقل "الحياء" ، وكيف قال الكريم إبن الكريم إبن الكريم (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) سورة يوسف - 33 ، وأنا كنت أقول وأنا صغير سؤال حيرني لماذا هو فضل السجن سنوات (في بعض الكتب أمضى 7 سنوات في السجن ، وهناك من يقولون بين 5 و12 سنةً) ، عن حب يتمتع به لحظات؟ ، وماذا كنتُ سوف أفعل أنا لو كنت مكانه؟ ، شغلنى هذا كثيراً ولكن عندما عرفت أنه نبي إبن نبي إبن نبي إبن أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وأن للإيمان طعم أجمل بكثير من مضاجعة النساء هذا الطعم لا يدركه إلا من كان الإيمان حي في قلبه ، ويدور الزمان وتقول إمرأة العزيز ما لم تقله أى إمرأة في الدنيا حتى تظهر برائته ( الأية 51 التي ذكرت في بداية المقال) ، وكلنا يعلم إلا هذا قد تعترف المرأة بأي شىء إلا هذا ، ويصبح هذا الإعتراف آيه يتعبد بقرأتها وتلاوتها إلى يوم القيامه ، و(لم يرد في القرآن الكريم ، ولا في السنة النبوية ، ما يثبت أو ينفي زواج يوسف عليه السلام من امرأة العزيز والتي قيل إن اسمها "راعيل" ، وقال بعضهم : اسمها "زليخا" ، ولكن استظهر الحافظ ابن كثير أن " زليخا " كان لقبها  ، وورد في زواج يوسف عليه السلام من "راعيل" خبرٌ عن إمام السير والتاريخ المعروف : محمد بن إسحاق رحمه الله) ، ويحكى أن عندما كان يوسف على خزائن الأرض كانت إمرأة العزيز قد كُف بصرها ، وكانت تسأل الناس في الطرقات ، وسمعت مرة أن موكب يوسف عليه السلام يقترب فصرخت وقالت : سبحان من جعل العبيد ملوكاً بالطاعة ، وجعل الملوك عبيداً بالمعصية .

♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا.. بقلم الأديبة د. حنان أبو زيد

أَبنائي الأَعزاءُ شُكرًا...  لِـكُلِّ مـا قَـدَّمتُموهُ لَـنا مِن أَلمٍ وَعَناء شُـكرًا لِـجَرحِ قُـلوبِنا بِـجَحدٍ وسخاء وَلِـكُل ما نُلناه...